العينة وانواعها
أولا: مفاهيم أساسية
§ مجتمع البحث: على الباحث تحديد المجتمع الذي سيقوم بدراسته تحديدا واضحا، عند القيام ببحث ميداني، و مجتمع البحث هو جميع المفردات التي تتوافر فيها الخصائص المطلوب دراستها، و قد يتكون مجتمع البحث من أفراد أو جماعات، أو منظمات، أو أفراد يقطنون منطقة معينة، أو تجمعهم مهنة واحدة، و يتحدد مجتمع البحث وفقا للأهداف التي يسعى الباحث الى تحقيقها، و على الباحث ذكر مجتمع الدراسة في عنوان البحث، حيث يتحدد مجتمع البحث وفقا للأهداف التي يسعى الباحث الى تحقيقها.
§ العنصر(Element): يمثل العنصر عضو واحد من المجتمع فعلى سبيل المثال، اذا كان عدد الطلبة في كلية العلوم الاقتصادية 3000 طالب فان كل طالب يمثل عنصرا في مجتمع الدراسة.
§ العينة: نظرا للصعوبات التي يتعرض لها الباحث في الوصول الى كل مفردة من مفردات المجتمع و التكاليف الباهظة التي تترتب على ذلك، لذا يلجأ الباحث الى اختيار عينة ممثلة لمجتمع الدراسة، أي العينة و النتائج المستخلصة من جراء الدراسة يمكن تعميمها الى حد كبير على سائر أفراد المجتمع الأصلي. فالعينة هي طريقة لجمع البيانات و المعلومات عن المجتمع ،ويتم اختيارها بأسلوب معين بما يتناسب مع هدف الدراسة، حيث بعد أن ينتهي الباحث من اختيار مشكلة البحث و أبعاده و أدواته يتم اختيار نوع العينة التي يتوقف عنها النتائج.
§ المفردة (Subject): تمثل المفردة عضوا من العينة، فكل طالب في عينة الدراسة المؤلفة من 200 طالب التي تم اختيارها من المجتمع تمثل مفردة.
ثانيا: تعريف العينة والأسباب الدافعة لاستعمالها:
العينة هي اختيار جزء من الكل وهذا الجزء يتكون تشكيليا للكل، والعينة هي عملية تأتي لتسهيل البحث العلمي ولتعطي نتائج على العموم دقيقة وتجيب على معظم أسئلة الموضوع، أو بصيغة أخرى هي عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتعامل معها الباحث منهجيا، ويشترط فيها أن تكون ممثلة لمجتمع البحث في الخصائص والسمات. فالعينة إذن هي جزء من المعين أو نسبة معينة من أفراد المجتمع الأصلي ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله، ووحدات العينة قد تكون أحياء أو شوارع أو مدن أو غير ذلك. فمثلا لو افترضنا أن باحث يريد دراسة مشكلات طلاب كليات المجتمع فإن مجتمع البحث هنا هو جميع الطلاب في جميع كليات المجتمع، فهل من المفروض أن يدرس الباحث كل الطلاب؟ وهل يحتاج لذلك؟ وهل يستطيع؟ وهل يملك الوقت الكافي؟
إن طلاب كلية الجزائر مثلا كلية العلوم السياسية والإعلام يزيد عددهم عن 2000 طالب وهو مجتمع ضخم لا يستطيع الباحث أن يدرسه فماذا يفعل إذن؟
على الباحث أن يختار جزءا من مجتمع البحث يسمى عينة البحث، إنه في مثل هذه الحالة يشبه الطبيب الذي يحلل دم المريض، انه لا يحلل كل دم المريض إنما يأخذ عينة صغيرة فقط ولا شك أن لهذه العينة الصغيرة الخصائص نفسها لدم المريض كله، فالطبيب لا يحتاج لتحليل كل الدم ولا ضرورة لذلك، وكذلك الباحث لا يحتاج إلى دراسة كل أحوال ومشكلات كل طلاب كلية العلوم السياسية والإعلام بل يختار عينة منهم أو عينة تمثلهم، وهكذا يمكن أن نفهم أن الأسباب التي تدفع الباحث إلى اختيار العينة بدلا من دراسة المجتمع كله هو أن دراسة مجتمع البحث الأصلي كله يتطلب وقتا طويلا وجهدا شاقا وتكاليف مادية مرتفعة.
ثانيا: أنواع العينات:
تختلف أنواع العينات باختلاف الطرق التي تتبع في اختيارها وان كانت جميعها تهدف إلى تمثيل جميع مميزات وخواص المجتمع الأصلي، وان تعدد الطرق في اختيار العينة يوجب على الباحث المفاضلة. وفي الواقع هناك نوعان من العينات: الأولى احتمالية الأكثر استخداما والثانية غير احتمالية بسبب طبيعة الموضوع، وما يأتي من عينات فرعية تكون في جميع الأحوال منتمية للعينات العشوائية أو القصدية.
أ- العينات الاحتمالية أو العشوائية:
1- العينة العشوائية البسيطة:هي عينة قائمة على الصدفة، وهي أبسط أنواع العينات رغم أنها تتبع خطوات معروفة المتمثلة في أن تمثل مفردات المجتمع بأوراق يكتب عليها حرف أو رقم يمثل فردا معينا من المجتمع، حيث لا يمثل إلا مرة واحدة،ثم توضع هذه الأوراق في كيس وتخلط جيدا، ثم نختار منها عددا بطريقة عشوائية بما يساوي عدد العينة المرغوبة، بعدها يقرأ الباحث الأرقام عشوائيا حسب الترتيب أي في اتجاه أفقي، وحينما يقرأ رقما يوافق الرقم المكتوب على الورقة سيكون هذا الرقم مفردة من مفردات العينة المختارة.
2- العينة العشوائية المنتظمة:وفيه نختار العينة عن طريق اختيار المفردات من مسافات متساوية على القائمة بعد إعدادها إطار المجتمع الأصلي، ونبدأ باختيار رقم من(1-10)بطريقة عشوائية ولنفرض بأنه رقم (4)فيكون الاسم في الترتيب الرابع هو الفرد الأول في العينة. ثم نضيف بعد ذلك10حتى نحصل على الرقم 14 وتسير بنفس التسلسل إلى نهاية الأرقام وللتمثيل على ذلك نتصور مجتمع من 500 فرد نريد أخذ عينة منه عددها 100 فإذا بدأنا بالرقم 4يليه 9-13 و هكذا، أو إذا بدأنا بالرقم 5 فالذي يليه سيكون 10/15/20 وهكذا، وقد يكون اختيار العينة المنتظمة حسب المكان فنختار الأماكن التي تبعد ميلا واحدا عن بعضهما مع اختيار أول مكان عشوائيا، وأن من أهم مميزات العينة المنتظمة هو بساطتها وسهولة إجرائها وقلة الأخطاء الناجمة عن الاختيار.
3- العينة الطبقية:وهي أن تكون العينة ممثلة لمختلف الفئات المتجانسة في المجتمع وفي هذه الحالة ينقسم المجتمع الأصلي كما يلي:
أ-فئات أو طبقات وفق خواص و مزايا معينة مثل:السن،المهنة،الجنس؛
ب-يقسم المجتمع الأصلي حسب الفئات المطلوبة، وتأخذ كل فئة على حدا عشوائيا، فمثلا يقسم أفراد المجتمع إلى عمال، طلبة، منتجين؛
ج-نختار شريحة واحدة من شرائح المجتمع، ولتكن العمال مثلا، ثم نختار العدد المطلوب منها، حيث يكون ربع العدد الأصلي، فلو فرضنا أن حجم العينة هو(200شخص) موزعين على (4فئات)، فيكون العدد المقسم هو(50) لكل فئة. وبعد ذلك يبدأ الباحث بإجراء الدراسة وجميع المعلومات وفق هذا العدد وهذا التقسيم.
4- العينة المساحية:هذه الطريقة ذات أهمية كبيرة عند الحصول على عينات تحتل المناطق الجغرافية المختلفة، كما لا يطلب في هذه الحالة إعداد قوائم كاملة لجمع الأفراد أو العناصر داخل المناطق الجغرافية معينة، ولكن نختار المناطق الجغرافية نفسها بطريقة عشوائية، ولكن يجب أن تحتل في كل منطقة إقليمية مختارة كل فئات اجتماعية متمايزة، وبتوضيح أكثر فإن الباحث يختار عينة عشوائية أو منتظمة من الولايات التي تدخل في إطار البحث ثم يختار من بين الولايات المختارة عينة من البلديات، ثم يختار من بينها عينة من الأحياء، المساكن وهكذا... ويمكن اعتبار هذه العينة عينة عشوائية متعددة المراحل.
5- العينة المقيدة: تتطلب بعض البحوث عينات مقيدة محددة بأوساط خاصة، وبذلك تكون عملية اختيار من المجتمع الأصلي عملية مشترطة بشروط تحدد الأفراد الذين تشتمل عليهم العينة المطلوبة، ويتم عملية الاختيار على مرحلتين:
المرحلة الأولى: يتم فيها حصر المستوفين لشروط في المجتمع.
المرحلة الثانية: اختيار العينة المطلوبة من هؤلاء الأفراد مع تطبيق القيود اللازمة على هذا الاختيار.
6- العينة العشوائية المتعددة المراحل:وتستخدم هذه العينة عندما يكون مجتمع البحث كبيرا يتعذر حصر مفرداته،عندها يضطر الباحث للقيام بمراحل متعددة من الاختيار العشوائي،وإذا أردنا التعرف على المستويات الثقافية لموظفي وزارة التنمية الاجتماعية في الجزائر بطريقة عشوائية والتعرف على مستويات أفراد العينة ثقافيا عن طريق المقابلة.
ب- العينات غير الاحتمالية:
وهي التي يكون انتقاء العينة فيها نتيجة الصدفة، ذلك أن اختيار عنصرها يكون غير معروف وغير محدد مسبقا، وتكون على أنواع:
العينة الفرضية:وتتم عندما لا يكون أمام الباحث أي اختيار لا في إحصاء مجتمع البحث ولا في اختيار العناصر بطريقة عشوائية.
العينة النمطية: وتتم عن طريق البحث عن عناصر تكون بمثابة صور نمطية لنفس مجتمع البحث الذي استخرجت منه، فإذا أردنا مثلا معرفة درجة الاهتمام بالأدب عند الطلبة بالجامعة، يكون طلبة الأدب مركز الاهتمام للاعتقاد أن هؤلاء هم أكثر اهتماما بالأدب من غيرهم، فنحن إذن نوجه اختيارنا نحو عناصر لها خصائص تسمح لنا أن نقول عنها أنها نموذج.
العينة الحصصية: وتتم بواسطة سحب عينة من مجتمع البحث بانتقاء نسبة معينة لكل فئة، مع مراعاة أن هناك حصصا يجب احترامها ونسبة مئوية معينة، وهي تشبه العينة الطبقية، ولكنها لا تكون في حاجة إلى سحب عن طريق القرعة، ومن ثمة يستحيل قياس درجة تمثيلها، وهي تستخدم عادة من قبل بعض الهيئات والمنظمات الحكومية لسبر الآراء.
العينة العددية: يعتمد الباحث في بعض الأحيان على خبرته في تحديد اختيار نمط المجتمع الذي يريد أن يبحثه، فقد يختار الباحث مناطق محددة تتميز بخصائص معينة، والاختيار لهذا النوع من العينة يعتمد على الباحث وعلى معرفته لكل المعلومات الإحصائية، وتقترب هذه العينة من العينة الطبقية.
يقوم الباحث باختيار هذه العينة اختيارا حُدد على أساس أنها تحقق أغراض الدراسة التي يقوم بها، فإذا أراد باحث أن يدرس تاريخ التربية في الجزائر، فإنه يختار عددا من المربين كبار السن كعينة قصدية تحقق أغراض دراسته، بحيث أنه يريد معلومات عن التربية القديمة. وهؤلاء الأشخاص يحققون له الغرض، فلماذا لا يأخذهم كعينة؟ إذ ليس من الضروري أن تكون العينة ممثلة لأحد. فالباحث في هذه الحالة يقدر حاجته إلى المعلومات ويختار عينته مما يحقق له غرضه.
عينة الصدفة: وهي أن يتجه الباحث إلى عدد من الأفراد الذين يلتقي بهم مصادفة، ورغم استخدام هذه الطريقة في دراسات الرأي العام والتحقيقات التي يقوم بها التلفزيون، بحيث يستطلع أراء الجمهور حول قضية معينة، إلا أن هذه الطريقة في اختيار العينة لا يمكن الوثوق بنتائج بحثها، حيث يعتقد البعض أنها تمثل المجتمع تمثيلا صادقا.
ثالثا: خطوات تحديد العينة: تتمثل هذه الخطوات في ما يلي:
1- :تحديد مجتمع البحث الأصلي: إن القصد بمجتمع البحث هو المجموع الكلي من المفردات المحدودة أو غير المحدودة ، أما مفردات البحث التي تعرف أيضا لدى الباحثين بعناصر البحث أو وحدات البحث فهي الأجزاء المكونة لمجتمع البحث.
مثال:دراسة ظاهرة تأثير ألعاب الفيديو على قيم الأطفال.
فالأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو هم مجتمع البحث، والطفل الواحد الذي يمارس ألعاب الفيديو هو مفردة البحث، ومجموع هذه المفردات تشكل مجتمع البحث.
إن الباحث لا يستطيع الشروع في انجاز الدراسة حتى يتعرف بصورة جيدة على مجتمع البحث،أي أساس نجاح التعيين يقوم أولا على تحديد حجم مجتمع البحث الأصلي وما يحتويه من مفردات،إلى جانب التعرف على تكوينه تعرفا دقيقا يشمل طبيعة وحداته هل هي متجانسة أم متباينة ولن يتمكن الباحث من الوصول إلى ذلك إلا بعد الدراسة الدقيقة من خلال الاعتماد على الأساليب العلمية المعروفة مثل: الأبحاث الاستكشافية،الدراسات المسحية.
وهنا يمكن الإشارة إلى أنه على مستوى بعض الحالات الدراسية كما سبق التطرق إلى ذلك يمكن حصر مفردات مجتمع البحث الأصلي نظرا لصغره أو توفر إمكانيات تعداد وحداته وإعداد قائمة بجميع وحداته، لكن في بعض الحالات الدراسية الأخرى يصعب تحديد حجم مجتمع البحث.
2- تحديد حجم العينة: قبل الإقدام على اختيار العينة من مجتمع البحث الأصلي لابد من ضبط العدد الحقيقي للمفردات الذي يدخل في تكوين العينة في إطار التمثيل السليم للمجتمع المبحوث، وتحقيق الأهداف البحثية المطلوب.
وهذا الاختيار أي اختيار العينة يخضع عمليا إلى عدة عوامل منها:
- طبيعة التكوين الداخلي للمجتمع الأصلي من حيث تجانس أو تباين وحداته؛
- طبيعة المعالجة والمستوى العلمي للعينة مقارنة بالموضوع المبحوث؛
رابعا: مزايــا وعيــوب العـينـة:
أ - مــزايا العــينة:
- الاقتصاد في التكاليف؛
- الاقتصاد في الوقت؛
- الاقتصاد في الجهد البشري؛
- التوصل إلى نتائج بأسرع وقت.
ب- العيوب:
- الخطأ في اختيار العينة يؤثر في نتائج البحث؛
-حجم العينة في بعض الأحيان يؤثر على نتائج البحث؛
-في بعض الأحيان تحدث أخطاء نتيجة ردود فعل العينة التي يقوم الباحث بدراستها؛
-اختيار العينة في بعض الأحيان لا يتناسب مع نوعية الدراسة ومستواها.