الدرس الأول: خطوات البحث العلمي
تعريف:
خطوات البحث العلمي تُعرف عمليّة البحث العلميّ بأنّها عمليّة مبرمجة ومنظمة، تتضمن منهجاً مرتباً ومحدداً بتوقيتٍ واضح المعالم، ويعتمدها الباحث لمعرفة الحلول التي ينبغي اتباعها؛ فالبحث العلميّ عملية تستند إلى مجموعةٍ من الخطوات المتسلسلة والمنسقة، والتي تحكمها مجموعةٌ من القواعد والأصول ينبغي على الباحث الالتزام بها،[1]
وقد اختلفَ الباحثون والعلماء في تحديد عدد هذه الخطوات؛ حيث افترضَ بعضهم أنّ عمليّة البحث العلمي تتطلب عشر خطوات، ومنهم من حددها بست خطوات،[2] ولكنّها بالمجمل تعتمد على تحديد مشكلة البحث، ومن ثمّ جمع البيانات المتعلقة بها، وصياغتها بطريقة واضحة لاستنباط مسببات المشكلة، ثمّ الانتقال إلى اقتراح الحلول المناسبة لها.[1]
أولا:تحديد المشكلة البحثية:
تنقسم المشكلات البحثيّة إلى نوعين رئيسيين وهما: المشكلة العمليّة والتي تكون واقعةً ضمن منظمةٍ ما أو مجتمعٍ معين، والمشكلة البحثيّة تكون متعلقة بمشكلة محددة يقوم الباحث باختيار دراستها، ويختار الباحث مشكلته البحثيّة بناءً على اهتمامه الشخصيّ بمشكلةٍ معيّنة يرغب بإيجاد حلولٍ لها، أو بناءً على المسؤوليّات الاجتماعيّة والأخلاقيّة التي تحكمه؛ كاختياره لمشكلةٍ يعاني منها المجتمع، أو بهدف تطوير منهج ما يساهم في مجال البحوث التطبيقيّة.(1)
يمكن أن تكون عمليّة اختيار المشكلة أصعب من إيجاد الحلول؛ فهيَ واحدةٌ من أهمّ مراحل البحث العلميّ لكونها تحدِّد للباحث جميع إجراءات البحث وخطواته، بدءاً من نوعيّة الدراسة التي سيقوم بها، وطبيعة المنهج الذي سيتبعه، والمفاهيم التي يجب تحديدها وصولاً إلى خطة البحث اللازمة وأدواتها، ويجب على الباحث عند اختياره للمشكلة أن يبتعد عن اختيار عناوين عامّة وغير محددة، والالتزام باختيار المشكلة بشكلٍ محدد، ودقيق، وأقلّ اتساعاً.[1]
ثانيا:الخطة الأولية للبحث:
تتألّف الخطّة الأوليّة للبحث من عناصر تُعرف بكونها الخطوط العريضة التي يضعها الباحث لترشده عندَ تنفيذ دراسته، وتوجهه في مسيرته البحثيّة، ويلتزم الباحث عندَ إعداده لخطة بحثه أن تكون مناسبةً للأهداف التي يريد تحقيقها، وأن تكون معالجةً بشكلٍ دقيق لمشاكل البحث، مع الحرص على ترابط أصولها ومباحثها، والتأكد من تسلسلها بشكلٍ منطقيّ، كما يجب أن تكون مراعية لطبيعة البحث من الناحية الأكاديميّة.(3)
ينبغي أن تحتوي الخطة الأولية أيضاً على خلاصةٍ للدراسات السابقة المنشورة وذات الصلة مع الدراسة التي يجريها الباحث، مرفقةً بنقدٍ موجز لها وتوضيح مدى تقاطعها مع دراسته الحاليّة، مع الإشارة إلى الفائدة التي قدمتها هذه الدراسات للباحث، وتوضيح الفرق بينها وبينَ دراسته وتمييزها عن سابقاتها، وينبغي على الباحث اتباع منهجيّةٍ علميّة محدَّدة في بحثه العلميّ؛ كالمنهج التجريبيّ، أو المنهج الاستنباطيّ، أو المنهج الوثائقيّ، وغير ذلك.[3]
ثالثا:جمع الحقائق ومعالجتها:
يقدِّم الباحث موضوع بحثه العلميّ وخطته للجهة المختصة، وبعدَ حصوله على الموافقة يبدأ بعمليّة جمع المادّة العلميّة بالرجوع إلى عدّة مصادر أهمّها الكتب، ثمّ المقالات العلميّة الموثقة من الأحدث إلى الأقدم، وعلى الباحث الالتزام بخطّة منهجيّة أثناء جمعه للمادة المطلوبة، وقراءتها قراءةً متأنية، مع ضرورة توثيق المعلومات التي يجمعها باسم المؤلف، وعنوان الكتاب أو المقال، وتاريخ النشر، ورقم الصفحة، وغير ذلك، وبعدَ حصوله على المادة اللازمة لبحثه يبدأ بمرحلة تحرير المادة العلميّة ومعالجتها.[3] ّ
تصنّف المادة العلميّة إلى نوعين رئيسيين من البيانات وهيَ على النحو الآتي:[2]- Enseignant: m'hamed rahmouni