الدين علاقة تتطلب مبادرة إيجابية من الإنسان. كذلك تعددتالتعريفات للفلسفة. وقد حصلت تطورات عميقة وملفتة في هذهالأخيرة حسب مراحل تنامي المعرفة البشرية. ونجدها اليوم تتدخلفي العديد من المدركات والتخصصات.

وبتعرفنا على المفردتين كل على حدة صار سهلاً فهمالاصطلاح الناتج من تركيبهماء فنعرف أن فلسفة الدين: (هي فرعأو نوع من الفلسفة المضافة تهتم بدراسة الظاهرة الدينية وتحليلهاونقدها).

ومن خلال هذا التعريف ندرك أن هذا الفرع لا يختصبملة دون أخرى؛ بل يشترك في طلبه المعنيين بالفلسفة علىاختلاف مشاربهم. ولكن لا يعني هذا أن اللاهوت التقليدي لميكنملتزماً جادة البحث العقلي الموضوعيء بل في أبحائه كثيراً ماتجد شواهد على التجرد التام في بحث القضاياء بما يصل إلى نتائجتتصادم وبعض الرؤى الدينية. هذا وأن التعبير ب (العقل مجرداً)و(موضوعياً) قد أسيء استخدامه بأن وظف لتكريسالإيديولوجيات الغربية. وفي هذا تناقض؛ لأن العقل لا يكونمجرداً مع دمجه بأي فكر أو رؤية مسبقة» حتى لو فرض أن لهانصيباً ما من الوجاهة. والفكر الغربي لم يسلم من نقد بأقلام أساطينهومفكريه؛ نقد لمفردة (العقل) التي تصاغ على ضوء معاييرهالاجتماعية. وقد صيغ عندهممصطلح (العقل الأداتي) للتعبير عنحالة الابتعاد عن العقل الموضوعي والتي تسيطر الآن على نمطالتفكير الغربي.

ثم إنه لا ريب أن فلسفة الدين لها تميزها عن علم الكلامالتقليدي» ولو بمجرد اهتمامها بالدين ككلء بما يشمل حتى الفقهوالأخلاق. وأما بالنسبة للمنهج فيها فهو المنهج الفلسفي عموماًوهذا يقودنا إلى إن كل مذهبء بل كل فيلسوف» حري يتقديمرؤية خاصة لفلسفة الدين بحسب المنهج الذي أسس لوجاهته

 

 

 

 

 

من الأسئلة التي تطرح وفي ميادين عدة: كيف نشأ الدين؟كما أن لهذا السؤال أجوبة متعددة تبعا للحقول أو الموضوعاتالمعرفية التي تناولته. وقد شاع في التداول: أن سبب نشوء الدين هوأن الإنسان البدائي كان عاجزاً عن تفسير الظواهر الطبيعية السماويةوالأرضية التي تثير في نفسه الرعب والهيية: مثل الرعد والزلازلوالبراكين وما شاكل؛ فقاده عقله الساذج إلى افتراض غيبياتتتحكم بوجوده وبوجود هذه الظواهرء أو اعتبر الظواهر نفسها قوىتتسلط على حياته وتتحكم بمصيره؛ وهكذا نشأ الدين أول مرة.

تُداول هذا التفسير بكثرة كما قلنا. ولكن متداوليه يغفلونفي العادة ذكر القيمة العلمية له. إذ أن هذا التفسير في واقعه لايعدو أكثر من استنتاج تخميني. وما عثر عليه من دلائل علىديانات بدائية تعبد الظواهر الطبيعية -الآن وفي الماضي- لا يكفيبحد ذاته لاستنتاج أن الدين أصلاً بدأ بهذا الشكلء إذ يمكن أنيحدث الدين البدائي كانتكاسة عن دين أكثر رقياً بين المتدينينبه؛ كما تخبرنا قصة عبادة اليهود العجل المنقولة في الأديانالإبراهيمية مثلاً. وهذا الأمر -أي الانتكاس والردة عموماً- فيواقعه أمر ممكنء ولا مبرر ينهض برجحان الاحتمال الآخر عليه إلابالتحكم والمصادرة.

وفي الفقرة التالية سنعرض بعض المحاولات المقدمةلتفسير نشوء الظاهرة الدينية فى المجتمع الإنساني.


الدين واكب الحضارة الإنسانية دائما» وعند المقارنة يتتضحبأن الإلحاد -بغض النظر عن حقانيته أو بطلانه- شذوذ عن النمطالسائد في المجتمع البشري. وتنفع فلسفة الدين في فهم هذهالظاهرة.

وبالنسبة لمنشأ الدين فعديدة هي النظريات فيه ومن أوجهنظر مختلفة. ويبتني القول بأن منشأه عجز الإنسان عن تفسيرالمخوفات الطبيعية؛ يبتني على تخمين صريح. يميل كونت إلىفكرة (إله الفجوات) أي الحاجة الإنسانية إلى الدين لتفسيرالغوامضء حاجة تتضاءل بتقدم العلوم وانجلاء تلكمالغوامض.

مفهوم (إله الفجوات) لا مجال له مع المعتقدات التي تعتبر القوانينالعلمية تأكيداً لدور الإله المقنن لا إلغاء لفكرة الإله تماماً. واعتقدالبعض -مثل دوركهايموفرويد- أن عبادة الطوطم تمثل أصلالديانات؛ من ناحية أنها تبدأ بفكرة تقديس الجماعة أو العشيرة.

وقدم فرويد تكهناً خيالياً حول كيفية تأسيس الطوطم. والواقعالتأريخي يكذّب اعتماد العقل الجمعي كأصل للأديان: بل الأديانتبدأ بأفراد من منظريها لتعم المجتمعات؛ لا العكس. محاولة أخرىلتفسير نشوء الدين تستبطن أكثر من رؤية؛ تعتمد على الاضطراباتالنفسية عند البشر في ذلك. اعتقد فرويد أن الدين من تداعياتعقدتي أوديب وإليكتراء في حين اعتقد تايلور أن الدين نتج عنالتباس الأمر بشأن الواقع في الأحلام وهو رأي جابهه دوركهايمبشدة. والدراسات الحديثة تقدم مقاربة مفادها: أن الدين لا يمكنأن يكون نتيجة للاضطرابات النفسية؛ بالنظر لما يسجل من نجاحات في علاجها. كذلك لايصح أن تعمم نشائج فحوصاتتمت على أشخاص مضطربين نفسياً لتشمل الواقع السيكولوجيلكل المجتمع.

هناك أيضاً محاولة -هي الأخرى مؤسسة على التخمين-تعد الدين عرضاً من ااعراضل اقتران الإتشبانوانقضالهعو :واقعم

 

 

 

 


Modifié le: samedi 10 décembre 2022, 14:41