Skip to main content
Completion requirements

ظهور مصطلح صعوبات التعلم:

      يمكن القول بأن عقود الأربعينات والخمسينات وحتى بداية الستينات من القرن العشرين لم تشهد وجود حقل معروف ومعترف به رسميا لصعوبات التعلم، بالرغم  من الباحثين والعاملين في  العيادات والمدارس كانوا يتعاملون  مع هذه الفئة لكن تحت تسميات مختلفة، ومن أكثر هذه المصطلحات شيوعا في هذه الفترة (الحبسة Aphasie  )  أي  فقدان القدرة على الكلام نتيجة أذى أصاب المخ أو اضطراب في اللغة أو إعاقة إدراكية أو عصبية. (مجدي عزيز إبراهيم، 2004، ص151).  

       وقد هيأت المناقشات والدراسات التي كانت تدور في الأوساط الطبية والنفسية والتربوية حول هذه الفئة  البيئة لأن يطرح كيرك في عام 1962  مصطلح صعوبات التعلم، وألقي مزيد من الأضواء على هذا المفهوم في مقالة لاحقة ظهرت له بالاشتراك مع بيتمان، ثم عاد كيرك ليطرح المصطلح نفسه في مؤتمر اكتشاف الطفل المعاق إدراكيا الذي عقد عام 1963 في شيكاغو بهدف توحيد جهود أولياء الأمور الذين كانوا يشكلون جمعيات للعناية بهذه الفئة والدفاع عن حقوقها في الخدمة التربوية الخاصة، واعتقد أن هؤلاء الأطفال لا يمكن أن يصنفوا على أساس عصبي، لأن مشكلاتهم الأساسية تكمن في التعلم، مما يدعو تصنيفهم على أساس تربوي. ولقد استخدم كيرك مصطلح  صعوبات التعلم لوصف مجموعة من ا أطفال الذين يعانون من اضطرابات في تطور اللغة والكلام والقراءة ويتصل بها من مهارات التواصل اللازمة للتفاعل الاجتماعي، مع استبعاد ذوي الإعاقات الحسية والتخلف العقلي ( راضي الوقفي، 2009، ص 32). وفي عام 1969  تم إصدار القانون العام رقم 91/230، والمعروف باسم قانون صعوبات التعلم الخاصة، ونجد أن ما حدث بعد ذلك لم يكن مسبوقا من قبل، فلم ينمو أي مجال بهذه السرعة سابقا.  ويمكن القول أن التطورات التي لحقت بمجال صعوبات التعلم شملت الأهداف والأساليب والطرق والبرامج والأنشطة وقد عكس هذا تحسنا ملحوظا ومطردا في مجال صعوبات التعلم خلال العقود الثلاثة الأخيرة من هذا القرن. (مجدي عزيز إبراهيم،2004،ص 151). 

    وعليه قد ألقي هذا المصطلح  قبولا عامين كمظلة تغطي أنماط متنوعة  من مشكلات التعلم، لكونه ذا مضمون تربوي ولأنه يحمل الأمل للآباء والمعلمين  لتجاوز الصعوبة،ولأنه يتجنب استخدام التعابير الطبية، وكان هذا حافز لتكوين جمعية الأطفال ذوي صعوبات التعلم، ويعتبر كبداية لظهور حقل صعوبات التعلم كحركة اجتماعية سياسية تربوية، ومع أن هذه جمعية أباء،  إلا أن هيئتها  الاستشارية  تكونت من (كيفارت وفروستيج  ومايكلبست )  وغيرهم من كبار المتخصصين في هذا الميدان، وقد حشدت هذه الجمعية مساندة القوى الاجتماعية للاعتراف بوجود هذه الفئة والعمل على تقديم الخدمة  التربوية لأفرادها في المدارس، وإليها يعود الفضل في إصدار التشريعات التربوية لهذه الفئة(راضي الوقفي، 2003، ص 18) 

 

Last modified: Friday, 10 March 2023, 8:41 PM