إن أهداف الإرشاد النفسي كثيرة ومتعددة وتختلف باختلاف مجالاته إلا أنها تحدد وجهة كل من

المرشد والمسترشد وعملية الإرشاد نفسها وأهم الأهداف التي يسعى الإرشاد إلى تحقيقها مايلي:

1- تحقيق الذات: Self-actualization  

إن الهدف الرئيسي للإرشاد هو العمل مع الفرد لتحقيق ذاته والعمل مع الفرد يقصد به العمل معه

حسب حالته سواء كان عاديا أو متفوقا أو ضعيفا أو متأخرا دراسيا أو جانحا ومساعدته في تحقيق ذاته

إلى درجة يستطيع بها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه(سليمان عبد الواحد،2010،ص 464)

فالفرد له دافع أساسي يوجه سلوكه وهو دافع تحقيق الذات ونتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه

استعداد دائم لتنمية معرفة ذاته،وفهم وتحليل نفسه وفهم استعداداته حتى يُقيم نفسه وبالتالي يوجه ذاته

ويوجه حياته بنفسه بذكاء وبصيرة وكفاية في حدود المعايير الاجتماعية لتحقيق هذه الأهداف.وبالتالي

فإن الإرشاد النفسي يهدف إلى نمو مفهوم موجب للذات،ومفهوم الذات هو المحدد الرئيسي للسلوك

(الفرخ و تيم،1999،ص 27).       

2- تحقيق الصحة النفسية:

أشار فرويد حول معيار الصحة النفسية بقوله: " فالإنسان السليم نفسيا هو الإنسان الذي تمتلك الأنا

لديه قدرتها الكاملة على التنظيم والانجاز،ويمتلك مدخلا لجميع أجزاء الهو ويستطيع ممارسة تأثيره

عليه،ولا يوجد هناك عداء طبيعي بين الأنا و الهو،إنهما ينتميان لبعضهما بعضا ولا يمكن فصلهما عمليا

عن بعضهما في حالة الصحة "،كما يضم هذا النموذج الأنا العليا،والذي يمكن تشبيهه بالضمير من حيث

الجوهر.وحسب فرويد فإن حالة الصحة النفسية تكون القيم الأخلاقية العليا للفرد إنسانية ومبهجة،في

حين تكون في حالة العصاب(الاضطراب النفسي) مثارة ومتهيجة من خلال تصورات أخلاقية جامدة

ومرهقة.(أبو أسعد، دت،ص 39).وبذلك يتمثل الهدف العام لعملية الإرشاد النفسي في تحقيق الصحة

النفسية،ذلك أن الفرد كثيرا ما يواجه مشكلات وصعوبات وفترات حرجة خلال مراحل حياته المختلفة

وهذه المشكلات وتلك الصعوبات تبعث في نفسه القلق،والإرشاد النفسي يرمي إلى تبصير الفرد

بالمشكلات التي يواجهها والإمكانات المتوافرة لحلها،وهذا يساعد الفرد على إيجاد الحل الملائم الذي

يخفف من التوتر والقلق ويساعد الفرد على التمتع بالصحة النفسية(أبو حماد،2014،ص 13)،فالفرد قد

يكون متوافقا ومتكيفا مع بعض الظروف ولكنه قد لا يكون صحيحا نفسيا لأنه قد لا يكون مسايرا لنفسه

ولكنه مسايرا للبيئة الخارجية.إذن فالصحة النفسية هي أن يكون الفرد راضيا داخليا وخارجيا عن

وضعه.(الفرخ و تيم،1999،ص 29).

3- تحقيق التوافق: Adjustment

يهدف الإرشاد النفسي إلى تحقيق التوافق،أي تناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير

والتعديل حيث يحدث توازن بين الفرد وبيئته وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد ومتطلبات

البيئة.ومن أهم مجالاته مايلي:

أ- تحقيق التوافق الشخصي: هو تحقيق السعادة مع النفس والرضا عنها و إشباع الدوافع

والحاجات الداخلية الأولية الفطرية والعضوية والتوافق لمطالب النمو.           

ب- تحقيق التوافق التربوي: بمساعدة الفرد في اختيار أنسب المواد المدرسية والمناهج في ضوء

قدرته وميوله حتى يحقق النجاح الدراسي.                                          

ج- تحقيق التوافق المهني: باختيار المهنة المناسبة والاستعداد لها علميا وعمليا حتى يكون الفرد

منجزا وكفؤا فيشعر بالرضا والنجاح،أي وضع الفرد المناسب في المكان المناسب له وبالنسبة

للمجتمع. 

د- تحقيق التوافق الاجتماعي: يتضمن السعادة مع الآخرين ومسايرة المعايير الاجتماعية وقواعد

الضبط الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السليم والعمل لخير الجماعة (الفرخ و تيم،1999،ص28).

ويدخل ضمن التوافق الاجتماعي التوافق الأسري والتوافق الزواجي.وبذلك تتحقق الصحة النفسية

وسعادة وهناء الفرد.   

5- تحسين العملية التربوية: تسعى المؤسسة التربوية إلى تحقيق التوافق النفسي والشخصي

والتربوي للتلاميذ فهي بذلك أكثر المؤسسات بحاجة إلى الإرشاد لرعاية التلاميذ وتوفير بيئة مناسبة

للتكيف وتحقيق النجاح والتأقلم مع البيئة المدرسية التي تهدف إلى مساعدة التلاميذ لتجنب المشاكل

والصعوبات التي تعيق تقدمه ونجاحه في المدرسة،حيث يهدف الإرشاد النفسي للعمل على تحسين

العملية التربوية من خلال مايلي:                             

- إثارة الدافعية وتشجيع الرغبة في التحصيل،واستخدام الثواب والتعزيز، وجعل الخبرة التربوية التي

يعيشها التلميذ كما ينبغي أن تكون من حيث الفائدة المرجوة.

- عمل حساب الفروق الفردية،وأهمية التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء

قدراتهم.

- إعطاء كم مناسب من المعلومات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية، تفيد التلميذ في معرفة لذاته،وفي

تحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية.

- توجيه التلاميذ إلى طرق المذاكرة الجيدة والتحصيل السليم،بأفضل الطرق الممكنة،حتى يحققوا

أعلى درجة من النجاح

- تخصيص برامج خاصة بالطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.

- مساعدة الطلبة في التخلص من الخوف والقلق(قسم علم النفس التربوي،دت،ص 26).

 

Last modified: Saturday, 14 January 2023, 7:10 PM