عريس نصر الدين           مادة علم النفس الايجابي         السنة اولى ماستر عيادي

الدرس الثاني عشر: الذكاءات المتعددة

1.    الجذور التاريخية لنظرية الذكاءات المتعددة:

كانت نظرة علماء النفس الأوائل تقوم على افتراض أن الذكاء أحادي الأصل أو عامل واحد عام، هذاالذكاء يمثل أحد الأبعاد المميزة للشخصية، والتي تتضح مع النمو الفردي، وقد حدد بينية Binet الذكاء بوصفه القدرة على التوجيه المباشر للفكر أو القدرة على إتخاذ موقف، والقدرة على التكيف المباشر للمواقف الجديدة، والقدرة على نقد و تقويم الذات (الزيات، 1995)، والعالم بينية هو من الأوائل في تصميم مقياس للذكاء بناء على طلب من وزير التربية الفرنسي عام 1905.

و اقترح سبيرمان spearman بأن الذكاء له عامل عام وذلك بعد ملاحظته للارتباطات

الموجبة العالية لاختبارات القدرات العقلية المختلفة فيما بينها، والتي تعكسها، بالإضافة إلى العوامل النوعية (حمود، 2002). وكانت قد ظهرت أولى الأفكار التي نظرت إلى النشاط العقلي من تطور العوامل المتعددة على يد (ثورنديك، 1921) والذي نظر إلى الذكاء بوصفه عددا من القدرات الخاصة التي تميز السلوك الذكي، وقد وصف القدرات المكونة للنشاط العقلي، في: القدرة الميكانيكيّة، و تختص بمعالجة الحركات الميكانيكية، والقدرة على التجريد، وتختص بالأفكار و الرموز، و القدرة على التكيف الإجتماعي، وتختص بالتعامل مع الناس و التأثير فيهم (الدمرداش، 2008).

ثم قدم (هوارد جاردنر، 1983) نظريته في النشاط العقلي و التي أطلق عليها نظرية الذكاءات المتعددة، وقد لاقت هذه النظرية ولا تزال استحسانًا و إهتمامًا من قبل المتخصصين، حيث انتقد الإتجاه التقليدي في دراسة و قياس الذكاء، و خلصوا إلى (جاردنر ورفاقه، 17:1983):

1.    أن الذكاء العام (G) المقاس بالطريقة التقليدية لا يستطيع أن يغطي كل جوانب الذكاء، كما جعل الذكاء غير مرن، أما نظريته فترى أن الذكاء أكثر مرونة و قابلية للفهم. وأن مفهوم الذكاء عملية نمو، تتزايد نتيجة تراكم المعرفة و تأثير الثقافة و ليس نتيجة مفهوم ضيق.

2.    أن اختبارات الذكاء التقليدية تشتمل على مواد و بنود ليس لها صلة بالفرد و غير مألوفة من ناحية التصميم.

3.    أن القياس التقليدي للذكاء يقوم بتقييم و تقدير مستوى الأفراد في نطاق أحادي ضيق.

4.    أن الذكاء المقاس بالطريقة التقليدية يحدد مجالاً معينًا أو تنظيمًا بعينه. أما منظور الذكاء المتعدد فينظر إلى الذكاء بإعتباره قدرة سيكولوجيّة بيولوجية يمكن الحصول عليها بمدى أكبر أو أقل كنتيجة للعوامل الثقافية و الدافعية و الخبرة التي تؤثر على الفرد. فالرياضيات و الفيزياء و اللغة و الشطرنج، و زراعة الحدائق و الموسيقى مجالات تتخلل الثقافة، ويمكن تحقيق أي مجال من خلال استخدام العديد من الذكاءات، وعلى سبيل المثال فإن مجال الأداء في الفيزياء يتضمن الذكاء الرياضي / المنطقي، الذكاء الشخصي، الذكاء الجسمي الحركي.

و بالنظر إلى ما خلصت إليه نظرية جاردنر، نرى أن نظرية الذكاءات المتعددة قد وسّعت مفهوم الذكاء البشري متجاوزة بذلك الحدود التي رسمتها دهاليز النظريات التقليدية، التي رعت الذكاء المستند إلى العامل الوراثي، حيث ركزت نظرية الذكاءات المتعددة على أن الذكاء يرتبط بالإطار الطبيعي و الإجتماعي الذي يحيا فيه الفرد.

وفي هذا السياق يقول جاردنر: " إن الوقت قد حان للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء: ذلك المفهوم الذي يقاس من خلال معامل الذكاء، و التفرغ للإهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي تنمي بها الشعوب الكفايات الضرورية لنمط عيشها، ولنأخذ على سبيل المثال أساليب عمل البحارة في وسط البحار، فهم يهتدون إلى طريقهم من بين عدد كبير من الطرق، وذلك بفضل النجوم وبفضل حركات مراكبهم على الماء و بفضل بعض العلامات المشتته... إن كلمة ذكاء بالنسبة إليهم تعني دون شك براعة في الملاحة (نوفل، 2007).

2.    مفهوم الذكاءات المتعددة:

لقد عرّف "جاردنر" الذكاءات المتعددة على أنّها القدرة على حلّ مشكلات، أو تخليقنتاجات ذات قيمة ضمن موقف أو مواقف ثقافية.

وقد كانت نظرة "جاردنر" للذكاء على أنّه شيء لا يعد و لكنه إمكانيات عصبية يمكن تنشيطها. فقد إعتبر "جاردنر" الذكاءات ذكاءات منفصلة يمكن تنمية كل منها على حد وقد يتأثر ذكاء بالآخر.

ولقد حدد "جاردنر" مفهوم الذكاء في النقاط الأساسية التالية:

ü    القدرة على حل المشكلات كواحدة من المواجهات في الحياة الواقعية.

ü    القدرة على توليد حلول جديدة للمشكلات.

ü    القدرة على صنع شيء ما، أو السعي النافع الّذي يكون له قيمة داخل ثقافة واحدة.

ويرى جابر (2003) أنّ الذكاءات المتعددة هي المهارات العقلية القابلة للتنمية و الّتي توصل إليها "جاردنر" و المتمثلة في: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي، الذكاء الرياضي، الذكاء المكاني، الذكاء الجسمي الحركي، الذكاء الموسيقى، الذكاء الإجتماعى، الذكاء البينشخصيو الطبيعي.(سيرين فتحي، 14:2014)

كما عرّف جاردنر (1983) الذكاءات المتعددة بأنّها القدرة على حلّ المشكلات أو إبتكار المنتجات الّتي لها قيمة في ثقافة واحدة أو أكثر.

كما عرّفها بأنّها قدرة نفسية بيولوجية كامنة، تستلزم وجود مهارات متعددة يمكن تنشيطها في البيئة الثقافية، لتمكن الفرد من معالجة المعلومات و حل المشكلات و إبتكار المنتجات الّتي لها قيمة ضمن الثقافة الّتي يعيش في كنفها الفرد أو في ثقافات أخرى.

ويعدّ هذا التعريف المتواضع في المعنى مهما لأنّه يفترض أنّ أنواع الذكاءات ليست أشياء يمكن رؤيتها أو عدها، بل هي قدرات أو إمكانات. بإفتراض أنّها وحدات عصبية سوف تنشط أو لا تنشط إستنادًا إلى:

Ø    قيم ثقافية.

Ø    الفرص المتاحة في الثقافة.

Ø    التقديرات و التقييمات الشخصية، الّتي يستعملها الأفراد، أو عائلاتهم أو مدرسوهم أو آخرون حول إمكانية وجود تلك الذكاءات.(حزيمة و ليلى يوسف، 114:2013)

3.    أنواع الذكاءات المتعددة:

3-1: الذكاء اللغوي: هو القدرة على إستخدام المفردات بفاعلية شفهيا و كتابيا، وتشمل القدرة على تذكر المعلومات و إدراك ترتيب الكلمات و معانيها، فصاحبه اقدر على إقناع الآخرين و على توظيف اللغة نفسها كما أنه يتمتع بالقدرة على الحفظ و التذكر معاني الكلمات و تضميناتها، يتمتع بحصيلة لغوية كبيرة و يحسن إستغلالها في التعبير عن ذاته بصورة مكتوبة أو شفوية، و بإمكانه تعلم لغات أخرى ومن هؤلاء يذكر جاردنر كل من المحامي و الكاتب و الشاعر و رجل الدين و رجل العلاقات العامة، أما الطفل الذي يتمتع بالذكاء اللغوي فهو الطفل الذي يكون سريع التأثر و الإحساس بأصوات الكلمات و معانيها و يدرك تعقيدات اللغة ووظائفها، كما أن لديه القدرة على بناء الجمل و ترتيبها في سياقات لغوية صحيحة ومن الملاحظ أن الطفل الذي يمتلك قدرات لغوية يستمتع بالفرص التعليمية التي تتيح له القراءة و الكتابة و الإستماع، ويمكنه الإستفادة منها في بيئة الصف العادي و يمكن توفير غرف مصادر مزودة بخبرات لغوية اثرائية إضافية، ويمكن مساعدة الطلبة على تطوير هذا النوع من الذكاء بتزويدهم بمادة غنية للقراءة و الإستماع إليهم.

 - أهم القدرات الخاصة بالذكاء اللغوي:

-فهم معاني الكلمات و ترتيبها، أي فهم المعنى المجرد للكلمة و كذلك فهم معناها ضمن سياق الجملة.

-الشرح، التعليم، التعلم وهذا يعني إعطاء تعليمات مكتوبة أو مسموعة لشخص آخر، بحيث يفهم المطلوب منها و يستطيع تنفيذه.

-الطرائف اللغوية وهي النكت و الطرائف المرتبطة باللغة.

-المهارة في إقناع الآخرين بوجهة نظرك وهذا يتضمن إستخدام الحصيلة اللغوية الكبيرة و إمكانية إسترجاعها، و إختيار المناسب منها لموضوع الحديث من أجل توضيح بعض الأفكار لشخص آخر غير مقتنع بها نهائيا.

-الحفظ و الإستظهار أي حفظ المعلومات في الذاكرة و إسترجاعها بسرعة و يتضمن هذا حفظ القرآن الكريم، و الحكم و الأمثال و حفظ المعلومات في مختلف العلوم ثم إسترجاعها في أي وقت عند الحاجة إليها.

-التحليل الوصفي اللغوي أحيانا يسمع حديث لبعض الناس، وفي لحظة ما لا يفهم بالضبط ما يريدون وهذا يطرح عليهم أسئلة هل تقصد هذا الأمر أم ذاك؟(منال عبد النور، 32:2021)

3_2: الذكاء المنطقي- الرياضي: ينطوي هذا النوع من الذكاء على السعة أو القدرة على التحليل المنطقي للمشكلات و معالجة المسائل الرياضية و التعليل بشكل جيد، و إستخدام الأرقام بفاعلية و توظيف الطريقة العملية في معالجة المسائل و القضايا المطروحة، ويضم عمليات مثل التصنيف و الإسنتاج و التعميم و الحساب و إختبار الفروض و يعكس القدرة على إستخلاص الأسباب و التفكير المنطقي المنظم، و غالبا ما يقترن الذكاء الرياضي بالتفكير العلمي، حيث يتمتع الفرد الموهوب رياضيا بقدرات عالية في التعامل مع الأرقام ولديه القدرة على حل المشكلات و إدراك العلاقات المنطقية.

و يوصف بأنه ذكاء الأرقام و التعامل معها بكفاية، و يشير إلى القدرة على الإستدلال الإستقرائي و الإستنباطي، و إكتشاف الأشكال و القدرة على التخمين و الإستنتاج و تنظيم الأفكار و طرح الأسئلة الواسعة المدى و تقديم البراهين.

-       أهم القدرات الخاصة بهذا الذكاء:

-تمييز الأنماط المجردة وهي القدرة على تمييز الأنماط في البيئة المحيطة بنا سواء في الطبيعة أو أعمال الإنسان مثل الأنماط المثلثية.

-التفكير الإستقرائي وهو عملية منطقية تبدأ من الجزء من أجل فهم الكل.

-التفكير الإستنتاجي حيث يبدأ من الكل من أجل فهم الجزء.

-تمييز العلاقات و الروابط خاصة العلاقات غير البارزة و توظيف هذه المهارة للإستفادة في شؤون الحياة العادية.

-القيام بحسابات معقدة وهذه المهارة من ضمن مهارات التفكير الرياضي.

-التفكير العلمي هذا التفكير يتكون من عدة مراحل هي الملاحظة، إصدار الأحكام و موازنة الأمور و إتخاذ القرارات و التنفيذ.

3.3: الذكاء المكاني-البصري:هو القدرة على إدراك و تصور المعالم المكانية و الصور بدقة و تركيز الإنتباه في الرسومات و الصور المعقدة.(منال عبد النور: 33:2021).

كما أنه التميز في إستعمال الفضاء بشتى أشكاله بما في ذلك قراءة الخرائط و الجداول و المخططات و تخيل الأشياء، وتصور المساحات و تتمثل هذه القدرات في أنشطة مفصلة منها التصوير و تلوين الأشكال المصورة و التمعن في الأشكال الهندسية.

-       أهم القدرات الخاصة بالذكاء المكاني-البصري:

-تكوين الصور الذهنية هي القدرة على تكوين الصور في الذهن مثل تخيل شخصيات رواية.

-الخيال النشط وهو الخيال أو التخيل الفعال مثل النظر للغيوم و تخيل صور لحيوانات أو أشياء أو وجوه مختلفة.

-إيجاد مسارك في الفراغ.

-التمثيل الرسومي وهي القدرة على إنتاج رسوم توضيحية بصرية من أجل توصيل فكرة، مفهوم، عملية وذلك بطرق متعددة مثل الرسم، التلوين، التصوير الثابت و المتحرك.

-تمييز العلاقات الفراغية بين الأشياء كإتقان توقيف السيارة بشكل متوازي.

-المعالجة الذهنية للصورة عند النظر إلى خداع بصري مثل الرسم الذي يتضمن وجه إمرأة عجوز و فتاة شابة و إمكانية التنقل ذهنيا بين الصورتين و إمكانية رؤية الصورة ثلاثية الأبعاد المخفية في الصور السحرية.

-الإدراك الدقيق من مختلف الزوايا.

4-3: الذكاء الموسيقى: يتمثل هذا النوع من الذكاء في القدرة على الإحساس بالإيقاع وطبقة الصوت و اللحن، ويتجسد في دقة هذا الإحساس بالأصوات و الأنغام و الألحان إلى جانب القدرة على أداء الموسيقى، و تأليفها و تقرير و دورها في الحياة كما يظهر هذا الذكاء من خلال قدرة الفرد على إدراك الصيغ الموسيقية كما هو الحال عند الموسيقى المتذوق، و تمييزها كالناقد الموسيقى، و تحويلها كالمؤلف و التعبير عنها كالمؤدي.

-أهم القدرات الخاصة بالذكاء الموسيقى:

- التأثر بالأصوات العذبة و التأثر بالأصوات و الأنغام الجميلة ومن أهم الأصوات المؤثرة بالإنسان، صوت القرآن و خاصة من كان صوته عذبا و كذلك الأناشيد المتنوعة.

-الربط بين الأصوات و الأحداث.

الحساسية للأصوات.

-تمييز و إبتكار النغمات و الإيقاعات و الألحان، وهذه المهارة تبدأ بحفظ النغمات و ترديدها و كذلك إبتكار نغمات جديدة.

-استخدام الأصوات كمؤثرات صوتية أو خلفية لبعض الأنشطة، لإحداث مشاعر مختلفة من الخوف أو الفرح.

5.3: الذكاء الإجتماعي: ويعنى القدرة على فهم مشاعر الآخرين و دوافعهم و إهتماماتهم و امزجتهم و مقاصدهم، ويضم أيضا حساسية الفرد لتعبيرات الوجوه و الصوت و الإيماءات و القدرة على التواصل و التفاعل مع الآخرين، وتكوين علاقات إيجابية ولعب أدوار قيادية ضمن المجموعات و حل الخلافات بين الأفراد، كما أنهم يفصلون التواصل المستمر مع الغير و العمل الجماعي و التعاوني و يمثل التفوق في هذا النوع من الذكاء الأفراد الذين حققوا نجاحات واضحة في العلاقات الإنسانية.(عامر، 2008،ص9).

-أهم القدرات الخاصة بالذكاء الإجتماعي:

·       القدرة على التواصل اللفظي و غير اللفظي.

·       العمل التعاوني بروح الفريق.

·       تفهم وجهات نظر الآخرين.

6.3: الذكاء الجسمي الحركي: ويتمثل في الطاقة الكامنة و الكفاءة و الخبرة في إستخدام الفرد لجسمه ككل أو جزء منه، في التعلم و التعبير عن الذات و الأفكار و المشاعر و حل المشكلات و ذلك بصورة متناغمة مع القدرات العقلية للفرد، و يضم هذا الذكاء مهارات فيزيائية نوعية كالتوازن و المهارة و القوة و المرونة و السرعة و الإحساس بحركة الجسم ووضعه.(منال عبد النور، 35:2021).

أهم القدرات الخاصة بالذكاء الجسمي الحركي:

ü    الشيطرة على حركات الجسم الإراديّة.

ü    توسيع الوعي من خلال الجسد وهذا من خلال الإستماع للغة الجسد، فعندما يشعر الشخص بالبرد يرتجف يعني أنه بحاجة للباس دافئ.

ü    إنشاء إرتباط قوي بين الجسم و الذهن.

ü    القدرة على المحاكاة و التقليد و يتضمن تقليد حركات بعض الأشخاص، أي محاولة نقلها للآخرين من خلال الحركة دون أي كلام.

ü    تنمية وظائف الجسد يمكن من خلال التمرين و التدريب و تنمية قدرات الجسد، لممارسة هوايات أو أعمال.(شواهين، 2010،ص119).

7.3: الذكاء الشخصي (الذاتي): وهو القدرة على فهم الذات و معرفة سير المشاعر و العواطف، ومعرفة نقاط التميز و القوة الذاتية و نقاط الضعف، و القدرة على تنظيم الحياة و بلوغ الأهداف، و إمتلاك ثقة ذاتية و إستقلالية و حافز ذاتي قوي للعمل.

- أهم القدرات الخاصة بالذكاء الشخصي:

Ø    التركيز أي حشد كل القدرة الذهنية و تجميعها حول نقطة واحدة هي مدار البحث.

Ø    التنبيه الذهني على كل التفاصيل الصغيرة، والتفكير في كل خطوة قبل الإقدام عليها.

Ø    الإنتباه لمختلف المشاعر و التعبير عنها.

Ø    ما وراء المعرفة وهذا يعني اجراء محادثة ذاتية مع النفس.

8.3: الذكاء الطبيعي: وهو القدرة على تمييز الكائنات الحية و الحساسية للمظاهر الطبيعية و تصنيفها، وهذا يتضمن مكونات الطبيعة ابتداءا من القبة السماوية بما فيها من نجوم و كواكب، وحتي سطح الأرض وما يحتوي من صخور و معادن و جميع الكائنات الحية من حيوانات و نباتات، بجميع فصائلها بالإضافة إلى الحساسية و الوعي بالتغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة، حيث أن الأفراد المتميزين بهذا الذكاء يفضلون التواجد في الطبيعة و الإهتمام بالحيوانات وما يوجد بينها من فروقات.(منال عبد النور، 36:2021).

4- أهمية نظرية الذكاءات المتعددة:

تعتبر هذه النظرية من النظريات التي لها دور كبير في الجانب التربوي، حيث أنها ركزت على أمور غفلت عنها النظريات الأخرى، فقد تم اغفال الكثير من المواهب و دفنها بسبب الإعتماد على التقييم الفردي و إختبارات الذكاء، بعكس هذه النظرية التي تساعد على كشف القدرات و الفروق الفردية، وقد أكدت التطبيقات التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة فاعليتها في الجوانب التالية:

1.    تحسين مستويات التحصيل لدى التلاميذ، ورفع مستويات إهتماماتهم تجاه المحتوى التعليمي.

2.    إمكانية إستخدام الذكاءات المتعددة كمدخل للتدريس بأساليب متعددة.(مجيد، 2009،ص47).

كما تحث هذه النظرية التربويين على:

ü    فهم قدرات و اهتمامات الطلاب.

ü    إستخدام أدوات عادلة في القياس تركز على القدرات.

ü    المطابقة بين حاجات المجتمع وهذه الإهتمامات.

ü    مرونة حرية التدريس للطلبة (كاختيار الطلبة للطريقة التي تناسبهم في الدراسة).

و تساعد هذه النظرية على أنه يوجه كل فرد للوظيفة التي تناسبه و تلائم قدراته، و يتوقع أن ينجح فيها فإذا ما إستخدم نوع الذكاء المناسب و بشكل جيد قد يساعد ذلك على حل الكثير من المشاكل.

تتحدث نظرية الذكاءات المتعددة عن الخبرة المتبلورة وهي قابلية التفاعل بين الفرد و أي ميدان من ميادين الحياة، وهذا التبلور يبنى على أساس التدريب مع وجود القدرة و الممارسة و مناسبتها لطبيعة الفرد نفسه.

و بإختصار فإن "جاردنر" يرى أن صقل الخبرة يحتاج إلى ممارسة و تدريب و يمكن الإستفادة من هذه النظرية في التربية من حيث دراسة تاريخ و الذي قد يساعد على الكشف عن تطور ذكاء معين في شخص معين.(السرور، 1998،ص338-339). ويمكن تحديد أهمية نظرية الذكاءات المتعددة فيما يلي:

·       زيادة التحصيل الدراسي من خلال تفعيل جملة من الأنشطة التربوية.

·       مساعدة المعلم في عملية التعليم بما يتفق و قدرات كل متعلم.

·       اتاحة الفرصة للمتعلمين للتعلم و التعبير عن ما يجول بخاطرهم بالطريقة المناسبة لهم.

·       توسيع دائرة الإستراتيجيات التدريسية.(منال عبد النور، 40:2021).


Last modified: Wednesday, 6 December 2023, 11:07 AM