الدرس 13: النقد السوسيولوجي
النقد السوسيولوجي (باختين وزيما)
تمهيد:
تسعى هذه المحاضرة إلى محاولة الكشف عن منطلقات التحليل السوسيو نصي لدى أبرز رواده في النقد الغربي، ويتعلق الأمر -بشكل خاص- بكل من "ميخائيل باختين" الذي شكلت طروحاته وأفكاره إرهاصا مبكرا لسوسيولوجيا النص الروائي، ولا سيما تصوراته حول الحوارية والرواية متعددة الأصوات، وبيير فاليري زيما الذي يرجع إليه الفضل في التأسيس لسوسيولوجيا النص، حيث استطاع بكل جسارة واقتدار أن يشيد مقترحا تحليليا ينهض على دعائم وأدوات مستقاة من طروحات سابقيه، استدعاها وهو يعي جيدا خطورة هذا المسلك القائم على التركيب بين آراء مختلفة والجمع بين توجهات اجتماعية ونقدية متنوعة لبناء مقترحه في التحليل السوسيو نصي.
وعلى الرغم من ذلك فقد قادت هذه التلفيقية المنهجية -في النهاية- إلى بلورة رؤية تحليلية ناضجة تنطلق من السابق وتضيف إليه وتطوره وتعدله. وهو ما تتناوله المستويات الثلاثة: المستوى المعجمي، والمستوى الدلالي، والمستوى السردي.
1-من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي:
سوسيولوجيا النص توجه نقدي جديد جاء لاستدراك القصور وسد الفراغ الذي وقعت فيه الاتجاهات السوسيولوجية السابقة، التي أخضعت دراسة النص الأدبي والروائي -ردحا من الزمن- إلى منطق البيئة والظروف الخارجية المحيطة بإنتاجه، وإلى الأسيقة الاجتماعية المسهمة في تبلوره و تشكله.
من هذا المنطلق فالمقاربة السوسيونصية جاءت كردة فعل مباشرة على المقاربات النقدية الاجتماعية والإيديولوجية في مسعى من مؤسسيها إلى إعادة الاعتبار للبنيات النصية واللغوية التي تشكل العمل الأدبي وتؤثثه.
وفي هذا الإطار تسعى هذه المقاربة إلى تتبع أهم التطورات التاريخية والمقترحات التحليلية لسوسيولوجيا النص لدى أبرز أعلامها وروادها، وذلك من خلال التركيز على جهود علمين كبيرين كان لهما فضل كبير في التأسيس لهذا التوجه النقدي، وفي بلورة تصورات مغايرة وإجراءات تحليلية جديدة في قراءة النصوص الأدبية والروائية على وجه الخصوص، ويتعلق الأمر -أساسا- بميخائيل باختين الذي شكلت اجتهاداته وأفكاره إرهاصا فاعلا ومنطلقا حاسما في تاريخ سوسيولوجيا النص، وبيير فاليري زيما الذي عرف كيف يستدعي هذه المجهودات السابقة ويستثمرها في بناء منهج سوسيولوجيا النص والتأسيس لها بوصفها مقترحا تحليليا ناجعا أسهم بشكل كبير في سد الفراغ، وجبر القصور الذي ميز التوجهات السوسيولوجية والإيديولوجية السابقة، وأرجع إلى النص الأدبي حيويته ونشاطه، من خلال إعادة الاعتبار للبنى النصية والمستويات اللغوية والجمالية التي تبني النص وتشكله وثؤثثه. ذلك أن الاشتغال على هذه البنى غُيب ردحا من الزمن، ولم يتم الالتفات إليها، في ظل الهيمنة التي فرضتها التحليلات المضمونية والممارسات الاجتماعية والإيديولوجية التي كبلت النص بقيودها وصرامتها المنهجية.
من هذا المنطلق أمكننا طرح التساؤلات الآتية: ما سوسيولوجيا النص؟ وما أبرز توجهاتها وطرائقها التحليلية التي أجريت على النصوص الأدبية والروائية؟ وكيف تجلت منطلقاتها الفكرية وطروحاتها التحليلية في الفكر النقدي لدى كل من باختين وبيير زيما؟.
أما عن المنهج الذي اعتمدته هذه الدراسة فتركز في المقام الأول على المنهج التاريخي الذي مكننا من التأريخ لسوسيولوجيا النص بالرجوع والعودة إلى جذورها وإرهاصاتها الأولى في الفكر الفلسفي الاجتماعي والنقدي عند "غولدمان" و"لوكاتش"، و"بيير ماشري" و"ثيودور أدورنو" و"جوليا كريستيفا" و"غريماس" و"باختين" التي استمد منها زيما مقترحه في التحليل السوسيو نصي. كما أفادت –هذه الدراسة- أيضا- من بعض إجراءات الوصف والتحليل في أثناء الوقوف على توصيف الطروحات المنهجية والمقترحات التحليلية التي قدمها باختين وزيما.
2-إسهام طروحات ميخائيل باختين وأفكاره في الإرهاص لسوسيولوجيا النص الروائي:
شكل نقل أفكار الناقد الروسي ميخائيل باختين Mikhail Bakhtine (1895-1975) وطروحاته[i] إلى اللّغة الفرنسيّة، ولا سيما مفاهيمه المركزيّة عن الحواريّة (Dialogisme)، وتعدّد الأصوات (Polyphonie) والتّلفّظ (Enonciation) ، على يد الناقد تزفتان تودوروف[ii] todorov بشكل خاص، منطلقا حاسما، ليس فقط في الإرهاص المبكر لسوسيولوجيا النص، ولكن في تاريخ نظرية الرواية عامة، حيث بدا واضحا أهميّة المرجعيّة الباختينيّة من خلال تأثيراتها الواسعة على الفكر العالميّ برمّته. لذلك فلا غرابة أن يكون "باختين" -حسب رأي "تودوروف" نفسه- أهمّ منظري الأدب في القرن العشرين[iii]، ذلك لما لقيته أبحاثه من ترحاب كبير في الأوساط النّقديّة، كونه كان سبّاقا إلى بلورة مفاهيم وطروحات مغايرة عن الأدب والرّواية بصفة خاصّة، خلال القرن العشرين، إضافة إلى "توفر أطروحاته ومنهجيته على عناصر حيوية صالحة لأن تخصب البحث والتحليل في مجال نظرية الرواية"[iv] بشكل مخصوص.
يطرح "تودوروف" في مقدّمة كتابه "المبدأ الحواري" أهمّ مرتكزات نظريّة باختين الحواريّة مشيرا إلى أنّ موضوعها يقع بين موقفين أساسيين، هما: التّلفّظ Enonciation وسياق التّلفّظ Contexte de Enonciation[v]. من هذا المنطلق فالرّواية من منظور "باختين" تنوّع كلاميّ ولغويّ واجتماعيّ منظّم فنّيا ومتعدّد الأصوات، فهي بهذا قائمة على نظام حواريّ وإن بنسب مختلفة[vi]. بمعنى آخر أنّ أهمّ مظهر من مظاهر التّلفّظ عند باختين هو حواريّته، أي ذلك البعد التّناصيّ فيه، ذلك لأنّ كلّ خطاب -في نظره- عن قصد أو غير قصد، يقيم حوارات مع الخطابات السّابقة عنه، والخطابات التي ستأتي بعده، أو التي سيتنبّأ بها[vii]. بل وأكثر من ذلك فالرّواية عند "باختين" تتحدّد بوصفها جزءا من ثقافة المجتمع، فالثّقافة مثل الرّواية مكوّنة من خطابات تعيها الذّاكرة الجماعيّة، ويبقى الدّور على كلّ واحد في المجتمع أن يحدّد موقعه وموقفه من تلك الخطابات. وهذا ما يفسر حواريّة الثّقافة وحواريّة الرّواية القائمة على تعدّد الأصوات والملفوظات وتنوّع اللّغات والعلامات، وبهذا فالحواريّة تتشكّل من صلب العلاقات الاجتماعيّة، ومن خلال استيعاب الرّوائي للمخزون التّراثيّ، وجميع المظاهر في الحياة، ممّا سيؤدّي حتما إلى تماس الرّواية وتقاطعها مع مختلف الأجناس واللّغات والإيديولوجيّات[viii] الاجتماعيّة والثّقافيّة، والسّياسيّة.
بناء على ذلك فميخائيل باختين يقدم تصورا خاصا للإيديولوجيا في الرواية يتعارض مع تصورات النقد الاجتماعي "الذي يجعل النص الأدبي، انعكاسا آليا لبنية اجتماعية، ويحمل بصورة نسبية موقف مبدعه. ويطالبه بأن يكون طرفا في معادلة الصراع الإيديولوجي بشكل مباشر"[ix]. من هنا يمكن أن يميز مع باختين بين نوعين أو مظهرين من مظاهر التعامل مع الإيديولوجية في الرواية، وهما الرواية المناجاتية المونولوجية monologique والرواية الحوارية الديالوجية dialogique[x]. إذ تتصف الأولى باحتوائها على الفكرة الواحدة والصوت الواحد، وترفض كل أشكال الوعي الأخرى، ومختلف أنماط التعدد الصوتي التي تعرضها الرواية؛ ذلك لأن تصور المؤلف ووعيه وأفكاره وإيديولوجيته هي التي تهيمن وتسيطر، ويسعى هو بدوره إلى توكيدها والدفاع عنها بوصفها أفكارا صائبة ويقينية غير قابلة للدحض والرد، مما يحول دون بروز آراء الغير وأفكارهم، ويؤدي إلى خفوت أصواتهم وتلاشيها أمام رؤية الكاتب المؤلف وخضوعها لسلطته التي لا تسمح لأفكارهم وتصوراتهم الشخصية والمستقلة بالظهور إلا في إطار خدمتها لأفكاره وتدعيمها لإيديولوجيته.
وفي مقابل الرواية المونولوجية يقدم باختين تصوره عن الرواية الحوارية بوصفها تصورا مغايرا ومناقضا لسابقه كونه يفسح المجال واسعا أمام التعدد الصوتي والإيديولوجي للشخصيات، كما أنه لا يسمح بأي شكل من أشكال التوجيه والهيمنة المطلقة للمؤلف، مانحا فرصا متكافئة وحظوظا مشتركة ومتساوية للجميع من أجل التعبير بحرية عن مواقفهم وأفكارهم، ومن أجل إنتاج كل شخصية لأسلوبها ولغتها الاجتماعية الخاصة بها دون توجيه من المؤلف الذي يبقى دوره حياديا، ويتقلص كلية لينحصر في توزيع الأدوار والمقابلة بين الشخصيات الإيديولوجية في الرواية، وفي هذه النقطة بالذات وجب التنبيه على أن باختين رغم توكيده على حيادية الكاتب وعزلته إلا أنه "لم ينف إطلاقا كل توجيه عام للرواية من طرف الكاتب...فهو يرى أن لدوستويفسكي -وخاصة في المرحلة الثالثة من حياته الأدبية- رسالة فكرية يؤكدها من خلال أعماله الروائية"[xi]. وبهذا المنطق فالكاتب لا يعيش عزلة تامة وحيادية مطلقة؛ لأن الدعوة إلى تحييده وعزلته ليست سوى مسألة تقنية وفنية يستعملها الكاتب ليس إلا، لأنه سرعان ما يتم إدراكها من طرف القارئ، لأن الكاتب وهو يجري هذا التحاور بين الشخصيات وهذا التصارع الإيديولجي يهدف في النهاية إلى إيصال فكرة ما والتعبير عن موقف ما أيضا، يتجلى حضوره بشكل عميق من خلال الأصوات الإيديولوجية المتصارعة في الرواية.
يبقى أن نشير كذلك إلى أن مسألة إنتاج الشخصيات للغتها الاجتماعية المخصوصة يكون عن طريق التحاور والتصارع الفكري والإيديولوجي بينها؛ لأن "الفكرة، كالكلمة، ذات طبيعة حوارية"[xii]. ولأن "هيمنة رؤية الموقع الواحد تعني ثبات البنية التي تعيد إنتاج شرط ديمومتها مهيمنة. وهو ما يتنافى ومفهوم الحرية والنقد بمعناه الحواري. أي هو ما يتنافى وجوهر الكتابة باعتبار علاقتها مع الحياة"[xiii]. وبهذا تبرز أهمية الطرح الباختيني المتعلق بالرواية الحوارية، كونها "تحقق رؤية شمولية للوجود [وتعمل] على تعدد الرؤى حول قضية واحدة، وتظهر نسبية التصور الإنساني للعالم المحيط به، ولحقيقة الأشياء، وبالتالي لإيديولوجيته. وهذا التنوع الفكري، يسمح للقارئ بالاندماج في سياق النص؛ لأنه يجد من يمثل ميولاته ضمن الشخصيات الروائية، ونحصل في النهاية على موقف يؤسسه العرض الشمولي لحساسيات الواقع دون استثناء فتتساوى حظوظ التعبير والإدلاء بالرأي، لجميع أطراف التواصل داخل النص وخارجه، يمثلها الكاتب، الراوي، الشخصيات، والقارئ"[xiv]، مما يفضي في النهاية إلى تحقيق نوع من الممارسة اللغوية ليست -في نظر يمنى العيد- سوى ممارسة لديمقراطية التعبير[xv] . وهو ما يقود كذلك إلى تحقق المعنى العميق للصراع الإيديولوجي المبني على تناطح الأفكار وتصاديها وتقاطعها وتعارضها.
لا شكّ أنّ ما بذله "تودوروف" من جهد كبير، في نقل أفكار "باختين" وترجمتها، يبيّن مدى الأهميّة الإجرائيّة للمفاهيم والتّصوّرات التي شغّلها "باختين" لدراسة الخطاب الرّوائيّ، وتأثيراتها الواضحة واللاّمحدودة في إثارة العلائق الحواريّة بين الأدب والأجناس الأدبيّة الأخرى[xvi]، ذلك ما تبيّنه "باختين"، ووقف عنده في أعمال دوستويفسكي Dostoievskiالرّوائية، موضّحا أنّ أعماله تكشف عن أنماط جديدة من الكتابة، وخصائص جماليّة، وظواهر سرديّة متنوّعة، تنفرد بها هذه الأعمال وتجعلها تتميّز عن غيرها من الكتابات الأخرى. وهذه الظّواهر الجماليّة تتركّز في تعدّدية الأصوات والأفكار والمواقف ووجهات النّظر التي تحملها تلك الأصوات وملفوظاتها داخل العالم الرّوائيّ[xvii]. وهو ما حذا به إلى القول بأنّ "دوستويفسكي هو خالق الرواية متعددة الأصوات Pholyphone لقد أوجد صنفا روائيا جديدا بصورة جوهرية"[xviii]. من هذا المنطلق بات هذا الاهتمام يؤسس -فيما بعد- لنظريّة التّناص التي أرست دعائمها "جوليا كريستيفا".
إذا كان إقبال "تودوروف" على التّعريف بأفكار "باختين" وتصوّراته عن ظاهرة الحواريّة يفسّر مدى إعجابه بفكره وتأثّره به، خصوصا في تحديده لمفهوم النّقد الحواريّ، إذ يرى بأنّ "النقد حوار، ومن صالحه الإقرار بذلك علنا. إنه لقاء صوتين، صوت الكاتب وصوت الناقد، وليس لأي منهما امتياز على الآخر"[xix]؛ فإنّ هناك جانبا خفيّا في ذلك يبيّن "أن عملية إعادة التنظيم والعرض لأطروحات الآخر ليست أكثر من تقنية معرفية-منهجية تختارها الذات الكاتبة (والمترجمة) من منطلق تفهم تلك الأطروحات والإعجاب بصاحبها، والعمل على إعادة فاعليتها مرة أخرى وكأنها جزء من أطروحات الذات في مرحلة من مراحل تحولها الفكري والمعرفي"[xx]. إذ من منطلق هذا التّصوّر، وأيضا من خلال القراءة النّقديّة والمعرفيّة لفكر "باختين" بوصفها شكلا من أشكال التّلقيّ الحواريّ مع أعماله، تجد "تودوروف" لمّا يفكّر في العمليّة النّقديّة على أنّها حوار، فهو يعدّ النّصّ ميدانا تتعايش فيه كلّ القراءات والمناهج والنّظريّات النّقديّة على اختلافها، بما يجعل هذه المناهج والنّظرياّت تتفاعل وتتحاور وتتقاطع وتنفتح على غيرها في سيرورة تجد مسوغاتها في رفض تلك النّزعات النّقديّة الأحاديّة والدّوغمائية المنغلقة، مطوّرا منظورا جديدا في الدّراسة النّقديّة للأدب يقوم على استراتيجيّة أساسها المراجعة المستمرة والدّائمة لنظريّات نقد الأدب[xxi] بصفة عامّة.
3-تأسيس سوسيولوجيا النص على يد بيير فاليري زيما:
ذلك ما دأب عليه "بيار فاليري زيما" الذي يرجع إليه الفضل في التأسيس لسوسيولوجيا النص، أو علم اجتماع النص الأدبي[xxii]، حيث استطاع بكل جسارة واقتدار أن يشيد مقترحا تحليليا ينهض على دعائم وأدوات مستقاة من طروحات سابقيه، استدعاها وهو يعي جيدا خطورة هذا المسلك القائم على التركيب بين آراء مختلفة والجمع بين توجهات اجتماعية متنوعة لبناء مقترحه في التحليل السوسيو نصي. وعلى الرغم من ذلك فقد قادت هذه التلفيقية المنهجية -في النهاية- إلى بلورة رؤية تحليلية ناضجة تنطلق من السابق وتضيف إليه وتطوره وتعدله. وهو ما أقدم عليه زيما حينما استدعى أفكار وطروحات كل من "جورج لوكاتش" و"لوسيان غولدمان" و"ميخائيل باختين" و"فلاديمير بروب" و"جوليا كريستيفا" و"ألجيرداس جوليان غريماس" و"بيير ماشري" و"ثيودور أدورنو"، وجهود "الشكلانيين" و"البنيويين" و"اللسانيين"...إلخ، مستثمرا إياها ضمن مقترحه التحليلي الذي يستهدف "الوصول إلى القضايا الاجتماعية والتاريخية من خلال التراكيب اللغوية"[xxiii] وفي المستويات المعجمية والدلالية والسردية.
لقد انتقد زيما مفاهيم علم الاجتماع التجريبي ونظريات سوسيولوجيا الأدب التي تعاملت مع النص الأدبي في سكونيته وتجانسه وتماسكه، وحصرت جل اهتمامها في الظروف والعوامل الخارجية المحيطة بالنص الأدبي، ولم تلتفت إلى ما يشكل خصوصيته اللغوية والجمالية؛ ذلك "لأن إقصاء الجانب الجمالي للأدب إنما هو إبعاد للمعنى الاجتماعي ذاته، لأن هذا المعنى رهين بهذه القيم الجمالية ومرتبط بشكل وثيق بالكتابة ذاتها، إذ إن معنى الإبداع لا ينفصل عن الكتابة كممارسة اجتماعية"[xxiv]. وقد قاده ذلك إلى تحديد السؤال الذي يجب أن تجيب عنه سوسيولوجيا النص الأدبي، وهو كيف يقول النص الأدبي على مستوى البنيات التركيبية واللغوية؟ لا ماذا يقول؟[xxv]. بمعنى أن سوسيولوجيا النص مطالبة بأن تعمل على معارضة الكيف الشكلاني، بالـــ "لماذا" الماركسي[xxvi]؛ لأن الوصول إلى المضامين الاجتماعية والإيديولوجية ينبغي أن يمر عبر هذه البنيات النصية والتراكيب اللغوية، ولأن المنظور السوسيو لساني يقتضي أن ينظر إلى النص الأدبي وهو يشتغل بوصفه كيانا لغويا غير محايد وغير منفصل عن مرجعياته الإيديولوجية وعن حمولاته الدلالية والاجتماعية.
وفي هذا الصدد ينتقد زيما مفاهيم الكلية والنمط ورؤية العالم لدى كل من لوكاتش وغولدمان كونها مرتبطة بالفلسفة الجدلية الهيجلية والنظريات التي بلورها كارل ماركس انطلاقا من هذه الفلسفة. ولأنها تعمل على عزل الظواهر الفردية وتتعامل مع الكل من خلال إخضاعه للجزء، مما يقود حتما إلى اختزال الأعمال الإبداعية في معان أحادية، في حين أن النص الأدبي يحمل معاني مكثفة وبنيات دلالية متنوعة ومتعددة بتعدد القراءات والتأويلات، كما أن هذه البنيات لا تتوقف عن التناقض والتصارع[xxvii] فيما بينها، بعيدا عن قواعد المقولات الاجتماعية الصارمة (الكلية، النمطية، رؤية العالم). فإذا "كان لوكاتش قد حاول بلورة قواعد جمالية كونية انطلاقا من أعمال بعينها "بلزاك، سكوت" فإنه لم يقو على مسايرة تحولات الكتابة. وبقي حبيس نماذج تمثل في رأيه الواقعية الاشتراكية والواقعية النقدية. علما أن مفهوم الواقع الذي صنف على هديه لوكاتش ملتبس وغامض وإشكالي. فما هو واقعي عنده قد يكون غير ذلك عند غيره. إذ كلما اختلفت معايير المفهوم، صنفت الأعمال وفقها، وتباينت درجة واقعيتها طبقا لتلك المعايير"[xxviii]. كما أن قيام نظريته على قاعدة التناظر بين الأشكال الأدبية والسياقات التاريخية والفكرية والاجتماعية التي أنتجتها أدى إلى الحكم على النصوص الأدبية الروائية وتحديد إيديولوجيتها في ضوء الانتماءات الطبقية والاجتماعية للمؤلفين، وهو ما نجم عنه بعض المغالطات والأحكام الخاطئة لدى التصدي للنصوص الإبداعية، ومنها أن القاعدة المركزية التي ينبني عليها النقد الجدلي والقائلة بإلزامية تعبير المبدع عن فكر الجماعة التي ينتمي إليها ليست قاعدة مطلقة؛ لأن إيديولوجية الكاتب وأفكاره وقناعاته ليست بالضرورة هي ما يعبر عنه في نصوصه الروائية، وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى طبيعة العملية الإبداعية ذاتها، التي تتدخل فيها -إلى جانب الوقائع الاجتماعية- المؤثرات النفسية والذاتية والقيم الجمالية التي قد تحول دون تعبير الكاتب عن أفكاره وقناعاته الإيديولوجية، كما هو الشأن بالنسبة لبلزاك وهو الرجل الأرستقراطي، الذي استطاع في روايته الفلاحون أن يصور الحياة الواقعية للطبقات الاجتماعية في الريف، منتقدا الفكر الأرستقراطي والأخلاقي، وهو ما يتنافى كلية مع مواقفه وقناعاته الإيديولجية[xxix]. لذلك بقي لوكاتش رهين بعض النماذج الأدبية ولم يتمكن من مواكبة التطور الحاصل في مستوى الأعمال الإبداعية، وهو التصور الذي يلغي كل أشكال ومظاهر التعدد الدلالي في النصوص الأدبية.
أما بالنسبة لمفهوم رؤية العالم الذي يؤسس له لوكاتش انطلاقا من فكر الجماعة التي ينتمي إليها الكاتب، فيرفضه زيما بحجة أن رؤية العالم ليست مفهوما خاضعا للتجربة الجماعية، وأن ما يدل على واقعيتها يبدو أمرا ملتبسا وإشكاليا؛ إذ كيف يمكن حصر ما هو واقعي في نماذج بعينها، وكيف يمكن امتلاك رؤية عن العالم انطلاقا من الوعي الجماعي المثالي؛ ذلك لأننا -كما يرى زيما- بصدد وعي ممكن يتحدد من خلال إدراك أعماق النص واستكشاف باطنه الذي توكل مهمته لسوسيولوجيا النص الروائي[xxx]. ولعل زيما قد أفاد من آراء "بيار ماشري" الذي طرح في كتابه "من أجل نظرية للإنتاج الأدبي"[xxxi] مفهومين مركزين، هما: مفهوم المرآة ومفهوم التناقض، حيث يذهب من خلال مفهوم المرآة أن تمثيل التصورات الإيديولوجية والوقائع الاجتماعية لا يكون عكسيا وآليا بقدر ما يكون موجها ومنتقى بعناية، ذلك لأن عملية الاختيار هذه تفضي إلى إحداث ثغرات وفجوات في النص الأدبي، تظهر بصفتها مناطق معتمة ومظلمة لا تعكسها المرآة، وبالتالي تكون هذه الثغرات والفراغات المسكوت عنها مؤشرات دالة على ما هو مضمر وخفي في النص الأدبي[xxxii]. أما مفهوم التناقض فيكون حضوره -في نظره- مسألة ضرورية في تشكيل كينونة النص؛ لأن المجتمع مليء بالتناقضات الإيديولوجية، وعلى إثر ذلك فالنص الروائي مطالب بتمثيل هذه التناقضات والاختلافات التي لا تتفق بالضرورة مع آراء الكاتب وإيديولوجيته المضمرة[xxxiii]. فمن هذا المنطلق يكون الاختلاف والتناقض مظهرا أساسيا لإنتاج المعنى ومفتاحا تأويليا يقود إلى الإمساك بالسيرورة الدلالية والمضمونية في النصوص الروائية.
إضافة إلى ذلك استدعى "زيما" آراء الباحث الألماني ثيودور أدورنو، لا سيما فيما يخص انفتاح النص على التأويل والتعددية الدلالية، حيث يرى "أن ما يميز الإبداع هو الإيحاء، وهذه الخاصية تجعله مثله مثل اللغز؛ يقول أشياء ويخفي أشياء أخرى، الأمر الذي يستدعي التأويل، ويجعله نصا منفتحا على معان ممكنة"[xxxiv] وفيوضات دلالية متعددة. كما استدعى زيما كذلك آراء غريماس المتعلقة بالبنية العاملية؛ إذ لم يكتف بالوقوف عند المستوى التجريدي للعوامل، بل أضفى عليها أبعادا إيديولوجية واجتماعية؛ حيث يمكن أن تكون لها "صفة جماعية أو غير إنسانية... فمثلا من الممكن أن يكون لحزب سياسي وظيفة الفاعل الجماعي actant collectif، في حين أن أعضاءه أو ممثليه الفرديين يمكن تعريفهم كفاعلين ينتمون للفاعل الجماعي actant "الحزب". وبالعكس يمكن لفاعل acteur واحد أن يكون تجمعا من عدة فواعل جماعية actantوهكذا يمكن لفرد أن ينتمي لعدة فواعل جماعية (المؤسسات السياسية مثلا)"[xxxv]. وقد عبر عن هذه الخاصية النقدية التي اتصف بها منهج زيما، الناقد المصري سيد البحراوي في أثناء تقديمه لترجمة كتاب زيما (النقد الاجتماعي: نحو علم اجتماع للنص الأدبي)، قائلا: "إن النقد الأدبي، حسب زيما ليس إلا دراسة سيميوطيقية أو أسلوبية بمنظور اجتماعي"[xxxvi]. وهو ما يفضل أن يسميه زيما بالسيميائية الاجتماعية[xxxvii]. ذلك لأنها تعول على السيميائي في إدراك العلاقات الموجودة بين النص الأدبي وسياقاته الاجتماعية.
بناء على ذلك رصد زيما مستويين نصيين[xxxviii] تتأسس عليهما سوسيولوجيا النص الروائي:
1-المستوى المعجمي والدلالي:
يرى زيما في هذا المستوى أن القيم الاجتماعية ليس لها وجود مستقل عن اللغة، وأن الوحدات المعجمية والتركيبية والدلالية يمكن أن تجسد مصالح اجتماعية، كما يمكن لها أن تكون مجالا للصراعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
2-المستوى السردي:
يعد هذا المستوى أكثر أهمية عند زيما لأنه متعلق بالتحليل السردي الذي يراهن عليه كثيرا في الوصول إلى البنيات الاجتماعية التي تشير إليها البنى النصية والسردية، فمن أجل ذلك استدعى زيما التمثيل العاملي الذي قدمه غريماس للإيديولجية الماركسية التي تتمظهر فيها الذات بصفتها إنسانا والموضوع بوصفه مجتمعا بدون طبقات، كما يجسد التاريخ مرسلا والإنسانية مرسلا إليه، وتشكل الطبقات البرجوازية عاملا معارضا والطبقات العمالية عاملا مساعدا، حيث يؤكد على أهمية النموذج العاملي لكنه -في نظره- يحتاج إلى مفاهيم لغوية وأدوات سيميائية لا يوفرها علم الدلالة البنيوي[xxxix]. بمعنى أنه ينطلق من تحليل مكونات البنية السردية، بما فيها النموذج العاملي، والبرامج والوحدات السردية، ومختلف أنماط التشاكل التي تناولها غريماس في نطاق دراسته للبنية السطحية التي تقود إلى إدراك البنية الدلالية العميقة، وبالمقابل يربط تحليله للبنية السردية في علاقتها بالبنية الاجتماعية التي تفتح النص على التأويل والقراءة المتعددة. من هذا المنطلق تتحدد مدى نجاعة التحليل السردي لأنه يجعل سوسيولوجيا النص انطلاقا من هذه المستويات النصية تمسك بالطرائق والكيفيات التي تتشكل في نطاقها المشكلات الاجتماعية والمصالح الاجتماعية والإيديولوجية المتعارضة لغويا وجماعيا.
بقي أن نشير في نهاية هذه الدراسة إلى أن سوسيولوجيا النص مستعدة للإجابة عن كثير من التساؤلات، التي لم تقو التوجهات السوسيولوجية والإيديولوجية السابقة على الإجابة عنها، كما أنها قادرة على إضاءة العديد من المناطق المعتمة في النصوص الأدبية والروائية، وعلى أن تتبصر مستوياتها الجمالية وبناها النصية واللغوية. فإذا كان باختين قد استطاع من خلال مفهوم الحوارية أن يرهص لسوسيولوجيا النص، فإنه مع زيما قد استوى عودها واستقام، بفعل الإمكانات التحليلية والأدوات الإجرائية التي استجمعها في حقل سوسيولوجيا النص وسخرهامن أجل تشييد مقترح تحليلي شامل، يجعل الإمساك بالمضامين الاجتماعية والإيديولوجية رهين المرور عبر البنيات اللغوية والنصية. وهو المقترح التحليلي الذي حدده "زيما" في المستويات الثلاثة: المستوى المعجمي والمستوى الدلالي والمستوى السردي. لذلك تقترح هذه الدراسة استثمار هذه المستويات في تحليل النصوص الأدبية والروائية، رغبة في تفعيل هذه المقاربة النقدية في الممارسات النقدية المعاصرة، والمراهنة عليها في تطوير "سوسيولوجيا النص الروائي العربي" وتجويدها.
المصادر والمراجع:
[1]: لا سيما أفكاره المطروحة في كتبه: الماركسية وفلسفة اللغة، تر، محمد البكري ويمنى العيد، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، 1986. وشعرية دستويفسكي، تر، جميل نصيف التكريتي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986. والخطاب الروائي، تر، محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 1987. والكلمة في الرواية، تر، يوسف حلاق، منشورات وزارة الثقافة، ط1، دمشق، سوريا، 1988.
[1]: كان ذلك من خلال كتابيه: الأول Mikhail Bakhtine, le principe dialogique ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، تر، فخري صالح، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ط2، 1996. والثاني: Critique de la critique نقد النقد، تر، سامي سويدان، مركز الإنماء القومي، ط1، بيروت، لبنان، 1976.
[1]: ينظر، تزفتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، ص. 15.
[1]: معجب الزهراني ، نحو التلقي الحواري، مقاربة لأشكال تلقي كتابات ميخائيل باختين في السياق العربي، مجلة العلوم الإنسانية، دورية محكمة، تصدر عن كلية الآداب، جامعة البحرين، ع3، شتاء 2000، ص. 174.
[1]: ينظر، تزفتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، ص. 16.
[1]: ينظر، ميخائيل باختين ، الكلمة في الرواية، تر، يوسف حلاق، منشورات وزارة الثقافة، ط1، دمشق، سوريا، 1988، ص. 11.
[1] : ينظر، تزفتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، ص. 16.
[1] : ينظر، ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، تر، محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 1987، ص. 22.
[1]: عمر عيلان، الإيديولوجيا وبنية الخطاب في روايات عبد الحميد بن هدوقة دراسة سوسيو بنائية، الفضاء الحر، الجزائر، 2008، ص. 70.
[1]: ينظر، ميخائيل باختين، شعرية دستويفسكي، تر، جميل نصيف التكريتي، 111 وما بعدها.
[1]: حميد لحمداني، من أجل تحليل سوسيوبنائي للرواية، رواية المعلم علي نموذجا، منشورات الجامعة، السلسلة الأدبية 3، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، الدار البيضاء، المغرب، فبراير 1984، ص. 17.
[1]: ميخائيل باختين، شعرية دستويفسكي، ص. 125.
[1]: يمنى العيد، فن الرواية العربية بين خصوصية الحكاية وتميز الخطاب، دار الآداب، بيروت، لبنان، ط1، 1998، ص. 10.
[1]: عمر عيلان، المرجع السابق، ص. 73.
[1]: ينظر، يمنى العيد، الراوي، الموقع، والشكل: بحث في السرد الروائي، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، لبنان، ط1، 1986، ص. 177.
[1]: ينظر، إدريس الخضراوي، النقد الروائي وإشكالية اللغة الروائية، مجلة العلوم الإنسانية، دورية محكمة، تصدر عن كلية: الآداب جامعة البحرين، ع15، شتاء 2007، ص. 258.
[1]: ميخائيل باختين، شعرية دستويفسكي، تر، جميل نصيف التكريتي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986، ص. 10. وينظر، معجب الزهراني، نحو التلقي الحواري، مقاربة لأشكال تلقي كتابات ميخائيل باختين في السياق العربي، مجلة العلوم الإنسانية، ع3 ص. 148.
[1]: ميخائيل باختين ، شعرية دستويفسكي، ص. 11.
[1]: تزفتان تودوروف، نقد النقد، تر، سويدان سامي، ص. 148.
[1]: معجب الزهراني، نحو التلقي الحواري، مقاربة لأشكال تلقي كتابات باختين في السياق العربي، مجلة العلوم الإنسانية، ع3، ص. 153، 154.
[1]: ينظر، إدريس الخضراوي، السرديات أو تحولات الوعي بالخطاب الأدبي، مجلة ثقافات، ع21، ص. 112.
[1]:Pierre Valéry Zima, Pour une sociologie du texte littéraire, union générale, éditions, Paris, 1978.
[1]: نعيمية بولكعيبات، علم اجتماع النص الحدود والمفاهيم، مجلة العلوم الإنسانية، ع44، جامعة قسنطينة1، ديسمبر، 2015، ص. 156.
[1]: رشيد وديجي، سوسيولوجيا النص الروائي عند بيير زيما مفاهيم وآليات تحليل الرواية، مجلة العلامة، مجلة أكاديمية محكمة تصدر عن مخبر اللسانيات النصية وتحليل الخطاب، كلية الآداب واللغات جامعة قاصدي مرباح، ع5، 2017، ص. 168.
[1]: ينظر، رشيد وديجي، المرجع نفسه والصفحة نفسها.
[1]: عمر عيلان، في مناهج تحليل الخطاب السردي، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2008، ص. 280.
[1]: ينظر، بيير زيما، النقد الاجتماعي: نحوعلم اجتماع للنص الأدبي، ترجمة، عايدة لطفي، مراجعة، أمينة رشيد، سيد البحراوي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 991، ص. 45، 49. ينظر، رشيد وديجي، المرجع السابق والصفحة السابقة.
[1]: منصوري مصطفى، سوسيولوجيا النص الروائي في النقد العربي المعاصر، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، ع6، جامعة سيدي بلعباس، مكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع، 2007، ص. 106.
[1]: ينظر، عمر عيلان، الإيديولوجيا وبنية الخطاب في روايات عبد الحميد بن هدوقة دراسة سوسيو بنائية، ص. 62. وينظر، حميد لحمداني، الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي: دراسة بنيوية تكوينية، دار الثقافة، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1985، ص. 13.
[1]: ينظر، بيير زيما، المرجع السابق، ص.50، 53.
[1]: Pierre Machery, Pour une théorie de la production littéraire, éditions Francois Maspéro, Paris, 1971.
[1] :Voir, Ibid, P. 103-105, 143. نقلا عن عمر عيلان، الإيديولوجيا وبنية الخطاب في روايات عبد الحميد بن هدوقة دراسة سوسيو بنائية، ص. 57.
[1] : Voir, Ibid, P. 52.المرجع السابق، ص57، 58. نقلا عن عمر عيلان،
[1]: رشيد وديجي، سوسيولوجيا النص الروائي عند بيير زيما مفاهيم وآليات تحليل الرواية، ص. 169.
[1]: بيير زيما، المرجع السابق، ص. 179.
[1]: المرجع نفسه، ص. 9.
[1]: ينظر، المرجع نفسه، ص. 176.
[1]: ينظر، المرجع نفسه، ص. 177، 178.
[1]: ينظر، المرجع نفسه، ص. 179، 180، 181.
[i]: لا سيما أفكاره المطروحة في كتبه: الماركسية وفلسفة اللغة، تر، محمد البكري ويمنى العيد، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، 1986. وشعرية دستويفسكي، تر، جميل نصيف التكريتي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986. والخطاب الروائي، تر، محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 1987. والكلمة في الرواية، تر، يوسف حلاق، منشورات وزارة الثقافة، ط1، دمشق، سوريا، 1988.
[ii]: كان ذلك من خلال كتابيه: الأول Mikhail Bakhtine, le principe dialogique ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، تر، فخري صالح، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ط2، 1996. والثاني: Critique de la critique نقد النقد، تر، سامي سويدان، مركز الإنماء القومي، ط1، بيروت، لبنان، 1976.
[iii]: ينظر، تزفتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، ص. 15.
[iv]: معجب الزهراني ، نحو التلقي الحواري، مقاربة لأشكال تلقي كتابات ميخائيل باختين في السياق العربي، مجلة العلوم الإنسانية، دورية محكمة، تصدر عن كلية الآداب، جامعة البحرين، ع3، شتاء 2000، ص. 174.
[v]: ينظر، تزفتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، ص. 16.
[vi]: ينظر، ميخائيل باختين ، الكلمة في الرواية، تر، يوسف حلاق، منشورات وزارة الثقافة، ط1، دمشق، سوريا، 1988، ص. 11.
[vii] : ينظر، تزفتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، ص. 16.
[viii] : ينظر، ميخائيل باختين، الخطاب الروائي، تر، محمد برادة، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 1987، ص. 22.
[ix]: عمر عيلان، الإيديولوجيا وبنية الخطاب في روايات عبد الحميد بن هدوقة دراسة سوسيو بنائية، الفضاء الحر، الجزائر، 2008، ص. 70.
[x]: ينظر، ميخائيل باختين، شعرية دستويفسكي، تر، جميل نصيف التكريتي، 111 وما بعدها.
[xi]: حميد لحمداني، من أجل تحليل سوسيوبنائي للرواية، رواية المعلم علي نموذجا، منشورات الجامعة، السلسلة الأدبية 3، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، الدار البيضاء، المغرب، فبراير 1984، ص. 17.
[xii]: ميخائيل باختين، شعرية دستويفسكي، ص. 125.
[xiii]: يمنى العيد، فن الرواية العربية بين خصوصية الحكاية وتميز الخطاب، دار الآداب، بيروت، لبنان، ط1، 1998، ص. 10.
[xiv]: عمر عيلان، المرجع السابق، ص. 73.
[xv]: ينظر، يمنى العيد، الراوي، الموقع، والشكل: بحث في السرد الروائي، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، لبنان، ط1، 1986، ص. 177.
[xvi]: ينظر، إدريس الخضراوي، النقد الروائي وإشكالية اللغة الروائية، مجلة العلوم الإنسانية، دورية محكمة، تصدر عن كلية: الآداب جامعة البحرين، ع15، شتاء 2007، ص. 258.
[xvii]: ميخائيل باختين، شعرية دستويفسكي، تر، جميل نصيف التكريتي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986، ص. 10. وينظر، معجب الزهراني، نحو التلقي الحواري، مقاربة لأشكال تلقي كتابات ميخائيل باختين في السياق العربي، مجلة العلوم الإنسانية، ع3 ص. 148.
[xviii]: ميخائيل باختين ، شعرية دستويفسكي، ص. 11.
[xix]: تزفتان تودوروف، نقد النقد، تر، سويدان سامي، ص. 148.
[xx]: معجب الزهراني، نحو التلقي الحواري، مقاربة لأشكال تلقي كتابات باختين في السياق العربي، مجلة العلوم الإنسانية، ع3، ص. 153، 154.
[xxi]: ينظر، إدريس الخضراوي، السرديات أو تحولات الوعي بالخطاب الأدبي، مجلة ثقافات، ع21، ص. 112.
[xxii]:Pierre Valéry Zima, Pour une sociologie du texte littéraire, union générale, éditions, Paris, 1978.
[xxiii]: نعيمية بولكعيبات، علم اجتماع النص الحدود والمفاهيم، مجلة العلوم الإنسانية، ع44، جامعة قسنطينة1، ديسمبر، 2015، ص. 156.
[xxiv]: رشيد وديجي، سوسيولوجيا النص الروائي عند بيير زيما مفاهيم وآليات تحليل الرواية، مجلة العلامة، مجلة أكاديمية محكمة تصدر عن مخبر اللسانيات النصية وتحليل الخطاب، كلية الآداب واللغات جامعة قاصدي مرباح، ع5، 2017، ص. 168.
[xxv]: ينظر، رشيد وديجي، المرجع نفسه والصفحة نفسها.
[xxvi]: عمر عيلان، في مناهج تحليل الخطاب السردي، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2008، ص. 280.
[xxvii]: ينظر، بيير زيما، النقد الاجتماعي: نحوعلم اجتماع للنص الأدبي، ترجمة، عايدة لطفي، مراجعة، أمينة رشيد، سيد البحراوي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 991، ص. 45، 49. ينظر، رشيد وديجي، المرجع السابق والصفحة السابقة.
[xxviii]: منصوري مصطفى، سوسيولوجيا النص الروائي في النقد العربي المعاصر، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، ع6، جامعة سيدي بلعباس، مكتبة الرشاد للطباعة والنشر والتوزيع، 2007، ص. 106.
[xxix]: ينظر، عمر عيلان، الإيديولوجيا وبنية الخطاب في روايات عبد الحميد بن هدوقة دراسة سوسيو بنائية، ص. 62. وينظر، حميد لحمداني، الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي: دراسة بنيوية تكوينية، دار الثقافة، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1985، ص. 13.
[xxx]: ينظر، بيير زيما، المرجع السابق، ص.50، 53.
[xxxi]: Pierre Machery, Pour une théorie de la production littéraire, éditions Francois Maspéro, Paris, 1971.
[xxxii] :Voir, Ibid, P. 103-105, 143. نقلا عن عمر عيلان، الإيديولوجيا وبنية الخطاب في روايات عبد الحميد بن هدوقة دراسة سوسيو بنائية، ص. 57.
[xxxiii] : Voir, Ibid, P. 52.المرجع السابق، ص57، 58. نقلا عن عمر عيلان،
[xxxiv]: رشيد وديجي، سوسيولوجيا النص الروائي عند بيير زيما مفاهيم وآليات تحليل الرواية، ص. 169.
[xxxv]: بيير زيما، المرجع السابق، ص. 179.
[xxxvi]: المرجع نفسه، ص. 9.
[xxxvii]: ينظر، المرجع نفسه، ص. 176.
[xxxviii]: ينظر، المرجع نفسه، ص. 177، 178.
[xxxix]: ينظر، المرجع نفسه، ص. 179، 180، 181.