الاختبار النفسي.

1.تعريف الاختبار النفسي:

تعتبر الاختبارات النفسية من الادوات المهمة في علم النفس ويعرف الاختبار بأنه الاسلوب     و الطريقة المعيارية القياسية للحصول على نوعية من السلوك في مجال محدد ويستخدم مصطلح الاختبار ليس للدلالة على الطرائق المتبعة للحصول على عينة أقصى أداء للفرد كما في اختبارات الاستعداد والتحصيل أو الأداء المميز للفرد كما في الاستبيانات والمقابلات للدلالة على ميوله ومشاعره واتجاهاته أو الحصول عينة أداء مميز القوائم المعيارية وقوائم السلوك الملاحظة.

إذ تعرف  Anastasi Anne  1976 الاختبار النفسي بأنه: "مقياس موضوعي ومقنن لعينة من السلوك.

كما يركز  Pichot  في تعريفه للاختبار النفسي: "أعتقد أنه يجب ترك مصطلح الاختبار للطرق التي تظهر خاصيتين أساسيتين هما: تقنين المثير والعينة المعيارية ويضيف قائلا: "ندعو اختبارا نفسيا تلك الوضعية التجريبية المقننة التي تلعب دور مثير  للسلوك، حيث يقاس هذا السلوك بناءا على مقارنة إحصائية مع سلوك أفراد آخرين موضوعيين في نفس الظروف، مما ال يسمح بتصنيف المفحوص كميا أو نوعيا .

أما  Zazzo  فيعرف الاختبار على أنه : "مرحلة محددة بصرامة في شروط تطبيقها وفي طريقة تنقيطها، وهي تسمح بتحديد وضعية الفرد بالنسبة إلى مجموعة معيارية محددة هي  الأخرى (اجتماعيا و بيولوجيا).

ويعرفه  Bean  على أنه : "مجموعة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو بطريقة

كيفية العمليات العقلية والسمات أو الخصائص النفسية، وقد يكون المثير هنا أسئلة شفاهية

أو كتابية أو قد تكون سلسلة من الأعداد أو الأشكال الهندسية أو صورا أو رسومات، وهي

كلها مثيرات تؤثر على الفرد وتستثير إستجابته".(عطوف ياسين،1981،ص73)

وتجدر الإشارة إلى أن الاختبار لا يعني فقط قياس القدرات المعرفية أو الفكرية، أو الاختبار المقيدة أسئلته بصحيح أو خطأ أو الأسئلة المتعددة الاختيار أو أسئلة المقال بل تتعداها  لتشمل إجراءات ملاحظة السلوك الاجتماعي وأدوات قياس القدرات الحركية، التآزر النفسي وغيرها .(بشر عمار 2016،ص40)

2.انواع الإختبارات النفسية :

يمكن ذكر انواع الإختبارات النفسية وتصنيفاتها إلى عدة تصنيفات و أنواع و ذلك قياسا على ما يلي :

التصنيف حسب الوظيفة أو ما يقسمه الاختبار :

و بناءا على هذا الأساس من التصنيف تنقسم الإختبارات إلى الأنواع التالية :

·       اختبارات الذكاء

·       اختبارات القدرة

·       الإختبارات المعرفية أو اختبارات التحصيل

·       اختبارات الشخصية

·       اختبارات الميول

·       اختبارات القيم و الاتجاهات

3.أنواع الإختبارات النفسية

يمكن تقسيم الإختبارات النفسية إلى قسمين يضم كل منهما عدة أنواع من الإختبارات ، يتمثل القسم الأول في اختبارات القدرات المعرفية ، أما الثاني فهو يضم الإختبارات التي تقيس السلوك . وسنتطرق فيما يلي إلى مختلف أنواع الإختبارات النفسية التي يضمها كل منهما .

-1. اختبارات القدرات المعرفية :

يضم هذا القسم ثلاث أنواع من الإختبارات النفسية هي :

-1-1 إختبارات الذكاء :

وهي إختبارات تقيس القدرة العقلية العامة التي تنعكس في سرعة الفهم القدرة على التعلم ، الكفاءة العامة ، سرعة إدراك المواقف و المشاكل ، القدرة على التكيف . ومن بين أهم اختبارات الذكاء ما يلي :

إختبار ستانفورد –بنيه "  Test Binet-Stanford " :

وضع " بينيه " أول إختبار للذكاء شاع استعماله في سنة 1905 ، تضمنت الصورة الأولى منه 30 سؤالا يقيس ذكاء الأطفال ، تدور مواضيعها حول التمييز بين قطعة خشب وقطعة شكولاتة ، تكرار ثلاثة أرقام ، تكرار جملة ، رسم أشكال من الذاكرة ، بيان أوجه التشابه وغير ذلك . عدل بعدها " بينيه " إختباره سنة 1908 حيث رتب الأسئلة حسب مستويات الأعمار و أضاف أسئلة جديدة رأى أنها أكثر دلالة في قياس الذكاء ، ليجري تعديلا آخر سنة 1911 حيث أصبح الاختبار يضم 54 سؤالا ، 5 أسئلة لكل مستوى عمري ، تكون أسئلة السنوات الأولى محسوسة تتصل بالصور و النماذج وتكون في السنوات الأعلى متصلة تميل إلى التجريد.(عطوف ياسين،1981،ص76،75)

وقد عمل العديد من الباحثين على ترجمة هذا الاختبار حيث نقله إلى العربية كل من " لويس كامل ملكية " و " محمد عبد السالم " ، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أشرف تيرمان " بجامعة ستانفورد على نقله وتنقيحه و أخرجه سنة 1916 تحت إسم " ستانفورد  بينيه " ، وقد أجرى " تيرمان " و " ميرل " عدة تعديلات على هذه الصورة كان آخرها خلال السنة الدراسية 1971-1972 ، وتضمنت فقرات هذا الاختبار محتويات متنوعة كالفهم اللغوي ، القدرة العددية ، إدراك التشابه و الاختلاف ، تذكر الأعداد ، بناء المكعبات إلخ ، وتوزعت الفقرات على كل مستويات الأعمار إبتداءا من سنتين ونصف إلى غاية سن الرشد  حيث يسمح الاختبار بالتحصل على العمر العقلي للمفحوص الذي يقسم بعد ذلك على عمره الزمني ويضرب في 100 من أجل الحصول على نسبة ذكاء المفحوص وتحدد دلالة هذه النسبة بناءا على نسب معيارية للذكاء خاصة بإختبار ستانفورد-بينيه .

اختبار وكسلر لقياس الذكاء " Test Wechsler " :

وضع دافيد وكسلر " Wechsler.D " سنة 1939 إختبارا فرديا لقياس الذكاء ، عرف بمقياس " وكسلر " تم تقنينه على أفراد تتراوح أعمارهم بين 10 و 70 سنة ، ويتكون هذا الاختبار من قسمين أحدهما لفظي أما الثاني فهو أدائي حيث يتضمن كل منهما مجموعة من الإختبارات الفرعية : لفظية ) المعلومات العامة ، الفهم العام ، الاستدلال الحسابي  ذاكرة الأرقام ، المتشابهات ، المفردات (أدائية أو عملية ) تكميل الصور  ترتيب الصور  تجميع الأشياء ، رسم المكعبات ، رموز الأرقام  . إذ يحصل المفحوص على درجة منفصلة في كل إختبار فرعي يتم تحويلها إلى درجة معيارية ، وتقدر نسبة الذكاء انطلاقا من الدرجات المعيارية مباشرة دون الحاجة إلى العمر العقلي ، حيث يمكننا هذا الاختبار من الحصول على ثالث نسب الذكاء : لفظية ، أدائية ونسبة ذكاء عامة تحدد دلالتها بناءا على نسب معيارية للذكاء خاصة بإختبار وكسلر .

وقام"د. وكسلر" بتاليف ونشر صورة أخرى لاختبار ذكاء أكثر دقة في البناء و التقنين  تضم هذه الصورة مقياسين : أحدهما مقياس وكسلر لقياس ذكاء الأطفال (1949 ) للأعمار التي تتراوح بين 5-15 سنة.أما الثاني فهو مقياس" وكسلر" لقياس ذكاء الراشدين  ( 1955) للأعمار من 17 سنة فما فوق، ليضاف بعد ذلك مقياس وكسلر لمرحلة ما قبل التمدرس.وقد قام كل من محمد عماد الدين إسماعيل ولويس كامل ملكية على ترجمة إختبار وكسلر وتكييفه لكي يكون جاهزا وصالحا للتطبيق في المجتمعات العربية.(عيواج صونيا2016،ص81،80)



Modifié le: mercredi 3 avril 2024, 16:01