عندما نتحدث عن عملية الإرشاد النفسي فإننا نتحدث عن شخص مؤهل في علم الإرشاد النفسي

يطلق عليه المرشد النفسي وشخص آخر بحاجة إلى مساعدة يطلق عليه المسترشد. يسعى المرشد من

خلال مقابلته مع المسترشد إلى مساعدته على فهم نفسه،وتحديد قدراته واستعداداته وميوله،وتوضيح

اتجاهاته ودوافعه ومعرفة مشكلته وظروفه البيئية التي يعيش فيها،والإمكانات المتاحة له والعمل على

مساعدته للتكيف مع تلك الإمكانيات وتخطيط مستقبله لتحقيق طموحاته وآماله في ظل ظروفه وقدراته

المتنامية أثناء الإرشاد(أوراغي،2017،ص28)،

حيث يرى باترسون (Patterson,1974) أن الإرشاد يتضمن المقابلة في مكان خاص يستمع فيه

المرشد ويحاول فهم المسترشد،ومعرفة ما يمكنه تغييره في سلوكه،بطريقة أو أخرى،يختارها ويُقرها

المسترشد.(أبو عطية،2015،ص 15).

وبذلك تعتبر"المقابلة" أحد الجوانب الأساسية في الإرشاد،ويليها "الإنصات" فكافة المرشدين

يستمعون إلى عملائهم لكن بطريقة خاصة،أما الجانب الثالث فيتمثل في"فهم المسترشد" وذلك في

إطار علاقة خاصة لأن ما يجري من كلام يبقى سرا بين المرشد ومسترشده.ولكي يتميز الإرشاد

النفسي عن غيره من المقابلات يوجد شرطان لاعتبار العلاقة إرشادا.

الشرط الأول: وهو أن أحد المشتركين(المسترشد) يعاني من مشكلة نفسية على وجه الخصوص؛و

الشرط الثاني:( يترتب عن الأول) أن المرشد شخص متمرس وماهر في العمل مع المسترشدين

الذين يعانون من مشاكل نفسية،تلقى تدريبا خاصا وإعدادا في هذا المجال.   

و الميزة التي تنفرد بها العلاقة الإرشادية هي أنها:

- علاقة بين مسترشد يعاني من مشكلة نفسية ومرشد متمرس في تقديم المساعدة لمثل هذه الحالات،

وعلاقة هادفة يعلم بذلك كل من المرشد والمسترشد تسودها الثقة والطيبة.(تعوينات علي،دت،ص

02) فالعلاقة العلاجية عموما ليست إلا نوعا من العلاقات الطيبة بين الأشخاص وتتضمن القبول و

التقبل و الاحترام والفهم والثقة المتبادلة،كما أنها حقيقية وصادقة.

توجد مجموعة من السمات والخصائص تميز العلاقة الإرشادية عن أية علاقة أخرى حتى ولو تتصف

بها في عدد من الجوانب وهي:

1- أن العلاقة الإرشادية متدرب عليها ومتعلمة،وليست مجرد علاقة عابرة.

2- أن ممارسة تلك العلاقة يتطلب مرانا وخبرة،فالقدرة على تطبيق تلك القواعد إنما ترتبط بالسمات

النفسية والصحة النفسية للفرد الذي يمارسها،واتجاهاته وبنائه الشخصي.

3- العلاقة الإرشادية علاقة رسمية بين طرفين لا توجد بينهما علاقة سابقة،وهدف هذه العلاقة هو

تحسين الصحة النفسية والتوافق المفقودين جزئيا أو كليا.

4- أن تلك العلاقة تقوم بين فرد مدرب وآخر يحتاج إلى المساعدة بسبب اضطرابه وصراعه الناشئ

عن مشكلة لا يستطيع حلها.

5- أن تلك العلاقة تقوم بطلب أو رغبة من الشخص المضطرب وهي تستمر برغبته وهي مشروطة

ب:

الخصوصية و السرية والزمن المحدد والانتظام على أساس مواعيد محددة.

6- هي علاقة أشد عمقا وثقة من أية علاقة اجتماعية أخرى بسبب خلوها من التكلف والأهداف الخفية

التي قد يقصدها كل فرد فيها.

ويرى كارل روجرز أن فلسفة الإرشاد النفسي تتلخص في ثلاث مفهومات هي:

- أن كل فرد هو شخص ذو قيمة في حد ذاته، وبالتالي يجب احترامه وتقديره.

- أن كل فرد قادر على القيام بمسؤولية نفسه، فهو يستطيع في ظل ظروف ملائمة أن يكون مسؤولا

مستقلا ممارسا لتحقيق ذاته.(تعوينات علي، دت،ص 02)

- لكل فرد الحق في توجيه نفسه بنفسه و اختيار قيمه وأهدافه واتخاذ قراراته بنفسه.

وتقدم لجنة الإرشاد النفسي تصورا لخصائص الإرشاد النفسي كالتالي:

1- الإرشاد النفسي علم وفن.

2- الإرشاد النفسي هو أحد فروع علم النفس التطبيقية وهو من المهن المساعدة التي تقدم خدمات

للأشخاص وهو يشبه في هذا الجانب مهنا أخرى مساعدة مثل: الخدمة الاجتماعية والعلاج النفسي.

3- المرشد النفسي مهني متخصص ومتدرب،ولذلك يتم اختياره بدقة ويتم تدريبه على العملية

الإرشادية،ويعمل في ضوء ميثاق أخلاقي خاص بالمهنة.

4- الإرشاد النفسي عملية،بمعنى أنه ليس موقفا عارضا أو يتم بطريقة عشوائية ولكنه عملية مخططة

تتم في شكل منظومة منطقية.

5- يتم تقديم الخدمات الإرشادية من خلال علاقة إنسانية مهنية دينامية هادفة تتم وجها لوجه بين مرشد

نفسي و مسترشد،قد يتم تقديم الخدمات الإرشادية من خلال وسيط بين المرشد النفسي والمسترشد مثل

الوالدين والمعلم.

6- الإرشاد النفسي ذو طبيعة نمائية حيث يعمل على رعاية مظاهر النمو المختلفة (الجسمية،العقلية،

الانفعالية،الاجتماعية) ثم يعمل على تسهيل عملية النمو بإزالة معوقات النمو وتنمية الإمكانيات

والقدرات وإشباع الحاجات.

7- الإرشاد النفسي ذو طبيعة وقائية؛أي يعمل على منع حدوث المشكلة أو الاضطراب وذلك بإزالة

الأسباب والكشف المبكر عن الأعراض أو التقليل من الآثار المترتبة عن المشكلة،وتتمثل الإجراءات

الوقائية بتوفير كل ما يلزم لتحقيق الذات وزيادة الوعي والفهم وإشباع الحاجات و معرفة الحقوق

والواجبات،وتحقيق التوازن بين مصالح الشخص ومصالح المجتمع ويتم ذلك في كل قطاعات

ومؤسسات المجتمع مثل المدرسة والأسرة والمصنع ووسائل الإعلام.

8- الإرشاد النفسي ذو طبيعة تعليمية،فهو يساعد المسترشد على تعلم كيفية تحديد مشكلته وعرضها

ومعرفة أسبابها وآثارها،ثم تعلم طرق تفكير إيجابية واكتساب أنماط سلوكية جديدة،وذو طبيعة علاجية؛

فهو يعالج المشكلات السلوكية والاضطرابات الانفعالية والمشكلات المرتبطة بالنمو والصعوبات

المرتبطة بالتعلم.(لجنة الإرشاد النفسي،دت،ص 8).

آخر تعديل: السبت، 14 يناير 2023، 7:17 PM