العمليات المصرفية
تمهيد :
إن البنوك باعتبارها مؤسسات خدمية ـ فهي تقوم أساسا بتحقيق وتقديم خدمات متنوعة للأفراد والمؤسسات على السواء وذلك بطريقة تجعلها تلبي رغباتهم واحتياجاتهم مقابل تحقيقها للعوائد المختلفة .
ولا يختلف مفهوم الخدمات البنكية عن مفهوم الخدمات ككل في إطار تسويق الخدمات ـحيث تتمثل الخدمات البنكية في مجموعة الخدمات التي تقدمها البنوك لزبائنها ونجد أن هذه الخدمات هي نتاج للوظائف الأساسية للبنوك،وهي حفظ الودائع وعمليات الإقراض وتدخلات البنك في النشاط الاقتصادي من خلال الاستثمار في الأوراق المالية وتقديم استشارات وغيرها من الخدمات المالية ،وبذلك فهي تتسم بالتنوع وتنقسم إلى الخدمات البنكية التقليدية وأخرى مستحدثة .
فيما يتعلق بالخدمات المصرفية التقليدية فتتمثل في تلك الخدمات المصرفية المتعلقة بالإيداع والسحب وإجراء التحويل ، ومنح القروض وإصدار الشيكات وغيرها .
بينما تعتبر الخدمات المصرفية الحديثة بمثابة الوسيلة المهمة بحوزة البنك لأنها تسمح لهذا الأخير بجذب المزيد من الزبائن ومن ثم الرفع من قيمة رقم الأعمال البنك فالنمو والتوسع . حيث تتمثل الخدمات المصرفية الحديثة في مجموع الخدمات التي تتحقق باستخدام الابتكار والإبداع وتكنولوجيا في الصناعة البنكية .
فقيام البنوك بإنتاج وتقديم الخدمات لمصرفية المتنوعة بغض النظر عن كونها تقليدية او مستحدثة تهدف من خلالها اكتساب ميزة تنافسية تمكنها من تحقيق الربح و ضمان استمراريتها في سوق لطالما تميز بدينامكية و المنافسة الشرسة .
خصائص العمليات المصرفية: تتمتع العمليات المصرفية بمجموعة من الخصائص يمكن ذكرها على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:
· الصفة التجارية: فالبنوك تقدم مجموعة من الخدمات البنكية لزبائنها مقابل عائد بنكي : قائدة أو رسم أو عمولة .فأغلب، إن لم يكن كل، دول العالم منحت العمليات المصرفية الصفة التجارية بحكم ماهيتها بغض النظر عن القائم بها.
· تجسيد العمليات البنكية من طرف البنك ، واقبال زبائنه على الاستفادة منها تحقق كعلاقة بين الطرفين على أساس الثقة المتبادلة بيتهما ، وبما يستجيب لعقود تبرم بين الطرفين يستوضح فيها حقوق وواجبات كل طرف.
· العمليات البنكية تحتكم للتقنين البنكي : بمعنى أصح أن قيام البنك بالعمليات المصرفية يكون في إطار قانوني يتضمن القانون البنكي ، القانون التجاري والمدني والاتفاقيات الدولية في مجال العمل المصرفي.
· العمليات المصرفية متداخلة فيما بينها ،فعمليات القرض لا تتم الا بتكريس إحدى عمليات الصندوق فعندما يتقدم شخص ما ليطلب قرض فإن يشترط أن يمتلك حسابا مصرفيا لدى البنك .
· العمليات المصرفية طابع نمطي ، فمعظمها يتم بأسلوب موّحد لكل عملية في شكل نموذج لا يخرج عنه البنك و تلتزمه جميع البنوك . و هذا ما دفع بعض الفقه إلى القول بأنّ الكثير من الأعمال المصرفية له وصف عقد الإذعان فالبنك لديه نماذج مطبوعة تتضمن الحكام التّفصيلية لكل عملية من العمليات التي يباشرها ، فهناك نموذج لحساب الوديعة وآخر للحساب الجاري ، وآخر لفتح الإعتماد وهكذا ، والعميل لا يقوم بمناقشة ما ورد من شروط ، وأحكام في هذه النماذج.
·العمليات المصرفية ليست محمية ببراءة اختراع عند استحداثها ،بحيث يحق للبنوك الاخرى ان تقدمها ،وهذا ما يخلق منافسة شديدة قيما بينها من أجل تقديمها بأقل تكلفة وأعلى جودة ممكنة .
أنواع العمليات المصرفية : يمكن تقسيمها إلى :
أولا : عمليات متصلة بالصندوق (الخزينة)
هي تلك العمليات التي يجرها البنك والتي ترتبط بصندوقه ،حيث من خلالها يقوم البنك عن طريق إحدى مصالحه المتخصصة بحسم تنظيم العمل البنكي بقبض النقود الداخلة لصندوقه –الواردة إليه – ودفع النقود الخارجة منه – الصادرة منه- خلال الدوام اليومي وعلى مدار الأيام المفتوحة للبنك ،وفي هذا الشأن يقوم الموظفون الذين هم مكلفون بمثل هذه العمليات باتخاذ الإجراءات اللازمة للسير الحسن لها ولأجل الحرص على خدمة الزبائن على أعلى مستوى .
وتعتبر مصلحة المشرفة على إدارة عمليات الصندوق من خلال الشبابيك المرآة العاكسة بصفة سلبية أو ايجابية للصورة الحقيقية للبنك وسمعته وذلك نظرا لقرب هذه المصالح أكثر من زبائن البنك ،بحيث إذا ما أحسنت هذه المصالح استقبال العملاء وخدمتهم فان ذلك سينعكس إيجاب على سمعة البنك ،وفي حال العكس أي سوء استقبال الزبائن فإن ذلك ستعكس سلبا عليها.
وبإيجاز يمكن الإشارة إلى مختلف هذه العمليات فيمايلي :
· القيام بإجراءات فتح الحسابات البنكية بالعملة الوطنية أو الأجنبية المتنوعة لكافة الزبائن الذين يريدون إيداع أموالهم لدى البنك ،نظير تقديم لهم إما دفاتر الشيكات أو دفاتر توفير ،مع الإشارة إلى أن مصلحة الودائع هي التي تتولى تنفيذها .
· تنفيذ مقبوضات البنك من النقود ومدفوعاته منها ، بحيث تتولى التنفيذ مصلحة الصندوق أو الخزينة ويكون ذلك من خلال :
ü القيام بإجراءات السماح للزبائن بإجراء عمليات السحب متى استدعت حاجتهم لذلك مع أن الدفع لهم يكون من صندوق البنك ،مع قيام الموظفين المكلفين بذلك بتسوية حسابات زبائنهم بعد كل عملية سحب .
ü القيام بإجراءات السماح للزبائن بإيداع أموالهم متى كانت لهم النية والرغبة في ذلك ،وان الأموال المدفوعة من طرفهم توضع في صندوق البنك مع قيام الموظفين المكلفين بذلك بتسوية حساباتهم طبعا بعد كل عملية إيداع .
· تصريف العملات : ماهو مغروف أن البنك يقوم عن طريق مصلحة التداول بالعملات الأجنبية بعمليات الشراء والبيع العملات المختلفة وهذه العملية طبعا مرتبطة بصندوقه .
· صرف الشيكات المسحوبة على البنك وذلك بغض النظر عن كون مبالغ هذه الشيكات المسحوبة بالعملة المحلية أو الأجنبية ، وأيضا تحصيل الشيكات لصالح زبائنه .
· تنفيذ جميع التحويلات الصادرة بموجب أوامر صريحة من زبائنه سواء كانوا أشخاص طبيعيون أو معنيون بالداخل أو بالخارج .
إن العمليات المتعلقة بالصندوق لا تتم فقط بين البنك وزبائنه إنما أيضا تشمل العمليات المتصلة بالصندوق ما بين البنوك ، بحيث تتحقق من خلال العمليات اليومية التي تقوم بها البنوك من مدفوعات وتحويلات وقبول الودائع وأرصدة المقاصة بحيث يترتب عليها عند انقضاء فترة الدوام اليومي أرصدة إما دائنة أو مدينة والتي يكون لها انعكاس على وضعية خزينة البنك إما فائض أو عجز ، حيث يقوم البنك من أجل توظيف الفائض آو تغطية العجز باللجوء إلى عمليات الإقراض أو الاقتراض إما عبر السوق النقدي أو بصفة مباشرة مع البنوك الأخرى .