المقابلة التشخيصية و العلاجية

-1مفهومها:

اشارت العديد من الدراسات في الطب النفسي وعلم النفس الايادي الى وجود فرق كبير بين المقابلة التشخيصية والمقابلة العلاجية وان هذا الفرق يحدد مسار كل من الطريقتين نظرا لاختلاف هدفها والاختلاف في الهدف سيؤدي بالضرورة الى الاختلاف في المنهج المتبع

فالمقابلة التشخيصية يهدف الاخصاء النفساني من خلالها للحصول على صورة كامله ودقيقه للشخصية يستطيع من خلالها تحديد جوانب القوة والضعف فيها وبهذا يكون جهده في التشخيص قد انشأ تصنيفا لشخصية الحالة اضافة الى زيادة فهم المريض لنفسه.

ويرى كروشين ان المقابلة التشخيصية ترتكز بصوره اساسية على دراسة الاعراض التي تظهر على المريض حتى يمكن وصفها بدقه وقد اوضح ان المقابلة التشخيصية يجب ان تغطي عده مجالات وهي :

-1العمليات العقلية وطرق التفكير

-2الخلل الحسي والادراكي.

-3الوعي بالزمان والمكان والاحداث التعبيرات الانفعالية الاستفسار الداخلي ومفهوم الذات.

-4السلوك العام والمظهر الشخصي.

اما المقابلة العلاجية فإنها تهدف الى ادراك المريض لحقيقته وحالته المرضية وفهمه لمعاناته على الرغم من ان كلا النوعين من المقابلة يلتقيان في هدف واحد وهو تقديم الخدمة النفسية التي يسعى المريض للحصول عليها في حين يؤكد كورشين ان المقابلة العلاجية وسيلة مؤثرة لتنميه التفاعل بين المعالج والمريض من اجل مساعدته على التخلص من مشكلته كما ان المقابلات التشخيصية تساعد المعالج على التنبؤ واتخاذ القرار فيما يتعلق بالحالة بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من المقابلات التشخيصية.

ان هدف المقابلة العلاجية الاساسي هو وضع الاستراتيجيات العلاجية لحالة المريض بناء على تشخيص الاخصائي فيقوم المعالج بتنفيذ الخطوات وفق الاسس التي تميزها عن غيره سواء كانت وقائية ام نمائية ام علاجية.

اما هدف المقابلة التشخيصية الاساسي هو الوصول الى الكشف عن طبيعة الازمات النفسية والعصبية وذلك من خلال دراسة وتحليل المعلومات المتوفرة لدى الاخصائي النفساني

(حجازي مصطفى 1979ص167،166)

-2انواع المقابلة التشخيصية :

تتنوع المقابلة التشخيصية حسب مسارات متعددة تبعا لأهدافها وان هذه المسارات ليست منفصله تماما عن بعضها البعض وانما متداخله الى حد كبير بحكم طبيعة المقابلة وحاله الفرد الذي يطلب التدخل وبدور الاخصائي الذي يجري المقابلة

ولا شك ان المقابلة التشخيصية الناجحة هي تلك التي تحقق مطالب المريض ودراسة ظروف الموقف بدقه وفيما يلي انواع المقابلة التشخيصية .

-1المقابلة الاولية:

ان الهدف من هذه المقابلة هو تحديد الحالة المرضية للفرد الذي يطلب التدخل العلاجي بصوره مبدئية واستكمال اجراءات قبول التحاقهم بالمؤسسة وتتضمن الحصول على البيانات الأساسية للحالة والمحاور التي اتخذها في السيطرة على مشكلاته والتكيف مع مطالب الحياه ومعرفه الاخصائيين الذين عالجوا ونوع العلاج الذي تعرض له ونتائج هذا العلاج كما يقرره المريض عن نفسه .

ويقوم المعالج في هذه المقابلة اما بعلاج المريض او بتحويله الى مؤسسه تقوم بتقديم الخدمات المطلوبة وتعد هذه المقابلة مهمه جدا في مسيره الحياه المرضية للحالة لأنها توفر وقتا للأخصائيين الاخرين في المؤسسة التي يتم التحويل اليها وايضا تكون بمثابه المقدمة للمقابلات اللاحقة وعاده في هذه المقابلة يطلب من المريض ان يملا استمارة تتضمن المعلومات الأولية الخاصة به ونوع شكواه وما يراه الاخصائي العيادي من تثبيت معلومات حول وضع الحالة المرض وتسمى هذه المقابلة بالمقابلة قصيرة المدى اذ قد يكون من بيني وظائفها توجيه الحالة الى نوع الخدمات المتاحة لها وتصحح افكارهم او تعدل من انطباعه عن العلاج النفسي وتبين له الجوانب المرتبطة بمشكلته ومعاناته مما قد يساعده على سهوله التعامل معها والتغلب عليها.

-2مقابله الفرز:

تتبلور مهمة هذه المقابلة بإمكانية انتقال الافراد الصالحين للقيام بأنشطة وواجبات معينة واستبعاد غير الصالحين لهذه المجالات كما يحدث في مجال الخدمة العسكرية على سبيل المثال وفي هذه المقابلة يصنف الافراد وفقا لتصنيف النفسي او العقل لبيان الاضطرابات السلوكية او العجز العقلي او التخلف العقل ويستخدم عادة الاسلوب الفحص العصبي الطبي النفسي ويقوم به الاطباء النفسانيون فيصنفون المرضى وفقا للأعراض التي تظهر عليه ونواحي العجز والتخلف في وظائفهم العقلية ويتم الفحص في وقت محدد وقافيه بحيث تكون المقابلة سريعة في الحالات العادية من التشخيص لغرض تصنيف الافراد بصفوف الافراد او الالتحاق بالتخصصات الدراسية العليا في الامراض النفسية والعقلية والدراسات او لغرض التصنيف المهني اي تصنيف الافراد نحو مهن مختلفة مناسبه لكل منهم وفي هذه المقابلة يحصل نوع من التوتر والشد العصبي المصحوب بالقلق فتأخذ الدفاعات النفسية بالضعف وتكون مقاومه الفرد للإجابة الصحيحة قليلة.

وغالبا ما تقدم الأسئلة في هذه المقابلة بصوره سريعة ومباشره وخلال الاجابات يكون الملحوظ تحت المراقبة الدقيقة والملاحظة.(كامل مليكة لويس1980ص 99،100)



Last modified: Wednesday, 3 April 2024, 3:43 PM