5.1.الخصائص الاجتماعية:

تشير  ميرسر  (1997) Mercer, إلى  أن الطلبة ذوي صعوبات التعلم لديهم ضعف في المهارات  الاجتماعية  مقارنة بأقرانهم  من نفس العمر والجنس ممن ليس لديهم صعوبات تعلم. ويعتبر التعرف على أنواع الضعف في المهارات الاجتماعية مدخل هام للتعرف  على الطلبة ذوي صعوبات التعلم. فقد يواجه الطلبة ذوو صعوبات التعلم مشكلات في تطوير علاقات شخصية  مع الآخرين  والاحتفاظ  بهذه العلاقة، حيث من المعروف أن ذوي صعوبات التعلم ينزعون إلى إدارك المواقف الاجتماعية إدراكا  سلبيا و يشعرون  غالبا  أنهم غير محبوبين وغير مرغوب بيهم من قبل رفاقهم. وتتسم علاقتهم مع أولياء أمورهم ومعلميهم والرفاق بالاعتمادية المفرطة، و التعلق بالآخرين، و الحاجة إلى مساعدة متواصلة ثم أنهم كثيرا مايكونون خجولين و منسحبين من المجموعة، وقد يواجهون صعوبات في مواصلة تحليل وسائل الاتصال اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين، فضلاعن  عجزهم  عن قراءة تعبيرات الوجه  التي تنقل حالات  انفعالية  معينة،   كذلك يجد هؤلاء الأطفال صعوبات في التعبير عن  انفعالاتهم لأنهم غالبا  ما يستثنون من قبل الآخرين  ويشعرون  بالضيق والانزعاج،  والمهارات الاجتماعية الضعيفة تعزز باستمرار الاعتقاد لدى هؤلاء الطلبة أنهم مضطهدين  و غير مقبولين  و غير  جديرين  بالاهتمام  (Montgomery,2002) . 

 ويفرق جريشا  (Gresham,2001) بين الضعف في اكتساب المهارات الاجتماعية    وبين الضعف   في أداء  المهارات  الاجتماعية. و يعتبر هذا الفرق هاما لأنه يحدد الأسلوب المناسب للتدخل في علاج  الضعف في المهارات الاجتماعية.  كما أن هنا نوعا ثالثا من الضعف يعرف بضعف الطلاقة، حيث يعرف الطالب كيف يقوم بالعمل لكن ينقصه الأداء بفاعلية و كفاءة.

و يضيف جريشا (Gresham,2001 ) أن الضعف في اكتساب المهارات الاجتماعية يعود  إلى غياب المعرفة  التي تمكن الطالب  من انجاز المهمة الاجتماعية في حدود الأحوال المثلى وكذلك فشل الطالب في تحديد السلوك الاجتماعي الذي يتلاءم مع الموقف المعين.

و يعود الضعف في الأداء الاجتماعي إلى فشل الطالب في أداء المهارات الاجتماعية الموجودة في مخزونه السلوكي،  أو الفشل في  استدعائها بالمستوى  المطلوب. ويمكن تفسير ضعف الطلاقة  على أنه ناتج عن قلة تعرض  الطالب لنماذج السلوك الاجتماعي، و قلة ممارسة هذه المهارات أو قلة معدلات التعزيز لما يصدر عنه من سلوكيات.

و تذكر ليتا Lita,2003 أن التقييم غير الصحيح للكفاية الاجتماعية من قبل المنفذين لعملية   التقييم يؤدي إلى خلل و عجز في تنفيذ البرامج  التي تؤدي إلى رفع مستوى الكفاية   الاجتماعية للطلبة ذوي صعوبات التعلم.

و يذكر كوبن و زيجموند Coben& Zigmond, 1986 )  أن غياب الكفاءة الاجتماعية لهؤلاء  الطلاب يجعله  أكثر عرضة لسوء  التكيف المدرسي، و ضعف التحصيل الأكاديمي، والانقطاع عن المدرسة و الميل للسلوكيات   السيئة،   و بعض  المشاكل  الصحية  والعقلية،   وبالمقابل  تم ربط الوضع الاجتماعي لدى  هؤلاء الطلاب في  مرحلة الطفولة مع مستوى التحصيل الأكاديمي، و مع قدرتهم على التكيف.

كما يشير تروكسبا و بريان  (Turkaspa& Bryan, 1994) إلى أن الضعف في المهارات الاجتماعية  لدى الطلبة ذوي  صعوبات التعلم قد يعزي إلى تدني التحصيل الأكاديمي أو الضعف في استقبال الألفاظ أو التعبير.

و يضيف هيبمر  ( (Hepler, 1996 أن المشكلات الاجتماعية لا تواجه الطالب في الصف فقط بل تمتد إلى خارج  حدود المجتمع  المدرسي.

و يذكر روسيل و سكوت (Russel& Scott, 2003   ) أن من الأمور الهامة لرفع من مستوى الكفاية  الاجتماعية  هي نوعية  البرامج المقدمة للطلبة ذوي صعوبات التعلم و التي تتناسب مع قدراتهم   الاجتماعية،   والنشاطات  التي تتناسب  وعمره الزمني  )فوزي، 2112 ، ص21)

و يبين السرطاوي وسيسال (1891) أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يتصفون بعدم الثقة بالنفس والاندفاعية،  الاعتماد على  الغير،  التقدير المبالغ للغير، وبالإحباط نتيجة تكرار خبرات الفشل مما يزيد من العدوانية  لديهم  و الاتجاه نحو الانطوائية. والطفل الذي يؤمن أنه  لا يملك  القدرة على التحكم بالأحداث  و نتائجها قد يظهر نموذجا  سلوكيا يعرف باليأس المتعلم والذي من خصائصهأن توقع الطفل لتحقيق   النجاح منخفض. والوقت الذي يقضيه الطفل على أداء المهارات غير كاف،  والاعتقاد بأن الفشل ناتج عن العجز في الجوانب الشخصية لديه. و نتيجة لهذه الاعتقادات تتشكل الاستجاىات  السلبية  نحو الذات  لدى الطفل. ( الصمادي، 2113 ، ص24)

 

 

Modifié le: mardi 14 mars 2023, 20:16