تعريفها :

تعتبر الاختبارات الإسقاطية من اهم انواع الاختبارات والتي تستعمل بشكل متعدد في علم النفس و هي تقيس الجوانب الانفعالية من السلوك ، ومقاييس السمات كالخضوع و السيطرة و الانطواء و الانبساط. و إن الطرق المستخدمة في اختبارات الشخصية هي : الاستبيان قوائم الشخصية الطرق الإسقاطية .

1.الإختبارات الإسقاطية :

تعتمد هذه الإختبارات على النظرية التحليلية و تعتبر اللاشعور ساحة هامة يتم فيها تحديد السلوك بواسطة تأثر الدينامية النفسية بالقوى الداخلية ، إذ تلعب مادة هذه الإختبارات دور المثير الذي يحرض على العملية الإسقاطية ، إذ يسقط المفحوص خصائص ومكونات عالمه الداخلي على هذه المادة . ومن أهم الإختبارات الإسقاطية اختباري الرورشاخ و تفهم الموضوع.

1.1اختبار تفهم الموضوع TAT :

هو اختبار نفسي من النوع الاسقاطي قام بإعداد هذا الاختبار " هنري موراي "عالم الشخصية الشهير سنة 1935 و ساعدته في ذلك " كريستينل مورجان ".

يعتمد هذا الاختبار على مبدأ مفاده أن الأفراد يميلون إلى تفسير المواقف الإنسانية الغامضة بما يتفق مع خبراتهم الماضية و حاجاتهم الراهنة .

يقول عنه موارى :أنه طريقة تكشف للمفسر المتمرن بعضاً من الدوافع ، والانفعالات و الميول والعقد النفسية وصراعات الشخصية السائدة ، وأنه مفيد في أية دراسة شاملة للشخصية في تفسير اضطرابات السلوك ، والأمراض السيكوسوماتية والعصاب والذهان ".

وهو اليوم من أكثر الاختبارات النفسية الإسقاطية شيوعاً ، إذ يستخدم على نطاق واسع في أعمال العيادات النفسية.

2.1الأسس التي يقوم عليها اختبار تفهم الموضوع:

*نزعة الفرد إلى تفسير موقف إنساني غامض في ضوء خبرات الماضي و حاجات الحاضر

*توفر هذه الترعة في الاستجابة للصور بالقصص التي تتمثل فيها خبرات المفحوص و التي يعبر فيها

عن عواطفه و حاجاته سواء كانت شعورية أو لا شعورية.

*يكشف المفحوص عن نفسه دون أن يدري عندما يشعر بالحاجة للدفاع عن ذاته ضد استفسارات

الفاحص.

*تتحدد الاستجابات جزئيا بالعوامل التالية :

-الحالات الانفعالية الوقتية مثل الحزن و الإحباط و الضيق.

-عوامل القدرة و الأداء مثل الذكاء العام و السهولة اللفظية

-عوامل المنبه مثل اللون و الحجم و المضمون.

-الأنماط الاستجابية مثل السرعة و الدقة و الانصياع .

3.1 وصف مادة الاختبار:

هو احد الاختبارات الشخصية التي تساعد على الكشف عن مختلف جوانبها من حيث ميولها ورغباتها  وصراعاتها والياتها الدفاعية كما يسمح بتشخيص وفهم السير العقلي للفرد وتحديد بنيته النفسية من خلال التعرف على الآليات الدفاعية المستعملة من قبل الشخص.

يتكون الاختبار من 31 لوحة تشمل مشاهد لأشخاص في وضعيات مختلفو وعلى ظهر كل لوحة رقم يشير إلى ترتيبها ضمن اللوحات الأخرى للرائز وأحرف باللغة الانجليزية تشير إلى الفئة التي تقدم إليها اللوحة. وهي مميزة كما يلي:

هناك لوحات مخصصة للنساء F، الرجال Mو أخرى للبناتG و الأولادB و تقدّم اللوحات حسب ترتيبها كما يوضحه الجدول الآتي:

تقديم البطاقات:

البطاقة (1) عامة:

أ‌-الموضوع الظاهر: ولد صغير جالس إلى منضدة يتأمل وينظر إلى آلة موسيقية كمان.

ب‌- الإيحاءات الكامنة : لوحة تفضل الرجوع إلى تقمص شخصية شاب في حالة عدم نضج وظيفي في مواجهة شيء يعتبر كموضوع خاص بالراشد, حيث أن معانيه الرمزية تكون شفافة , وهذه الصورة تثير قصصا حول الوالدين والقلق وصورة الذات والإنجاز.

البطاقة (2) عامة :

أ‌-الموضوع الظاهر : منظر في الريف وفتاة تمسك بكتاب في يدها, وفي الصورة رجل يعمل في حقل بجواره حصان وامرأة مستندة إلى جذع شاخصة ببصرها في الفضاء.

ب‌-الإيحاءات الكامنة : العلاقة الثلاثية قابلة لإحياء الصراع الأوديبي من جديد (رجل,إمرأة, حمل وبنت) ويذكر أن هذه الصورة تثير قصصا حول العلاقات الأسرية وعن النواحي الجنسية.

البطاقة (3) أولاد ورجال :

أ‌-الموضوع الظاهر: ولد يجلس على الأرض مستندا برأسه وذراعه الأيمن على أريكة, وعلى الأرض يوجد مسدس.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: ترجع البطاقة إلى إشكالية ضياع الموضوع وتطرح سؤال تكوين الوضعية الاكتئابية, وتثير هذه الصورة قصصا عن العدوان.

البطاقة (4)عامة :

 أ‌-لموضوع الظاهر : امرأة تنظر إلى رجل وتمسك بكتفه وهو محول نظره عنها كأنه يتخلص من مسكتها

ب‌-الإيحاءات الكامنة: ترجع هذه الصورة إلى صراع نزوي في علاقة جنسية عادية, حيث أن كل شخصية يمكن أن تكون حاملة لحركة نزوية مختلفة عدوانية أو ليبيدية هذا التحاذب الوجداني يسيطر على البطاقة كذلك تثير قصصا عن العلاقة بين الإناث والذكور.

البطاقة (5) عامة:

أ‌-امرأة في مرحلة وسط العمر تقف على عتبة إحدى الغرف تنظر من الباب إلى داخل الغرفة.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: إنها ترمي إلى صورة الأمومة دون تفكير مسبق في اختيار السجل الصراعي الذي يتموقع فيه الشخص, وتثير هذه الصورة قصصا عن مراقبة الأم للأبناء وكذلك الخوف من الإقتحام .

البطاقة (BM6 )أولاد ورجال:

أ‌-الموضوع الظاهر: امرأة عجوز تميل إلى القصر واقفة معطية ظهرها لشاب تبدو عليه الحيرة.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: ترجع إلى تقارب الأم- الابن في محتوى مضطرب, الفرق بين الجيلين يرمي إلى الممنوع في التقريب الأوديبي  ويزيد حدة مادام الشخصين ليس متقابلين وجها لوجه, وتثير هذه الصورة قصصا عن العلاقة بين الأم والابن.

البطاقة (GF6) بنات ونساء:

أ‌-الموضوع الظاهر: امرأة شابة تجلس على أريكة تلتفت إلى الوراء بينما يوجد في الخلف رجل يدخن وكأنه يتحدث إليها, تثير هذه الصورة قصصا عن العلاقة بين الابنة والأب.

البطاقة (BM7) أولاد ورجال :

أ‌-الموضوع الظاهر: رجل أشيب ينظر باتجاه شاب، يبدو عليه التأمل وشرود الذهن.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: هناك تقارب أب- ابن ، سيدور الصراع حول التقارب لهاته الشخصيتين وذلك في مجال الحنان والمعارضة( تجاذب وجداني في علاقة الأب.

البطاقة (GF7) بنات ونساء:

أ‌-الموضوع الظاهر: امرأة تجلس على أريكة تمسك كتابا, بجوارها طفلة تمسك لعبة تجلس على حافة الكرسي وكأن المرأة تحدث الطفلة أو تقرأ لها.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: يمكن أن تحيي إشكالية العاقات أم – بنت في بعد مزدوج ( التنافس والتقمص تفاعل مبكر بين أم –ابن وتثير هذه الصورة قصصا عن علاقة الأم بالابنة .

البطاقة (BM8) أولاد و رجال:

أ‌-الموضوع الظاهر: شاب كأنه ينظر إلى الصورة و وخلفه منظر يبدو وكأنه يخضع لعملية جراحية وفي الصورة كذلك شكل لشيء أشبه بالبندقية.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: تحيي هذه الصورة تمثيلات يمكن أن تتعلق بقلق الإخصاء أو العدوانية اتجاه الصورة الأبوية, وتثير هذه الصورة قصصا عن العدوان والطموح.

البطاقة (10) عامة:

أ‌-الموضوع الظاهر: منظر لرأس امرأة تستند لكتف رجل.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: ترجع للتعبير الليبيدي عند الزوجين, يسترجع بوضوح مضمون الصورة, وهو تقارب ذو نوع ليبيدي, وتثير هذه الصورة قصصا حول العلاقات الذكرية الأنثوية.

البطاقة (11) عامة:

أ‌-الموضوع الظاهر: منظر لطريق جبلي وعر، به أشكال غامضة وفي جانبه الأيسر شكل ديناصور.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: البطاقة مقلقة ولابد من الإحساس بهذا القلق, هذه البطاقة تسترجع مقاومة ضد الطبيعة المتمثلة بالخطورة وهذا يرجع رمزيا إلى العلاقة للأم الطبيعية,هذا الموضوع يحيي مواضيع نفسية تتعلق بنظام ما قبل تناسلي, تجلب إيحاءات البطاقة نكوص هام, وتطرح السؤال الآتي :كيف الخروج من النكوص وتثير هذه الصورة قصصا حول المخاوف والقلق والعدوان .

البطاقة (13) ذكور وإناث:

أ‌-الموضوع الظاهر:شاب يقف مطأطئ الرأس, يخفي وجهه بذراعه الأيمن وفي الصورة امرأة راقدة على سرير.

ب‌-الإيحاءات الكامنة: ترجع الصورة إلى التعبير الجنسي والعدواني عند الزوجين, البطاقة مهمة فيما يخص اختبار قدرات ربط النزوات العدوانية والحركات الليبيدية , وهذه الصورة تثير قصصا تتناول صراعات بين الذكور والإناث.

البطاقة (19) عامة:

أ‌-الموضوع الظاهر: شكل غامض البحر والثلوج والضباب والغيوم والعواصف تحيط بكوخ في منطقة ريفية, ولا تثير هذه الصورة قصصا بعينها, إن فائدة هذه الصورة محدودة .

ب‌-الإيحاءات الكامنة: الثلج كالبحر هما مرجعا الطبيعة,كما ترجع أيضا ضمنيا ورمزيا للصورة الهوامية للأم , يحيي تنشيط إشكالية ما قبل التناسلية في استرجاع محتوى وجو يسمح بإسقاط الموضوع الجيد السيء، البطاقة تدفع إلى النكوص واسترجاع هوامات خرافية

البطاقة (16) عامة:

أ‌-الموضوع الظاهر: هي بطاقة بيضاء خالية لا تمثل منظر أو شخص .

ب‌-الإيحاءات الكامنة: ترجع إلى طريقة العميل في تركيبة مواضيعه المفضلة ،وتثير قصصا حسب قدرة المفحوص على اصطناع هذه القصص.

تعليمة الاختبار:

تتضمن التعليمة حركتين متناقضيتين على المفحوص التعامل معهما في ان واحد ،ويقوم على أساس ذلك بإعطاء قصة ذات صدى مع الإشكالية التي توحي بها كل لوحة وتعمل التعليمة التي تقول "تخيل حكاية انطلاقا من اللوحة " على وضع المفحوص في وضعية صراعية من حيث أنها تحمل في طياتها حركتين متناقضتين :فجملة تخيل حكاية تجعل المفحوص يترك العنان لخياله وتصوراته نحو نوع من النكوص الشكلي للتفكير وبالتالي فتح المجال أكثر لتهديد الشحنات العاطفية وطغيانها في حين نجد فقرة انطلاقا من اللوحة تعمل على ربط المفحوص بالمحتوى الظاهري للوحة والذي يمثل الواقع وعلى المفحوص نسج قصة متناسقة ومتلاحمة .

(توهامي سفيان،2018،ص125،126)

تطبيق الاختبار:

اختارت ف .شنتوب أن يجري الاختبار في حصة واحدة بعدد 13 لوحة لكل صنف من الأشخاص واحتفظت بتعليمة ملخصة على الشكل التالي تخيل(ي) قصة انطلاقا من اللوحة فهي تضع المفحوص في وضعية تناقضية بين حرية الذهاب بالخيال إلى ابعد حد من جهة مع ضرورة التقيد الشعوري بالصورة الواقعية المفروضة عليه فكأننا نقول له بإمكانك استعمال خيالك بطريقة واقعية والمفحوص ملزم بربط الجانبين معا في نفس الحركة بطريقة يحول فيها تصور الأشياء إلى تصور الكلمات ،يقبل العواطف كما تثيرها الحركة النكوصية .

تفسير الاختبار :

حسب المدرسة الفرنسية من خلال أعمال

              ( 2003)   Brelet – Foulard. Catherine  Charbert et al

تحليل بروتوكولات TAT  يكون من خلال ورقة التفريغ للاختبار  والمحدثة في سنة 2003 هذه الورقة تحتوي على أربعة أساليب ( Dana Castro,2006,p272 ,51) التي تثبت مختلف العمليات النفسية و هي :

1-     الأسلوب من صيغة A  ( الصلابة ) Procédés de la série A ( Rigidité)

و يتناول هذا الأسلوب ما يلي :

A1 * المرجعية إلى الحقيقة أو الواقع الخارجي .

A2* استثمار الواقع الداخلي .

A3* أسلوب من نوع أفكار متسلّطة.

*التحديد الزماني و الفضائي .

* المرجعيات الاجتماعية .

* العقلنة .

* الإنكار.

* الصراعات الشخصية .

* التكوين الضدّي .

2- الأسلوب من صيغة B (المرونة ، التلقائية )  Procédés de la série B ( Labilité)

و يتناول هذا الأسلوب ما يلي :

B1 * استثمار العلاقة .

B2* الصيغة الدرامية للقصص.

B3* أسلوب من نوع هيستيري

3- الأسلوب من صيغة C  ( تجنب الصراع ) Procédé de la série C ( évitement )

و يتناول النقاط التالية :

*الاستثمار المفرط  للواقع الخارجي .

* المرجعية إلى المعايير الخارجية .

* الكف .

* أسباب الصراع الغير محددّة .

* العناصر ( Anxiogènes  ) المتتابعة و التوقعات في الخطاب .

* الاستثمار النرجسي .

* عدم الاستقرار في الحدود .

* الانشطار .

4- الأسلوب من صيغة E  .( بروز السيرورات الأولية ) .

Procédés de la série E ( Emergences de processus primaires.

و تتضمن السلسلة التالية :

 ( altération de la perception) :  Série E1 * تحريف الإدراك أي اضطرابات السلوكية الإدراكية مقارنة مع الواقع.

( Massivité de la projection ) :série E2*  كثافة الإسقاط تتضمن الاضطرابات المرتبطة باكتساح الاستيهامات .

 ( Désorganisation des repères identitaires et objectaux)   :série E3*              

سوء أو عدم تنظيم الإشارات التقمصية و الموضوعية و هنا نشير إلى تصوّر العلاقة بالموضوع و العلاقة بالذات .

ALTERATION DU DISCOURS) : Série E4* ) تحريف الخطاب أي الاضطرابات الموجودة في العلاقة مع سوء تنظيم التفكير و الخطاب .

تحريضات مادة TAT :تتمثّل البلورة الحالية للمضامين الظاهرة و الكامنة ل TAT حسب التوّجه المزدوج لإشكاليات أو صراعات التحتية و الغامضة في :

-       التي ترجع إلى التنظيم الأوديبي التي طوّرتها ف.شنتوب و ر.دوبري R.DEBRAY و بالتالي إشكاليات الهوية و التقمص .

-       التي ترجع إلى إشكالية العلاقة بالموضوع و بالتالي فقد الموضوع .

إن تجمّع الطرق المكتشفة في البروتوكول يرجع إلى وضع علامة في ورقة التفحص بأخذ عين الإعتبار:مقاربة كمية و كيفية .

أ‌- تتمثّل الأولى في تنقيط كل بند حسب ما يلي .

+ حاضر présent  .

++ كثير الوقوع fréquent  .

+++ مستعملة بكثافة massivement utilisé  .

ممّا يؤدي إلى التعرّف على سيطرة أي طريقة من الطرق مثلا ( A ,B……) مصحوبة ب E أو C أو سيطرة C  و المصحوبة ب E.

و هذا ما يبيّن ثراء و تعقيد التنظيم الوظيفي النفسي لكلّ فرد .

أما الثانية ، فهي تحيل إلى معرفة طبيعة الطرق المستعملة و مكانتها ووزنها في السيرورة الترابطية(سي موسي عبد الرحمان و بن خليفة محمود،2220،119،118)

آخر تعديل: الأربعاء، 3 أبريل 2024، 4:05 PM