جودة الحياة-الجزء الثاني
عريس نصرالدين مادة علم النفس الايجابي السنة اولى ماستر عيادي
الدرس التاسع: جودة الحياة-الجزء الثاني-
1- الإتجاهات النظرية المفسّرة لجودة الحياة:
يوجد إتجاهات رئيسية لتفسير جودة الحياة و هي:
أ) – الإتجاه الإجتماعي.
ب) - الإتجاه الطبي.
ت) – الإتجاه النفسي.
1-1: الإتجاه الإجتماعي:
حسب (الغنذور، 18:1999): "يشير إلى عدد من الجوانب ومن منظور يركز على الأسرة و المجتمع، وعلاقات الأفراد و المتطلبات الحضارية، والسكان و الدخل و العمل، وضغوط الوظيفة و المتغيرات الإجتماعية الأخرى. حيث يرى أحد العلماء أنّه يجب الإهتمام أكثر بنوعية العلاقات الإجتماعية، أكثر من الإهتمام بالكمية من العلاقات.
من أهمّ المجالات في الإتجاه الإجتماعي:
1- السكان: إنّ علماء الإجتماع عند إهتمامهم بدراسة جودة الحياة يركزون على المؤشرات الخارجية مثل: معادلة المواليد و الوفيات، وضحايا الأمراض المختلفة، نوعية المساكن مستويات تعليمية الأفراد، المجتمع و مستوى الإستيعاب و القبول في مراحل التعليم المختلفة إضافة إلى مستوى الدخل.
2- العمل: يرتبط مفهوم جودة الحياة بما يقوم به الفرد من عمل أو ما يشغله من وظيفة و ثمة محددّات هامّة يمكن إعتبارها في هذا الصدد أن يكون لها تأثير على تحقيق هذا المفهوم إجرائيًا مثل: أوضاع العمل، نفسه و العائد المادي وما يمكن أن يوفره العمل من فرص للحراك المهني و المكانة المهنية ممّا يكون له تأثير على حياة الفرد في علاقته بالمهنة، كما أنّ نوعية الإشراف و علاقة الزمالة تعدّ من العوامل الفعالة في تحقيق هذا المفهوم، فهي تؤثر بدرجة ملحوظة على رضا أو عدم رضا العامل عن عمله.
1-2: الإتجاه الطبي:
يقول (صالح إسماعيل، 44:2010): "يهدف هذا المجال إلى تحسين جودة الحياة للأفراد الّذين يعانون من الأمراض الجسمية المختلفة أو النفسية أو العقلية وذلك عن طريق البرامج الإرشادية و العلاجية و تعتبر جودة الحياة من الموضوعات الشائعة المحاضرات الّتي تتعلق بالوضع الصحي وفي تطوير الصحة، فقد زاد إهتمام أطباء
و متخصصين الشؤون الإجتماعية و الباحثين في العلوم الإجتماعية لتعزيز و رفع جودة الحياة المرضى من خلال توفير الدعم النفسي و السيكولوجي لهم. إنّ عدد أبحاث جودة الحياة التابعة لقسم الصحة بجامعة" تورنتو" بكندا تقول أنّ الهدف النهائي من دراسة جودة الحياة و تطبيق ذلك على حياة النّاس تعيش حياة دات جودة، حياة لها معنى و يتم الإستمتاع بها.
1-3: الإتجاه النفسي:
في هذا السياق يقول (صالح إسماعيل، 43:2010): "الإدراك كمحدد أساسي لجودة الحياة، فجودة الحياة هي تعبير عن الإدراك الذاتي للفرد. فالحياة بالنسبة للإنسان هي ما يدركه منها، كما أنّ جميع متغيرات المنحى الإجتماعي السابق الإشارة إليها تعتمد على تقييم الفرد المؤشرات المادية الموضوعية في حياته. ويعتمد هذا المنحى على عدّة مفاهيم أساسية منها: مفهوم القيم، مفهوم الإدراك الذاتي، مفهوم الحاجات و مفهوم الإتجاهات و مفهوم الطموح، و مفهوم التوقع و مفهوم تقدير الذات، إلى مفاهيم الرضا و التوافق و الصحة النفسية".
وحسب ما ورد في (شاهر خالد سليمان، 126:117):" الأساس لجودة الحياة يتضح في العلاقة الإنفعالية القويّة بين الفرد و بيئته، وهذه العلاقة تتوسطها مشاعر و أحاسيس الفرد و مدركاته، فالإدراك ومعه بقية المؤشرات النفسية مثل المركات الّتي تظهر من خلالها جودة الحياة الفرد. كما ينظر إلى مفهوم جودة الحياة وفقًا للمنظور النفسي على أنّه البناء الكلي الشامل الّذي يتكوّن من المتغيرات المتنوعة الّتي تهدف إلى إشباع الحاجات الأساسية للأفراد الّذين يعيشون في نطاق الحياة. وجودة الحياة تتطلب أن يفهم الإنسان ذاته وقدراته وإمكانياته و توافق ميوله و قدراته مع إختياراته بما يمكنه من الصحة النفسية و التوافق النفسي، وكذلك لمواجهة الضغوط النفسية. وحسب المنحى النفسي هو درجة إحساس الفرد بالتحسّن المستمر لجوانب خصية في النواحي النفسية مع تهيئة المناخ المزاجي و الإنفعالى المناسبين للعمل و الإنجاز و التعلم المتصل بالعادات و المهارات و الإتجاهات، وكذلك تعلم حل المشكلات و أساليب التوافقة و التكيف و تبني منظور التحسن".
2-التوجيهات النظرية لجودة الحياة:
2-1: التوجه المعرفي: يركز هذا المنظور في تفسيره لجودة الحياة على الفكرتين الآتيتين:
الأولى:إنّ طبيعة إدراك الفرد هي الّتي تحدّد درجة شعوره بجودة الحياة.
الثانية: وفي إطار الإختلاف الإدراكي الحاصل بين الأفراد، فإنّ العوامل الذاتية هي الأقوى أثرًا من العوامل الموضوعية في درجة شعورهم بجودة الحياة.
ووفق ذلك، وفي هذا المنظور تبرز لدينا نظرية حديثة في تفسير جودة الحياة.
2-1-1:نظرية لاوتن (Lawton theory, 1997)
طرح لاوتن مفهوم طبيعة البيئة، ليوضح فكرته عن جودة الحياة وهي تدور حول الآتي: إنّ إدراك الفرد لنوعية حياته يتأثر بظرفان هما:
الظرف المكاني: إنّ هناك تأثير للبيئة المحيطة بالفرد على إدراكه لجودة الحياة و طبعًا البيئة في الظرف المكاني لها تأثيرات إحداهما مباشرة على حياة الفرد، كالتأثير على الصحة مثلا، و الآخر تأثيره غير مباشر إلاّ أنّه يحمل مؤشرات إيجابية كرضى الفرد على البيئة الّتي يعيش فيها.
الظرف الزماني: إنّ إدراك الفرد لتأثير طبيعة البيئة على جودة حياته يكون أكثر إيجابيًا كلّما تقدّم في العمر، فكلّما تقدّم الفرد في عمره، كلّما كان أكثر سيطرة على ظروف بيئته.(Argyle, 1999:353).
2-2: التوجه الإنساني:
يرى المنظور الإنساني أنّ فكرة جودة الحياة تستلزم دائماً الإرتباط الضروري بين عنصرين لاغني عنهما:
1) -جودة كائن حي ملائم.
2) -وجود بيئة جيّدة يعيش فيها هذا الكائن، ذلك لأنّ ظاهرة الحياة تبرز إلى الوجود من خلال التأثير المتبادل بين هذين العنصرين. وقد ركّز هذا المنظور في تفسيره لجودة الحياة على مفهوم الذات.
2-2-1: نظرية رايف (Ryff theory, 1999):
تدور نظرية "رايف" حول مفهوم السعادة النفسية، إذ أنّ شعور الفرد بجودة الحياة ينعكس في درجة إحساسه بالسعادة الّتي حددها "رايف" بستة أبعاد، يضمّ كلّ بعد ست صفات تمثل هذه الصفات نقاط الإلتقاء لتحديد معنى السعادة النفسية.
البعد الأول: الإستقلالية، تمثل قدرة الشخص على إتخاذ القرارات، يكون مستقل بذاته.
البعد الثاني: التمكن البيئي.
البعد الثالث: النمو الشخصي.
البعد الرابع: العلاقات الإيجابية مع الآخرين.
البعد الخامس: تقبّل الذات.
البعد السادس: الهدف من الحياة.(Ryff, 1989:971).
ولقد بيّن"رايف" أنّ جودة حياة الفرد تكمن في قدرته على مواجهة الأزمات الّتي تظهر في مراحل حياته المختلفة، و أنّ تطوّر مراحل الحياة هو الّذي يحقق سعادته النفسية الّتي تعكس شعوره بجودة الحياة.(شيخي مريم، 85:2014).
2-3: التوجيه التكاملي:
2-3-1: نظرية أندرسون:(Anderson)
"شرحًا تكامليا لمفهوم جودة الحياة، متخذا من مفاهيم السعادة و معنى الحياة و نظام المعلومات البيولوجي و الحياة الواقعية، وتحقيق الحاجات، فضلا عن العوامل الموضوعية الأخرى إطارًا نظريًا تكامليًا لتفسير جودة الحياة، فإنّ النظرية التكاملية تضع مؤشرات جودة الحياة: أنّ شعور الفرد بالرضا هو الّذي يشعره بجودة الحياة.
ü أن نضع أهدافًا واقعيّة نكون قادرين على تحقيقها.
ü أن نسعى إلى تغيير ما حولنا لكى يتلائم مع أهدافنا.
ü إنّ إشباع الحاجات لا يؤدي بالضرورة إلى رضا الفرد و إلى شعوره بجودة الحياة.
ü (شيخي مريم، 86:2014).
3: معوّقات جودةالحياة:
حسب ما ورد في (شيخي مريم، 94:2014): "يتضمن البناء النفسي لكل من مكامن قوّة و بمواطن صعف، و إذا أردنا أن نحسن جودة الحياة الإنسان علينا أن لا نركز فقط على المشكلات، بل يتعيّن التركيز كذلك على كل أبعاد الحياة و إستخدام و توظيف قدرات و كافة الإمكانيّات المتحة لتحسين جودة الحياة. ويجب عند وصف هذه الأخيرة أن نميز بين الظروف الداخلية و الظروف الخارجية، ويقصد بالظروف الداخلية الخصائص البدنية و النفسية و الإجتماعية للفرد، أمّا الظروف الخارجية فيقصد بها تلك العوامل المرتبطة بتأثير الآخرين، أو البيئة الّتي يعيش فيها ذلك الشخص.
الجدول رقم (03): يوضح معوّقات تحقيق جودة الحياة:
/ |
المعوّقــــــــــــات |
القــــــدرات |
الظروف |
المرض |
المهارات |
الداخلية |
- الإعاقات - الخبرات الحياتية السلبية |
- الخبرات الحياتية الإيجابية - الحالة المزاجية الذهنية - الإيجابية و السرور |
الخارجية |
- نقص المساندة الإجتماعية و الإنفعالية - ظروف الحياة أو المعيشة السيئة - سوء الإختيار |
- توافر مختلف مصادر المساندة الإجتماعية - الإنفعالية و تعدد السائحين لها - توافر نماذج رعاية جيدة أو طيبة - وجود برامج توجيه و إرشاد |
4: مقوّمات جودة الحياة:
دائما وفي نفس السياق وحسب ما ورد في (شيخي مريم، 96:2014) نستطيع أن نقول بأنّ: "جودة الحياة تعريف نسبي يختلف من شخص لآخر حسب ما يراه من معايير تقييم حياته، وتوجب عوامل كثيرة تتحكم في تحديد مقوّمات جودة الحياة:
1. الصحة العامّة الّتي تعتبر فيها تأثير الصحة إلى جانب المرضى.
2. قدرة الإنسان على الوظائف اليومية.
3. القدرة على التفكير و أخذ القرارات.
4. قدرة الإنسان و إختياره لنمط الحياة و تأدية الأنشطة إلى القدرة على التنفيذ و أخذ القرارات.
5. التكاليف الإقتصادية و الإجتماعية.
6. المعتقدات الدينية و القيم الثقافية و الحضارية و معايير و أساسيات المعيشة و الدخل.
7. الرضا عن أساسيات المعيشة و الخيارات البيئية و جودتها.
8. تحليلات المجال الإجتماعي.
9. المقارنة بين المناطق الحضرية و الريفية.
10. أنماط الحياة وارد التنوع فيها.
11. الرفاهية.
حيث نقول أنّ البيئة الإجتماعية المحيطة بالفرد تكون السبب الأكبر وراء إنخفاض جودة حياتهم وأبعادها المختلفة.
بالتوافق الغير فعّال و الحزن الوجداني و العجر و القلق و الغضب و المستويات المنخفضة للتفاعل و إضطرابات المزاج لها تأثيرات قد تكون حادّة على مستوى جودة حياة الأشخاص، لأنّها تؤثر على إدراك السعادة و العلاقات الإجتماعية و الإستقلال و تقدير الذات و كمية الطاقة اللازمة لمواجهة مشكلات الحياة، أو من المشكلات النفسية. ويتطلب الإحساس بجودة الحياة فهم الفرد لذاته و قدراته و سيماته و إستخدامها في إدراك جوانب الحياة المختلفة و هذه الخصائص الشخصية.
و إذا تحدثنا عن مقوّمات جودة الحياة، هناك نواحي أو عوامل نجدها تتمثل في أربعة نواحي أساسية، والّتي تؤثر بشكل أو بآخر على صحة الإنسان، بل و على نموه. كما أنّها تتفاعل مع بعضها البعض:
أ) الناحية الجسمية.
ب) الناحية الشعورية.
ت) الناحية العقلية.
ث) الناحية النفسية.
وفيما يلي المجالات الّتي تستخدم عادة في دراسات جودة الحياة:
- الصحة العامّة الّتي يعتبر فيها تأثير الصحة إلى جانب المرض.
- قدرة الإنسان على تنفيذ الوظائف اليومية.
- قدرة الإنسان و إختياره لنمط الحياة و تأدية الأنشطة.
- التكاليف الإقتصادية و الإجتماعية.
- معايير و أساسيات المعيشة و الدخل.
- الفقر و عدم المساواة .
- الجنسية و التهميش الإجتماعي.
- الرفاهية و السفر.
- الرضا عن أساسيات المعيشة و الخيارات.
- البيئة و جودتها.
- السكن و الجيرة.
- تحليلات المجال الإجتماعى.
- المقارنة بين المناطق الحضرية و الريفية.
- التلوث.
- أنماط الحياة و إدراك التنوع فيها.
وفي بعض الأحيان تعتمد المجالات المحدّدة على القضايا أو المشاكل الّتى يتمّ دراستها، وهذا يقود إلى الطرق المختلفة لقياس جودة الحياة، و أحيانًا تتداخل المصطلحات .فعلى سبيل المثال "مفهوم الرفاهية" غالبًا ما يستخدم بدلاً من جودة الحياة، وتستخدم الأمم المتحدة هذا المصطلح للتعبير عن جودة الحياة، و كثير من المعايير المستخدمة لتحديد الرفاهية تظهر في فهارس جودة الحياة ".
5- تحقيق جودة الحياة:
ترى (مجدي،71:2009) أنّه :"كي يستطيع الإنسان الشعور بجودة الحياة و الوصول إليها لابدّ أن تتظافر و تتوافر مجموعة من العوامل تتمثل فيما يلي:
5-1: تحقيق الفرد لذاته و قدراتها:
حيث يعرّف كل من عبد الحميد ، و كفافي (1995)(في :شيخي مريم، 98:2014):"مفهوم الذات على أنّه فكرة الفرد و تقييمه لنفسه ، بما تشتمل عليه من قدرات و أهداف و إستحقاق شخصي.
وتذكر فرغلى (1994): أنّ مفهوم الذات لدى الفرد يتكوّن من مجموعة من العوامل أهمّها: تحديد الدور و المركز، المعايير الإجتماعية، التفاعل الإجتماعى و اللغة و العلاقات الإجتماعية.
وفي نفس السياق تقول شيخي مريم (2014) أنّه يجب على الفرد أن يدرك أنّه يمتلك الطاقات و القدرات ،وعليه أن يقدّر ذاته و يحترمها، وأن لا يقلل من قيمة نفسه و يستسلم لها، وعليه أن يعمل جاهدا على تحقيقها، على الرغم من وجود العقبات الّتي تعترضه في الحياة فتحقيق الذات يعتبر قمّة الشعور و الإحساس بالرضا عن الذات، ومن ثمّ شعوره بجودة الحياة ".
5-2: إشباع الحاجات كمكوّن أساسي لجودة الحياة:
ويذكر "غندور" (1999)(في:شيخي مريم، 99:2014) أنّ :"البعض قديري أنّ لب موضوع جودة الحياة يكمن في دراسة "ماسلو" عن الحاجات الإنسانية ، النظرية الإقتصادية للمتطلبات الإنسانية، ومن المعلوم لدى أهل التخصص في علم النفس أنّ تصنيف "ماسلو" للحاجات الإنسانية يشتمل على خمسة مستويات متدرجة حسب أولويتها وهي كالتالي:
ü الحاجة للأمن.
ü الحاجة للإنتماء.
ü الحاجة للمكانة الإجتماعية.
ü الحاجة لتقدير الذات.
وترى (شيخي مريم، 2014) أنّ إشباع الحاجات الأساسية هي حاجة ضرورية لكلّ فرد من أفراد المجتمع بشكل عام و للمعاقين بشكل خاص، وقد تتفاوت من فرد إلى آخر من حيث درجة تحقيقها و إشباعها، ولكنّها حاجة يسعى الكل إلى تحقيقها على الرغم من وجود بعض الظروف المحيطة بالفرد، والّتي تحول بين الفرد و بين تحقيق بعض من هذه الحاجات الضرورية للفرد، وقد يكون الفرد ليس له دخل فيها، إلاّ أن تحقيقها لا يكون من خلال عملية متكاملة بين أفراد المجتمع و الوسط الإجتماعي الّذي يعيش فيه الفرد.
5-3: الوقوف على معنى إيجابي للحياة:
حسب ما ورد فى (مجدي، 76:2009) أنّ :"مفهوم معنى الحياة مفهومًا هامًا جدًّا ،ويعتبر (فرانكل، Frankl،1969) الحياة يجب أن تكون لها معنى تحت كلّ الظروف، وأنّ هذا المعنى في حالة دائمة من التغيير، إلاّ أنّه يظل موجودًا دائمًا، ويرى فرانكل أنّ الإنسان يستطيع إكتشاف ذلك المعنى في حياته بثلاث طرق مختلفة وهي كالتالي:
· عمل شيء جديد أو القيام بعمل ما.
· تجربة خبرات و قيم سامية مثل الخير و الحق و الجمال.
· الإلتقاء بإنسان آخر في أوجّ تفرّده الإنساني.
ولقد حدد "فرانكل" ثلاثة مصادر يستطيع الإنسان من خلالها تحقيق معنى لحياته وهي تشمل كل ما يستطيع الفرد إنجازه ، وهي كالتالي:
v القيم الإبداعية: وتشمل كلّ ما يستطيع الفرد إنجازه، فقد يكون ذلك الإنجاز عملا فنيًا أو إكتشافًا علميًا ، وتتضمن كل ما يمكن أن يحصل عليه الإنسان.
v القيم الخبراتية: و تتضمن كل ما يمكن أن يحصل عليه الإنسان من خبرات حسية و معنوية، وخاصّة ما يمكن أن يحصل عليه من خلال الإستمتاع بالجمال، أو محاولات البحث عن الحقيقة، أو الدخول في علاقات إنسانية مشبعة، كالحب و الصداقة.
v القيم الإتجاهية: و تتكوّن من الموقف الّذي يتخذه الإنسان إزاء معاناته الّتى لا يمكن أن يتجنبها كالقدر أو المرض أو الموت.فمعنى الحياة يمكن تحقيقه من خلال الإتجاه الّذي يتخذه الإنسان حيال مواقف الألم، والمعاناة الّتي لا يمكنه تجنّبها في رحلته مع الحياة ".
5-4: توافر الصلابة النفسية:
تقول (شيخي مريم، 101:2014):" أنّ للصلابة النفسية دورًا مهمًا في حياة الشخص خاصة المعاق و الّتي تزرع في داخله روح التحدي و الصمود، و تقوية عزيمته، كما أنّها تعمل على إمداد الفرد بإمتلاكه المقدرة على تحمل الواقع المؤلم الّذي يعيشهُ".