الفحص النفسي
1. تعريف الفحص النفسي العيادي:
الفحص النفسي العيادي هو التقييم العلمي الكامل لحالة محددة تتضمن المعلومات والبيانات والاعراض ويتم باستعمال وسائل متعددة هي دراسة الحالة عن طريق المقابلة والاختبارات والمقاييس النفسية والملاحظة والتقرير الطبي و المدرسي اضافة الى المعلومات العائلية بشرط ان تتوفر في هذه الوسائل الدقة من حيث المحتوى وعملية التنفيذ التي عادة يقوم بها المعالج العيادي او الاخصائي النفساني للحالة المرضية التي تتطلب التدخل.
ويعد مجال الفحص من اهم الخطوات التي يبنى عليها العلاج النفسي خاصة وان الاخصائي العيادي هدفه الرئيسي هو دراسة السلوك دراسة دقيقة لمعرفة ما يرتبط من انماط اللاسواء وتحديد الاضطرابات الشخصية و العصابية و الذهانية حتى يتمكن من تقديم المساعدة المناسبة للمريض.
فالفحص النفسي العيادي يقصد به فحص الاعراض المرضية واستنتاج الاسباب ثم تجميع المعلومات والملاحظات في صورة متكاملة وبالتالي تحديد نوع المرض وتقديم العلاج .
اما التشخيص في الميدان الطبي فيعني التصنيف او فهم المريض وكشف العلاقة بين الاعراض المرضية ونوع الحالة القائمة.
اما الفحص العيادي في علم النفس يعني تقييم خصائص الفرد من حيث قدراته وسماته واعراضه المرضية ودرجة حدتها مبينا الاسباب المباشرة لنشأتها بغية الوقوف على ماهية المشكلات التي يعانيها المريض واخضاعه لبرنامج علاجي مناسب.(اديب محمد الخالدي،2006،ص45)
2. مراحل عملية الفحص:
قبل الدخول في تفاصيل عملية التشخيص لا بد ان ندرك ان الفحص النفسي هو عملية نعتمد عليها من اجل الوصول الى قرار لتكوين صورة ملائمة او نموذج واضح ودقيق للفرد المصاب وتتكون هذه الصورة من خلال اساليب متعددة مع الحالة .ولهذه الصورة وجهين الاول الصورة التي يكونها المعالج عن المريض والثاني الصورة التي تتكون لدى المريض عن نفسه وان هذه الصورة ليست ثابتة او نهائية. بل تتغير وتتبدل وتنمو في ضوء ما يستخدم من معلومات عن المريض وما يؤدي اليه جهد الاخصائي العيادي. وان مهمة الاخصائي تتطلب اتخاذ عدة قرارات بشان الشخص موضوع المساعدة.
وقد لخص العالمان sunberg وtyler هذه المخمة على الشكل التالي:
1-هل نقبل الحالة المرضية في هذه المؤسسة ام ترسل الى مؤسسة اخرى؟
2-هل نوعية العلاج داخلي ام خارجي؟
3-هل يبعد المريض عن اسرته ام يبقى على صلة بها؟
وتحدد مراحل التشخيص على النحو التالي :
مرحلة الاعداد
مرحلة التزود بالمعلومات
مرحلة اتخاذ القرار
المرحلة الاولى مرحله الاعداد
يسعى الاخصائي من خلالها الى التعرف على تفاصيل شكوى وطالب المريض لكي يضع الخطة المناسبة لدراسة حالته والتي تحتوي على الحصول على المعلومات الكافية عن المريض من مصادر انتمائه كالعائلة والعمل.
الحصول على معلومات اساسيه واوليه يجمعها الاخصائي من خلال المقابلات التمهيدية.
اتخاذ القرارات المتعلقة بقبول المريض او رفضه على اساس التشخيص العيادي
تحديد ادوات التشخيص المناسبة
المرحلة الثانية مرحله التزود بالمعلومات
تسعى من خلال هذه المرحلة الى جمع المعلومات من مصادرها المتعددة وتحديد الخطة اللازمة لمشاهده المريض
المرحلة الثالثة مرحله معالجة المعلومات
يقوم الاخصائي بتنظيم المعلومات التي حصل عليها وتوضيح المعاني المتضمنة لها ثم تفسيرها حتى يستفيد منها وكل هذا من اجل وضع صوره مبدئية واضحه للمريض حتى يتمكن من العمل عليه.(بوسنة عبد الوفي الزهير،2006،123،124)
3.خطوات الفحص النفسي:
يتضمن الفحص النفسي مجموعه من المراحل والخطوات يمكن ادراجها وتلخيصها في المراحل التالية:
1.3المرحلة الاولى فهم وتحليل الطلب
الهدف الاسمى من هذه المرحلة هو فهم طلب العميل وتحديد اشكاليته من خلال التساؤلات التي يقدمها العميل كما يمكن التركيز على انتظاراته من الفاحص.
2.3المرحلة الثانية تحديد واختيار تقنيات وادوات الفحص
في هذه المرحلة يضع الفحص نصب عينيه ضمان التقييم وصحه التشخيص وذلك بالاعتماد على الاطر النظرية والمعارف وعلى الادوات الضرورية التي يحتاجها وهذا ما يتطلب كفاءه الفاحص وقدرته على التحكم في هذه الادوات من اجل الوصول الى المعلومات المناسبة.
3.3المرحلة الثالثة مرحله التطبيق:
ان الهدف من هذه المرحلة هو الوصول الى معلومات صحيحه ومطابقه الحالة النفسية التي يعيشها المريض ولابد ان تكون هذه المعلومات ضمن اطار منهجي علمي حتى تكون صادقه ويمكن الاعتماد عليها الى كفاءه الفاحص من اجل حسن تسيير الوقت وفهم ما يعرف بالتحويل والتحويل المضاد.
4.3المرحلة الرابعة تحليل معالجه البيانات:
خلال هذه المرحلة يصل الفاحص الى تبني اجابات مبدئية متعلقة مشكله المريض وعليه اتخاذ القرارات المناسبة بناء على النتائج التي توصل اليها ويكون ذلك دائما بالاعتماد على الاطر النظرية المتعلقة بالتخصص والمعارف المنهجية والكفاءة.
5.3المرحلة الخامسة تحرير التقرير:
خلال هذه المرحلة الى تحرير وكتابه تقرير ينظم فيه كل المعلومات التي توصل اليها من خلال المراحل السابقة او ما يعرف بمراحل الفحص النفسي ويكون ذلك بهدف اعلام الجهات المختصة بنتائج الفحص من اجل ضمان التوجيه المناسب له.
6.3المرحلة السادسة ارجاع واظهار النتائج:
في هذه المرحلة يسعى الفاحص الى اعلام المفحوص بنتائج الفحص من اجل معرفته بطبيعة المشكلة الذي كان يعاني منه والذي تمت معالجته بتقنيات مستخدمه من قبل.
اضافه الى كل هذا لابد للفاحص ان يتحلى بأخلاقيات المهنة ويعتمد اعتمادا كبيرا على معارفه النظرية السابقة وكفاءته وتجربته حتى يقدم النتائج للمفحوص بطريقه تحافظ على مشاعره.
4.اهداف الفحص النفسي:
اذا كان الفحص النفسي عبارة عن مجموع الخطوات والاجراءات المتبعة في مجال علم النفس العيادي فان الهدف الاسمى والرئيسي منه هو الوصول الى تحديد صورة شامله عن المشكل الذي يعاني منه المريض وذلك من خلال مختلف التقنيات السيكولوجية التي يوظفها بغيته فهم افضل واعمق للفرد في حد ذاته وامكانياته العقلية والنفسية اضافه الى نوعيه المساعدة التي يحتاجها وكل هذا يصب فيما يلي:
الوصول الى تكوين فكره شامله عن شخصيه المريض ووصفها وصفا دقيقا ديناميكي والبحث في توظيفه النفسي والعقلي.
تحديد طبيعة المشكل النفسي للمريض والذي يعتبر السبب من وراء الحالة النفسية التي يظهرها اضافه الى التعرف على مختلف الميكانيزمات الدفاعية النفسية المستعملة.
محاوله وضع النسق من الفرضيات التشخيصية من خلال البحث في المعطيات والمعلومات التي توفرها مختلف تقنيات الفحص وهذا ما يساعد الاخصائي على مناقشه الحالة النفسية للمريض مع باقي اعضاء الفريق المعالج.
كذلك يسعى الفحص النفسي للوصول الى وضع خطه علاجيه خاصه بطبيعة المشكل وتنطبق على شخصيه المريض اضافه الى الوصول الى وضع خطه ارشاديه تساعده فيما بعد العلاج.
وضع خطه علاجيه تتماشى مع خصوصيه الحالة تأخذ بعين الاعتبار نقاط القوه والضعف للمريض و ميكانيزماته الدفاعية.
متابعه التغيرات والتحولات التي تظهر عند المريض وماذا تحسن حالته النفسية خلال العلاج اضافه الى فعالية العلاج المطبق على المريض من خلال التقييم قبل وبعد تطبيق عليه.(عزيزة عنو ،2017،ص25،24،23)