Options d’inscription

تمهيد :

الاسرة هي المحضن الطبيعي للفرد و هي لغة الأسر و القيد و هي لا تنحو المنحنى السلبي بقدر الايجابي اي ان القيد هنا هو اختياري  طبيعي و عفوي مجسد  في عملية الزواج .

و الاسرة في اللغة :هي عشيرة الرجل و أهل بيته و رهطه الادنون لأنه يتقوى بهم ، و وجدت الاسرة منذ صار لآدم عليه السلام زوجة و ذرية فأسرته هي الاولى و منها نشأت الاسر فكونت المجتمع الانساني قال تعالى: " يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم" سورة الحجرات ،الآية13

و يعتبر الاسلام الاسرة الخلية الاولى في المجتمع الانساني و هي حجر الزاوية في إستقرار و انتظام أحواله ، لانه نظر بإهتمام شديد لتنظيم العلاقات الاجتماعية الروحية بين الزوجين التي تقوم على ميثاق غليظ و هو عقد الزواج الصحيح الذي يحول العلاقة بين الرجل و المرأة من علاقة محرمة ممنوعة إلى علاقة مشروعة تسودها المودة و الرحمة و حسن المعاشرة.

1- تعريف الاسرة:

الاسرة نظام أخذ و عطاء تحدد مسؤوليات كل فرد فيها اتجاه الآخر ، اذن هي عبارة عن نسق اسري ، و بتعريفنا للنسق : هو نظام ذاتي التشغيل اي أن الكل لا يستطيع فهمه الا من خلال دراسته أجزائه في علاقتها  مع بعضها البعض .

*اذن الاسرة هي نظام حيوي شبيه بجسم الانسان قال الرسول صلى الله عليه و سلم : " المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشير بعضه بعضا " إذن اختلال عضو في جسم الانسان يؤدي للمرض كذلك اختلال جانب من جوانب الاسرة يؤدي لاختلال وظيفتها و نحن دائما نبحث ان تبقى الاسرة متوازنة سليمة و متراصة .

--جسم الانسان باعتباره له القدرة على العمل كنسق حيوي ذاتي التشغيل تحافظ على وضع ثابت رغم امكانيته حدوث تغيرات في البيئة الخارجية ( الجسم يحافظ على درجة ° رغم وجود الفرد في بيئات متباينة قد ترتفع أو تنخفض على هذا المعدل و يتم ذلك عن طريق تشغيل جميع آليات تنظيم الجسم : كالتعرق ، الاحتفاظ بالسوائل ، الارتعاش للحفاظ على ثبات درجة الحرارة في الجسم و هذا توجه تلقائي لمحافظة الجسم على توزنه ( توازن حيوي ) و ما يحدث على مستوى النسق الجسمي تحدث على مستوى النسق الـأسري ، حيث يقوم النسق الاسري دائما بعمليات يقصد منها احداث التوازن و الاستقرار في بيئته رأي ان افراد الاسرة يحاولون دائما استعادة البيئة المستقرة كلما اختل نظام الاسرة .

و كذلك من وظائف ميكانيزمات الاتزان الاسري اي انه لا يسمح لاي انحراف ان يزيد و يضع سقفا و حدودا عليا لتصاعد التفاعلات السلبية فيها .

تعرفها سناء الخولي :أنها جماعة إجتماعية أساسية و دائمة ، و نظام إجتماعي رئيسي و هي مصدر للاخلاق و الدعامة الاولى لضبط السلوك .

و هي تعتبر الجماعة الاولى في مركز بناء الهوية الذاتية ، ووضع أسس الصحة النفسية لأعضائها و حصانتهم الخلقية و قوة شخصيتهم ، فهي تقدم للابناء النماذج الراشدة الناضجة التي يبنون شخصياتهم من خلال تمثلها ،إضافة لما توفره من حب و إطمئنان و تقبل و تشجيع و ألوان من الرعاية ، و بذور إحترام الذات و التقدير.

2-وظائف الاسرة:

تقوم الاسرة بالعديد من الوظائف بإختلاف أنواعها ، و من أهم هذه الوظائف ما يلي:

-نقل المعايير و القيم الاجتماعية و العادات السلوكيةو المخزون الثقافي من خلال التنشئة الاجتماعية.

-توفر المودة و السكينة بين الرجل و أهله و الرعاية و تهذب إشباع الغرائز بطرق مشروعة.

-تنظم العلاقات الاسرية الداخلية لافراد الاسرة مع وضع قوانين ترتيب هرمي في الاسرة للحفاظ على تناغمية الاسرة و توازنها.

-تشكيل شخصية الافراد عن طريق أساليب الرعاية الايجابية التي تبث في نفوسهم الثقة و الامان النفسي.

-تعتبر الدرع الحامي لافرادها من مخاطر المجتمع الداخلية و الخارجية.

-إشباع حاجات أفرادها النفسية و العاطفية التي تؤدي بهم لبناء شخصية متوازنة قادرة على بناء علاقات اجتماعية إيجابية في ظل المجتمع القائم بقيمه و مبادئه.

خاتمة:

و بإعتبار ان الاسرة كثيرا ما تعترضها بعض العوائق التي تعيق نمو العلاقات السليمة بين أفرادها و تؤثر في الصحة النفسية كما : كضغوط الحياة ( الاجتماعية –الاقتصادية –الصحية –النفسية)، أساليب معاملة والدية خاطئة ، مفاهيم سلبية عن نموذج التفاعل بين الزوجين و بينهما و بين الأبناء ، مما يؤدي لظهور مشاكل نفسية تحتاج لتدخل الأخصائي الاسري ليعرفها بنواحي الخلل الوظيفي في النسق الأسري أي  درجة استبصار أفراد الاسرة بأبعاد المشكلة، و كيفية فتح قنوات الاتصال الفعال و تصحيح السلوكات السلبية و كيفية اتخاذ قرارات مستقبلية .

و من هنا تطرح التساؤلات التالية :

ما هو الارشاد الاسري ؟ و ما هي حاجتنا له كتخصص ؟ من هو المرشد النفسي الاسري؟ ما هي طبيعة المشكلات الاسرية؟ ما هي الاسس النظرية للارشاد الاسري؟

*بماذا نقيم قدرة الأسرة على تحقيق توازنها و الحفاظ عليه ؟


Auto-inscription (Étudiant)
Auto-inscription (Étudiant)