لكي يحقق الإرشاد النفسي أهدافه فإنه يستخدم مجموعة من المناهج و الإستراتيجيات تتمثل فيمايلي:

1- المنهج النمائي (التنموي أو الإنشائي):           

   يطلق عليه الإستراتيجية الإنشائية؛وذلك لكونه يهتم بتعزيز الجوانب الايجابية لدى الفرد وتنميتها

(الحارثي،2015،ص 17)،وترجع أهميته إلى أن خدمات على النفس الإرشادي تقدم أساسا إلى

العاديين لتحقيق زيادة كفاءة الفرد الكفء وإلى تدعيم الفرد المتوافق إلى أقصى حد ممكن.ويتضمن هذا

المنهج الإجراءات التي تؤدي إلى النمو السوي السليم لدى الأسوياء والعاديين،خلال رحلة نموهم طوال

العمر حتى يتحقق الوصول بهم إلى أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة النفسية،والسعادة والكفاية

يتحقق ذلك عن طريق معرفة وفهم وتقبل الذات ونمو مفهوم موجب للذات وتحديد أهداف سليمة للحياة

وأسلوب حياة موفق بدراسة الاستعدادات والقدرات والإمكانات وتوجيهها التوجيه السليم نفسيا وتربويا

ومهنيا.ومن خلال رعاية مظاهر نمو الشخصية جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا.ويهدف بالدرجة

الأولى إلى تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق النمو السوي المتوازن المتكامل،والذي يشمل الجوانب

النمائية المختلفة (الجسمية،العقلية،الاجتماعية،النفسية) للطالب حتى يصل إلى أعلى مستوى من النضج

والصحة النفسية،ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال مراعاة مطالب النمو لكل مرحلة تعليمية يمر بها

الطالب،لأن النمو السوي يتطلب توفير جميع الوسائل والإجراءات التي تؤدي إلى النمو السليم،هذا إلى

جانب استثمار وتنمية قدرات الطالب وطاقاته لأقصى حد ممكن (أبو أسعد أحمد،دت،ص 349).  

ومن أهم مجالات تحقيق المنهج النمائي:

أ- معرفة وفهم وتقبل الذات.

ب- نمو مفهوم موجب للذات.

ج- تحقيق وتحديد أهداف سليمة للحياة.

د- أسلوب موفق لدراسة القدرات والميول.

ه- رعاية مظاهر نمو الشخصية جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا.

كما يهتم المنهج النمائي بدراسة موضوعات مثل العادات والاتجاهات السلبية،ومفهوم الذات،وتعديل

السلبيات وتدعيم الإيجابيات،وذلك من خلال البرامج الإرشادية.

ومن الجوانب التي يمكن تنميتها عند الأفراد في هذا الإطار مايلي:

- برنامج لتنمية الاستقلالية والاعتماد على النفس.

- برنامج لتنمية الدافعية نحو التعليم.

- برنامج لتنمية روح الفريق والقيادة.

- برنامج لتنمية القدرة على التخطيط لشغل أوقات الفراغ.

- برنامج للتدريب على طرق الاستذكار الجيد (أبو أسعد،دت،ص 350).

2- المنهج الوقائي:

يشير أبو أسعد (دت:362) أن الوقاية هي أي جهود أو ممارسات علمية تبذل بهدف تجنب أو منع أو

التقليل من فرص وقوع المشكلات، سواء كانت هذه المشكلات جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو ثقافية

التي قد يواجهها بالأخص الأفراد أو الجماعات المعرضة أكثر للمخاطر مثل:

الرضع،الأطفال،المراهقين،الشباب،المسنين، النساء،الحوامل،المدخنين.. يطلق على هذا المنهج

(التحصين النفسي) ضد المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية،ويهتم بالأسوياء والأصحاء قبل

اهتمامه بالمرضى ليقيهم ضد حدوث المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية.  

يهدف هذا المنهج إلى محاولة منع المشكلة أو الاضطراب،بإزالة الأسباب المؤدية إلى ذلك،كما أنه

يعمل على الكشف عن المشكلات السلوكية والانفعالية في مراحلها الأولى مما يسهل التصدي لها و

مواجهتها.    

ويشير الببلاوي وعبد الحميد (2002: 10) إلى أن للمنهج الوقائي ثلاثة مستويات هي:

الوقاية الأولية: وتتضمن محاولة منع حدوث المشكلة أو الاضطراب أو المرض بإزالة أسبابه.   

الوقاية الثانوية: وتتضمن محاولة الكشف المبكر وتشخيص الاضطراب في مرحلته الأولى بقدر

الإمكان للسيطرة عليه ومنع تطوره وتفاقمه.                                         

الوقاية من الدرجة الثالثة: وتتضمن محاولة تقليل الآثار الناتجة عن حدوث الاضطراب أو المشكلة.

3- المنهج العلاجي:

هناك بعض المشكلات والاضطرابات قد يكون من الصعب التنبؤ بها فتحدث فعلا،ويتضمن دور المنهج

العلاجي في علاج المشكلات والاضطرابات النفسية حتى العودة إلى حالة التوافق والصحة النفسية.   

ويهتم المنهج العلاجي بنظريات الاضطراب النفسي وأسبابه وتشخيصه وطرق علاجه وتوفير

المرشدين والمعالجين والمراكز والعيادات والمستشفيات النفسية. ويحتاج هذا المنهج إلى تخصص أدق

في علم النفس الإرشادي والعلاجي إذا قورن بالمنهجين التنموي والوقائي،وهذا أكثر المناهج تكلفة في

الوقت والجهد،ونسبة نجاح الإستراتيجية العلاجية لا تكون 100٪،وقد يلفت الزمام من يد المرشد إذا

ما بدأ العلاج بعد فوات الأوان (أبو أسعد،دت،ص 368).   

Last modified: Saturday, 14 January 2023, 7:33 PM