تمهيد:

البحث العلمي مهما كان شكله لديه مجموعة من المواصفات والخصائص وهي التي تفرقه عن الكتب، وهي خاصة وهامة ويجب توفرها وفي حالة غيابها يمكن رفض البحث يتضمن البحث العلمي مجموعة من المراحل والخطوات الضرورية الإتباع والاحترام حتى يسير بشكل مترابط ومتصل وسيتم التطرق لهذه الخطوات بالتفصيل من خلال هذا المحور.

أولا: تحديد مشكلة البحث

تعتبر تحديد مشكلة البحث من أهم خطوات البحث العلمي، حيث أنها تؤثر تأثيرا كبيرا على جميع الخطوات التي تليها، فهي تحدد للباحث نوع الدراسة التي يمكن القيام بها وطبيعة المنهج الذي يتبعه ،وكذا خطة البحث وأدواته ونوعية البيانات والمعلومات التي يحتاجها في البحث.

إن أولى الخطوات عند إعداد البحث العلمي هي اختيار موضوع البحث وهي مهمة تتفاوت صعوبتها بتفاوت قدرات الباحثين وإمكانية وظروف كل باحث. فينبغي على الباحث أن يحدد مشكلة البحث بصورة دقيقة ويصيغها بشكل واضح، حيث تتضمن هذه الصياغة وصفا لخلفية هذه المشكلة وشرحا منطقيا لأهميتها والحاجة إليها سواء من الناحية النظرية أو التطبيقية.

1. تعريف مشكلة البحث:

تعرف بأنها عبارة عن موضوع يحيطه الغموض أو أنها ظاهرة في حاجة إلى تفسير أو خلاف في حاجة إلى حسم ،ويستطيع الباحث أن يستخلص مشكلة بحثه من مصادر مختلفة منها:

·     مجال العمل أو التخصص.

·     الخبرة الميدانية.

·     الاطلاع على الدراسات السابقة لنفس الموضوع.

·     الاطلاع على المصادر العلمية والمراجع.

2.خطوات تحديد مشكلة البحث:

إن عملية تحديد المشكلة تتضمن عدد من الخطوات المتداخلة وهي كالأتي:

·     التأكد من أبعاد البحث وأهميته وأهدافه، ولا بد من تحديد  حدود المشكلة والأسباب التي أدت إليها، طبيعتها، نشأتها، وتطورها التاريخي.

·     فهم ودراسة خلفية المشكلة من خلال استطلاع الدراسات السابقة.

·     تعريف وضبط المشكلة بدلا من استخدام المرادفات.

·     تحديد متغيرات الدراسة والعلاقة بينهما

·     صياغة الإشكالية، والأسئلة الفرعية وفرضيات البحث.

3.صياغة الإشكالية:

يقصد بإشكالية البحث طريقة معالجة المشكل المطروح للبحث، وتمثل هذه الطريقة في انتقال الباحث من وضع عام تجسده المشكلة إلى وضع خاص تجسده الإشكالية، ويمكن صياغتها في شكل سؤال هام وجوهري يدور حول مشكلة البحث، وقد تكون مركبة من مجموعة من التساؤلات أو الأسئلة الفرعية، حيث تجمع الإشكالية بين متغيرين أو أكثر في الدراسة.

ثانيا: جمع البيانات والمعلومات المتصلة بمشكلة البحث

تشمل هذه المرحلة الإحاطة بجميع أدوات البحث اللازمة للقيامة به، حيث نجد:

أدوات جمع المعلومات: كالوثائق والاستمارات والمقابلات.. الخ، وسيتم التفصيل في هذه الأدوات في الفصل الموالي والمعنون بأساليب جمع البيانات والمعلومات.

أدوات معالجة المعلومات: كالنماذج القياسية والبرمجيات.

أدوات تحليل المعطيات: بعد تفريغ البيانات يتم تحليلها، وعادة مايتم اللجوء إلى نوعين من التحليل:

· المعالجة الكمية: وهذا باستخدام الحسابات الإحصائية ويكون ذلك عن طريق: الإحصاء الوصفي والمتمثل في: مقاييس النزعة المركزية )المتوسط الحسابي، المنوال، الوسيط ( ومقاييس التشتت )  الانحراف المعياري، التباين...الخ، والإحصاء الاستدلالي وذلك من أجل البحث عن العلاقات ذات الدلالة بين المتغيرات وتسمح باستخراج معاملات الارتباط.

 ·     المعالجة الكيفية: وتهدف هذه المعالجة إلى تفسير الإجابات المقدمة إحصائيا ،وهي ذات طبيعة اقتصادية، اجتماعية .

ثالثا: وضع الفرضيات

إن أهمية استخدام الفرضية العلمية في البحث تكمن في توجيه جهود الباحث في المعلومات والبيانات المتصلة بالفرضيات فهي توفر الكثير من الجهد الذي يبذله الباحث في الحصول على معلومات سرعان ما يكتشف عدم حاجته إليها، كما أنها تحدد الإجراءات والأساليب المناسبة للبحث لاختبار الحلول المقترحة ومن خلال هذا المبحث سنتعرف على أهم ما يجب معرفته عن الفرضية.

1.تعريف الفرضية:

المقصود من كلمة فرض أو فرضية تعميم أو تعميمات لم تثبت صحتها يقوم الباحث باختبارها للتحقق من مدى صحتها، كما تعرف الفرضية بأنها فكرة مبدئية تربط بين ظاهرة أو متغير وبين متغير ومتغيرات أخرى يحاول الباحث أن يتحقق من صدقها من خلال خطوات منهجية محددة، وعليه فان الفرضية نوع من الحدس بالقانون أو التفسير المسبق للظواهر، تحتمل الصدق والخطأ، وعندما يثبت صحتها تصبح قانونا عاما يمكن تعميمه.

فهي تمثل في ذهن الباحث احتمالا لحل مشكلة البحث، ومن هنا يمكن اعتبارها حلولا محتملة أو متوقعة مؤقتة لمشكلة قيد الدراسة.

  2. شروط الفرضية العلمية:

عند صياغة الفرضيات يجب إتباع واحترام مجموعة من الشروط وهي:

·     يجب أن تصاغ بعبارات واضحة بأن تكون المفاهيم الواردة فيها معرفة تعريفا واضحا وتؤدي معنى محدد بعيدا عن التأويل،كما يجب أن تصاغ باختصار.

·     ينبغي أن تكون الفرضية بديهية أي لا مجال للشك فيها.

·     يجب أن تكون قابلة للاختبار بطرق البحث المتبعة.

·     خلو الفرضيات من التناقض فيما بينها في حالة تعددها، وكذا فيما بينها وبين النظريات والقوانين والمسلمات العلمية )أي لا تكون مخالفة للقوانين والنظريات السابقة(.

رابعا: اختبار الفروض

بعد تحديد الفروض يقوم الباحث بدراستها فرضا تلو الأخر، ويمكن التحقق من صحة الفروض أو خطئها إما بطريقة مباشرة عن طريق الملاحظة أو التجربة، أو بطريقة قياسية التي تنحصر في استنباط إحدى نتائج الفرض بطريقة منطقية، ثم التأكد من صدقها بالملاحظة والتجربة.

ويعتمد النجاح في عملية اختبار الفروض اختبارا علميا سلميا على مدى توافر البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة، ومدى دقتها، ومدى استخدام الأدوات والأساليب المناسبة لتحليل تلك البيانات واستخلاص النتائج التي يمكن على أساسها التحقق من صحة أو خطأ الفروض التي تم تحديدها.

خامسا: تحليل البيانات وتفسيرها

بعد أن يقوم الباحث بوضع الفرضيات الخاصة بمشكلة البحث، يبدأ بالتحقق من صحة هذه الفرضيات عن طريق إجراء اختبارات وتجارب، يصل من خلالها إلى مجموعة من البيانات يتم تسجيلها وحفظها في صورة جداول ورسوم بيانية تسهل قراءتها، وبعدها تحليل هذه البيانات إحصائيا باستخدام الأدوات المناسبة لها قصد الخروج بالنتائج التي يمكن أن تساعد الباحث في التوصل إلى حل لمشكلة البحث.

سادسا: الاستنتاجات والتوصيات

الاستنتاجات هي مرحلة تحديد نتائج البحث التي استخرجت على ضوء تحليل البيانات في المرحلة التي سبقتها، واستنادا للأدلة الإحصائية المنطقية التي توفرت للباحث .أما التوصيات فهي العلاجات التي يوصي بها الباحث وتكون على صورة اقتراح وليس أمرا أو تحذيرا.

ومن خلال هذه المرحلة يمكن للباحث إيجاد حل المشكلة المطروحة وبالتالي الإجابة عن الإشكالية والأسئلة الفرعية المطروحة في بداية البحث.

   سابعا: كتابة التقرير

كتابة تقرير البحث تعتبر مرحلة مهمة في منهجية البحث العلمي، وعادة ما ينبغي والذي يتم بعد الحصول على النتائج البحثية. أن تراعي مجموعة من النقاط وهي:

·     تحديد المشكلة التي هي موضع اهتمام البحث العلمي.

·        الإشارة إلى إجراءات البحث ضمن الصورة الكلية لتصميم البحث أي ينبغي توضيح المنهج المعتمد في الدراسة، وطرق جمع المعلومات بجانب الطرق الإحصائية الموظفة بنفس البحث لأغراض التحليل.

 ·        ينبغي الإشارة إلى نتائج البحث.

 ·        يجب أن يكتب الباحث تقريره بأسلوب علمي سليم، يتضمن كل المراحل السابقة الذكر من تحديد للمشكلة إلى مرحلة متقدمة من النتائج والتوصيات. ولكل باحث أسلوبه وطريقته في الكتابة، ويصعب أن يرشد الآخرين فيما يتصل بالتعبير عن أفكارهم، وهناك وسائل عديدة يمكن أن تسهم في تحسين أسلوب الباحث وتصب في جودة التقرير، ويكمن ذلك في انتقاء العبارات السلسة والمباشرة، والابتعاد عن الغموض والحشو والتعقيد .ويمكن تلخيص مقومات التقرير الجيد فيما يلي: الوضوح، الدقة، الصياغة الجيدة، لموضوعية والأمانة العلمية، الالتزام بقواعد الكتابة الخاصة بالبحوث والالتزام بالتسلسل المنطقي لسير عملية البحث.


 


Last modified: Friday, 15 March 2024, 4:12 PM