علاقة الفلسفة المسيحية بالفلسفة الإسلامية

أهمية الفلسفة الإسلامية تتضح حسب التقديم الفلسفي بالنسبة للآباء الكنيسة من أهمية الوسيط هرمس في التأويل حيث حركة الترجمة ساهمت في بناء ونقل أفلاطون وأرسطو إلى الفكر الوسيطي وهذا ما ترتب عنه البحث من إشكاليات جديدة فيكون المنطلق فيها بيس إيماني خالص بل عقل وإيمان وهذا ما لمجده مع أوغسطين وأوغسطينية وأنسلم وتوما الإكويني خصوصا مع ظهور حركات الترجمة وإنتعاش الفلسفة العربية الإسلامية فما هي أهم القضايا الفلسفية التي ترتبت عن علاقة الفلسفة المسيحية بالفلسفة الإسلامية؟

تعريب اللوغوس اليوناني إلى الإيمان واللاهوت المسيحي ثم بفضل ترجمات لكتب ابن رشد اللاتينية، ونقلها إلى أوربا حيث إنتشرت الرشدية وأصبحت من أبرز التيارات الفكرية التي مثلها القديس توما والقديس البرت الأكبر حين وقف بين الدين والفلسفة).

فالمقاربة بين الحكمة والشريعة هي نفسها المقاربة بين اللاهوت المسيحي والفلسفة اليونانية، في مرحلة تطور الفلسفة المدرسية بعدما أصبحت تدرس في المعاهد والجامعات وتحيي أفكار أفلاطون وأرسطو على النهج الرشدي ، وحيث تصور الشرح الرئيس إبن سينا ومن خلال فلسفة القارابي، خصوصا وأن العصر الوسيط الإسلامي عرفا تطورا على غرار العصر الوسيط الأوربي بركوده السائد جراء مركزية الحقيقة الدينية وعنايـة الكنيسة التي تنوب عن شؤون البشر.

لذلك إشتغل في فترة العصور الوسطى الأوربيين على دراسة وشرح فلسفة ابن رشد ونقدها، ومن أبرز الفلاسفة المهتمين نجد القديس توما الإكويني، فقد أخذ آراء إبن رشد في مسألة التوفيق بين الفلسفة والدين ووظيفة اللاهوت.

وهذا ما ساهم في خصوبة المعارف الفلسفية في أوروبا، الموزعة على مستويات المعرفة والوجود والقيم لتجعل هذا العصر يفيض بإشكاليات جديدة حيث يعتبر القرن الثالث عشر بحق العصر الذهبي للفلسفة المدرسية وقد أمطره ابن سينا وإبن رشد بوفرة الأعمال، وهذا ما ساهم في توجيه الفكر المدرسي إلى أبحاث وإنشغالات فكرية فلسفية).

وفي مقابل إمتداد الفكر الإسلامي إلى الفلسفة المسحية فإن الموروث المسيحي للفلسفة المدرسية ولاهوتها تجسد أيضا علك الكلام الإسلامي (فلا تنكر بعض أفكار المسيحيين التي شربت إلى فكر المسلمين مثل فكرة الحلول أي حلول اللاهوت في الناسوت وغير ذلك وغير ذلك من الأفكار التي غذت الفرق الكلامية).

والحجاج الكلامي توسعت مشارفه من مسيحية وأفلاوطينية ويونانية قصد تبرير مصداقية كل فرقة وهذا النوع ساهم في بناء تصورات جديدة، وفي الوقت نفسه تنمية إشكاليات الفلسفة المدرسية يعود إلى أهمية أعمال فلاسفة الإسلام.

حيث تمتاز الفلسفة المدرسية بمعرفة كتب أرسطو عن طريق العرب المسلمين واليهود بالخصوص، تطور الفلسفة المدرسية الذي قام بين الأرسطاليسية والفلسفة الرشدية والتوماوي.

فأهمية الترجمات هي توسيع نطاق الجدال الفلسفي والتأمل العقلي في قضايا الفلسفة واللاهوت وهذا من خلال تكامل الأنساق الفلسفية اليونانية والإسلامية والمقاربة بينها في مسائل عقائدية وعقلية ومعرفية.


Modifié le: lundi 18 décembre 2023, 20:16