1النظرية التحليلية:

تعتبر نظرية التحليل النفسي من اهم النظريات التي قدمت إطارا نظريا يعود إليه الاخصائي حتى في حالة اختياره لنمط نظري آخر. لان هذه النظرية تعتمد على الشخصية في مراحل تكوينها وبمختلف مستوياتها.

اضافة الى ما قدمه فرويد، نستعرض ما جاءت به ميلاني كالين (1921-1945) التي اعتمدت على الملاحظة المباشرة للرضيع، الشيء الذي عزز نتائج ملاحظة الراشد التي كان يقوم بها فرويد .

وسجلت مساهمتها في وصفها الاكلينيكي لوضعيتين: الوضعية الشبه-فصامية-اضطهادية     و الوضعية الاكتئابية التين تكملان المراحل القبل-جنسية كما وصفها فرويد مع مصير النزوات الفمية، الشرجية و القضيبية. أصبحت التبعية، المعارضة و الإغراء غير كافية لوصف العالقة الموضوعية التي تحرك المقابلة العيادية. فعال، كما سنتطرق إليه لاحقا بالتفصيل، فالسياقات النفسية للعلاقة الثنائية التي تميّز التفاعل في المقابلة العيادية، تتأثر بمصير الوضعيتين في نوعية التقمصات (بدائية أو ثانوية) و كذلك في تسيير قلق فقدان الموضوع.

كما جعلت مساهمة ميلاني كلاين المقابلة العيادية مع الذهانيين ممكنة الشيء الذي تحفّظ عليه فرويد لعدم ّنجاح هذه الفئة من إظهار سياق التحويل الذي يتميّز به العصابيون.

انطلاقا من هذين النمطين الفرويدي و الكلايني، تعززت المقابلة العيادية بالسياقات النفسية التي تتدخل في كل علاقة ثنائية بما فيها العلاقة التي تربط الفاحص بمفحوصه.

من بين هذه العناصر النفسية، سنتطرق فيما يلي إلى السياقات التالية:

.1 التقمص أو التماهي

.2 الإسقاط

.3 التحويل المضاد

.4 التحويل

التحويل:

يتعلق الأمر هنا بتكرار نماذج أولية طفلية معاشة مع إحساس مفرط بواقعيتها الراهنة هي إذن تكرار لعلاقة موضوعية سابقة تجاه شخص في الحاضر.

يعتبر هذا السياق نفسي و لاشعوري. تثير علاقة الفاحص بالمفحوص عند هذا الأخير بعض السلوكات، بعض المشاعر، بعض المواقف و بعض آليات الدفاع التي كان يستعملها في علاقاته السابقة، منذ طفولته. مثال، إذا كان الطلب نابعا من المفحوص نفسه، قد تثير فيه هذه الوضعية مواقف التبعية. إذا كان الطلب من هيئة، قد تثير فيه هذه الوضعية مواقف الاضطهاد إلخ... فمن الضروري إدراك هذه النقلة النابعة من المفحوص للسماح له بتجاوزها لما تعرقل العلاقة و كذلك للتحكم في النقلة المضادة النابعة من الفاحص. تكتسي النقلة المظاهر التالية: النقلة الإيجابية و النقلة السلبية، مقاومة النقلة، و الانشطار.(بركات محمد خليفة 1978ص54،55)

2النظرية الانسانية كارل روجرس:

اسس كارل روجرس التوجه الانساني في علم النفس واعتقد روجرز أن الدافع الأساسي لأفعال البشر هو الرغبة في التحقيق الذاتي وأن المشاكل النفسية تأتي من عدم التلاؤم بين "الذات" و"الذات المثالية" و"الذات العملية" وان الفجوة بين المسموح به وبين الإحساس الذاتي قد يؤدي إلى الكبت. قام روجرز بالتشديد على مساوئ الكبت مثله مثل فرويد ولكنه اختلف عنه  بقوله أن الكبت ليس أمراً محتما. ويختلف روجرز عنه أيضا بنظرته المتفائلة للطبيعة الانسانية كما تأثر بالتعليم الديني للطلبة المسيحيين. تزامن خروجه من الملتقى الديني مع لقائه بزوجته و سمح له في نفس الوقت بإدراك سياقات نفسية تعمل على تحرير العلاقة من القيود الأخلاقية التي كانت تميّز الملتقيات الدينية. تبنى العلاقة العلاجية حسب كارل روجرس الأسس التالية:

 .1 الحرية في التعبير.

2 .الثقة المتبادلة بين العيادي و العميل.

3 .عدم الإدلاء بأحكام أخلاقية.

وضع على هذه الصيغة العلائقية، وجه لوجه مفهوم اللاتوجيه في المقابلة العيادية و تهدف تقنيته إلى:

.1 الاهتمام بالشخص ولا بمشكلته لغرض مساعدة "الزبون" على حل مشكلته الحاليةو مشاكله الأخرى.

 .2 معرفة المشاعر ولا يهّمه التفسير العقلاني للمشاكل النفسية. مثال، لا يحكم على الطالب الذي يتغيّب عن الدروس ولا على الطفل الذي يسرق و يكذب بل يسعى لمعرفة المشاعر المتعلقة بهذا السلوك حتى و لو كان شاذا. قد تكون رغبة "الزبون" في إلفات النظر و ما يوجد من مشاعر أخرى لهذه الرغبة.

.3 يهتّم العيادي بالحاضر و لا يهّمه تاريخ الحالة. يقول كارل روجرس في هذا الصدد أ ّن تاريخ الحالة صالح لوضعية البحث.

 .4 يساعد هذا النوع من العلاقة "الزبون" في فهم نفسه و كذا يصبح ناضجا ليتقبّل نفسه.

(اديب محمد الخالدي،2006،ص70،71)




Modifié le: mercredi 3 avril 2024, 15:45