- Enseignant: عبد الله طويلب
- Enseignant: عبد الله طويلب
- Enseignant: Abderrahmane Kaddouri
- Enseignant: nadia guerraoui
- Enseignant: عبد القادر بوحسون
درس الجزائر قبل دخول العثمانيين
المحاضرة الأولى : الجزائر قبل دخول الأتراك العثمانيين
مقدمة: كانت دولة الموحدين في طور شبابها قوية مترامية الأطراف شملت بلاد المغرب إضافة إلى الأندلس بشبه الجزيرة الأيبيرية، لكنه مع توالي الأيام أخذ الضعف يدب في أوصالها حين ضعفت روح العصبية في صفوفها وانغمس قوادها ورؤسائها في الترف والملذات الدنيوية، هذا الضعف الذي أبانت عنه هزيمة موقعة حصن العقاب[1] بالأندلس سنة
1 609 ه/ 1212 م، ثم ثورة بني غانية ليبدأ عقدها في الانفراط بخروج الكثير من القبائل عنها مثل الحفصيين و بنو زيان المرينيين.
ظهور الدولة الزيانية : حينما خرجت قبائل زناتة على الموحدين، وقف بنو عبد الوادي إلى
جانبهم فأقطعوهم جملة من الأراضي منها بلاد بني وامنو وبني يلومي جزاء موقفهم ذلك،
وفي سنة 1230 م/ 627 ه عقد لهم الخليفة أبو العلاء إدريس المأمون على ولاية تلمسان
فكان جابر بن يوسف أول من تولاها فعمل على إدخال بطون عبد الواد تحت نفوذه، وبعد
موته خلفه ابنه الحسن الذي تخلى عنها بعد ستة أشهر لعمه عثمان بن يوسف الذي عزل
بدوره لاستبداده وسوء تدبيره ليتولى أمرها بعده ولمدة ثلاث سنوات أبو عزه زكران بن زيان والذي قتل بدوره حينما هب لمقاتلة بني مطهر سنة - 633 ه/ 1235 م لتتحول تلمسان
بعدها مركزا لإمارة بني زيان حين استولى عليها يغمراسن بن زيان) 2( الذي ضم إليه بني
مطهر وبني راشد الذين رفضوا الانضواء لمن سبقوه .
الإطار المكاني والزمني للإمارة : امتدت الدولة الزيانية لمدى أكثر من ثلاث قرون ) 1236
1554 م( أما جغرافيا فكانت حدودها دوما بين مد وجزر نتيجة لوقوعها بين إمارتين تريدان
السيطرة عليها وإخضاعها وهما الإمارة المرينية في الغرب والحفصية في الشرق فقد شملت
في فترات كل بلاد المغرب الأوسط فامتدت من وادي ملوية غربا إلى بجاية شرقا وفي بعض
الحالات انحصرت داخل تلمسان العاصمة وذلك ما وقع في فترة الحصار الذي أطبقه عليها
أبو يعقوب يوسف المريني لمدة تقارب الثماني سنوات ) 698 ه/ 1298 م- 705 ه/ 1305 م(وفي حالات أخرى أصبحت تابعة للدولة المرينية مثلما حدث على عهد ابن تاشفين الذي تولى عرش الإمارة سنة 718 ه/ 1318 م.
علاقاتها السياسية: كان نظام الحكم بالإمارة ملكيا وراثيا، تداولته أسرة بني زيان سليلة
يغمراسن بن زيان[2]، أما عن علاقاتها مع الجارتين فتميزت بالعدائية،لأن كلتاهما كانت تدعي
الأحقية في خلافة الموحدين ولذا نجدها دوما في صراع معهما وخاصة مع المرينية.
أما مع دولة بني نصر في الأندلس فامتازت العلاقات بالطيبة عبر ما تم من مراسلات بين
أمراء الدولتين، إضافة إلى المساعدات التي كانت تقدمها الإمارة لبني الأحمر في مواجهة
الحصار الصليبي وحتى المحاولات المرينية الرامية إلى إخضاعها، وتمثلت هذه المساعدات
في الخيول والزرع والمؤن وكذا استقبال الإمارة لمهاجري الأندلس الفارين من محاكم التفتيش التي لاحقت كل مسلمي الأندلس.
أما مع الممالك النصرانية ) أراغون وقشتالة( فقد راعت الدولة الزيانية مبدأ الترجيحات والمصلحة الخاصة حينما انضمت الى التحالف الثلاثي الذي تم بينها وبين مملكة قشتالة على إثر الهزائم التي لحقت بجيوشها على أيدي الجيش المريني، وظهور إحساس لدى سلطان غرناطة ابن الأحمر من أن السلطان المريني أبي يوسف يريد مد يده الى بلاده، وعلى عهد بيدرو الثالث الملك الأراغوني 1276 - 1285 فقد سعى بنجاح للحفاظ على تلك العلاقة، لكن المؤكد هو أنه فعل ذلك من باب الحفاظ على موازين القوى وتأمين طريقه
نحوها في ظل التهديد الذي يتلقاه من السلاطين الحفصيين لقربها من دولتهم وخاصة على
عهد الواثق، واستمرت تلك السياسة على عهد خلفه ألفونصو الذي عقد معاهدة684 ه/ 1286 م مع أبي سعيد عثمان بن يغمراسن والتي ذكرها بيار غارسيا الذي سافر إلى تلمسان حيث أبرمها، ونجد العاهل الزياني يتمنى في مادتها الأولى إبرام صداقة أو بالأحرى تجديد علاقات الود التي كانت على عهد الملكان بيدرو وجاك ويتعهد فيها الملك الزياني عثمان بمنح نصف العائدات التي يجنيها من موانئه الحالية والمستقبلية، ويمنح للملك الفونصو خانا للمسيحيين بمدينة وهران.
.[1] وقعت المعركة في واد يسميه الأسبان "نافاس" قرب بلدة" تولوسا" ولهذا فهي تعرف عندهم بمعركة" لاس نافاس دي تولوسا" ووقعت أيضا قرب حصن أموي قديم يسمى العقاب )بضم العين( ولذلك تسمى في التاريخ العربي والإسلامي باسم معركة العقاب، أو معركة حصن العقاب.
[2] . هو يغمراسن بن زيان بن ثابت ولد ه603/ م1206 وتلقى البيعة بعد أخيه أبي عزة زيدان وذلك سنة603 ه 1206/ 633ه / 1236 م.
- Enseignant: driss benmostefa
- Enseignant: فافة بكوش