إن الفرد والجماعة يحتاجون إلى الإرشاد النفسي، فكل فرد خلال مراحل نموه المتتالية يمر

بمشكلات عادية وفترات حرجة يحتاج فيها إلى إرشاد.فقد طرأت تغيرات أسرية تعتبر من أهم ملامح

التغير الاجتماعي،كما حدث تقدم علمي وتكنولوجي كبير وحدث تطور في التعليم ومناهجه وحدثت

زيادة في أعداد التلاميذ في المدارس وحدثت تغيرات في العمل والمهنة، ونحن الآن نعيش في عصر

يطلق عليه عصر القلق هذا كله يؤكد أن الحاجة ماسة إلى الإرشاد النفسي،و فيمايلي تفصيل لأهم

الأسباب التي تولدت على إثرها الحاجة لعملية الإرشاد النفسي.

1- فترات الانتقال في حياة الفرد: 

يمر كل فرد خلال مراحل نموه بفترات انتقال حرجة يحتاج فيها إلى التوجيه والإرشاد،وأهم الفترات

الحرجة عندما ينتقل الفرد من المنزل إلى المدرسة وعندما يتركها،وعندما ينتقل من الدراسة إلى العمل

وعندما يتركه،وعندما ينتقل من حياة العزوبة إلى الزواج وعندما يحدث طلاق أو موت،وعندما ينتقل

من الطفولة إلى المراهقة،ومن المراهقة إلى الرشد،ومن الرشد إلى سن الشيخوخة،إن فترات الانتقال

الحرجة هذه قد يتخللها صراعات و إحباطات وقد يلونها القلق والخوف من المجهول والاكتئاب.و هذا

يتطلب إعداد الفرد قبل فترة الانتقال ضمانا للتوافق مع الخبرات الجديدة،وذلك بإمداده بالمعلومات

الكافية وغير ذلك من خدمات الإرشاد النفسي،حتى تمر فترة الانتقال بسلام (النوايسة،2013،ص26).

2- التغيرات الأسرية:

طرأت كثير من التغيرات على الأسرة ووظائفها وعلاقة أفرادها بعضهم ببعض لذلك فقد تتعرض

الأسرة إلى بعض المشاكل الجديدة نتيجة:               

- ظهور الأسر الزواجية الصغيرة بدلا من الأسرة الممتدة،وضعف العلاقات بين أفرادها،حيث أصبح

الأولاد يتزوجون ويتركون الأسرة ويستقلون،ويعيش الوالدان وحيدين،وحتى الزيارات أصبحت قليلة

وربما اقتصرت على المناسبات والأعياد.               

- ظهور مشكلات أسرية مثل مشكلة السكن،ومشكلات الزواج ومشكلات تنظيم الأسرة و مشكل

الشيخوخة.  

- خروج المرأة إلى العمل لتدعيم الأسرة اقتصاديا مما أدى إلى تغير العلاقات مع الزوج والأولاد وفي

المجتمع بصفة عامة وأدى إلى ظهور مشكلات من نوع جديد.               

- تغير العلاقات الاجتماعية في مجالات العمل والمهنة وفي المجتمع بشكل عام (الفرخ وتيم

1999،ص 23).

 إن جميع هذه المشاكل بحاجة إلى الإرشاد حتى تستقر الأسرة.            

3- تطور التعليم ومفاهيمه:

لقد تطور التعليم وتطورت مفاهيمه، فيما مضى كان المعلمون أو الأستاذة يتعاملون وجها لوجه مع

أعداد قليلة من الطلبة،ومصادر المعرفة والمراجع قليلة،وكان المدرس يهتم بنقل التراث وبالمادة العلمية

يلقنها للتلاميذ،وكانت البحوث النفسية والتربوية محدودة.والآن تطور التعليم وتطورت مفاهيمه وتعددت

أساليبه ومناهجه.ومن مظاهر هذا التطور مايلي:          

- تمركز التعليم حول التلميذ والاهتمام به ككل وبحياته الشخصية والانفعالية والاجتماعية والعقلية

والجسمية قبل المادة الدراسية. 

- زيادة عدد المواد و التخصصات وترك الحرية للتلميذ لاختيار المواد الدراسية التي تناسب قدراته

واستعداداته وميوله.  

- زيادة الإقبال على التعليم العالي.(زهران حامد،1998،ص 23).

4- التغيرات الاجتماعية:

يشهد العالم في العصر الحاضر قدرا كبيرا من التغير الاجتماعي المستمر والسريع.ويقابل عملية التغير

هذه عملية أخرى هي عملية الضبط الاجتماعي التي تحاول توجيه السلوك بحيث يساير المعايير

الاجتماعية ولا ينحرف عنها ومن ملامح هذا التغير نذكر مايلي:     

- تغير بعض مظاهر السلوك،فأصبح مقبولا بعض ما كان مرفوضا من قبل،وأصبح مرفوضا ما كان

مقبولا من قبل. 

- إدراك أهمية التعليم في تحقيق الارتفاع على السلم الاجتماعي _الاقتصادي.

- وضوح الصراع بين الأجيال وزيادة الفروق في القيم والفروق الثقافية والفكرية وخاصة بين الكبار

والشباب حتى يكاد التغير

الاجتماعي السريع يجعل كلا من الفرقين يعيش في عالم مختلف.(النوايسة فاطمة،2013،ص 27).   

5- التقدم العلمي والتكنولوجي:

يشهد العالم الآن تقدما علميا وتكنولوجيا من أهم معالمه:

- زيادة المخترعات الجديدة، واكتشاف الذرة واستخدامها في الأغراض السلمية وظهور النفاثات

والصواريخ وغزو الفضاء.

- سياسة الميكنة والضبط الآلي في مجال العلم و العمل والإنتاج.

- تغّير الاتجاهات والقيم والأخلاقيات وأسلوب الحياة.

- تغّير النظام التربوي و الكيان الاقتصادي والمهني.

- زيادة الحاجة إلى إعداد صفوة ممتازة من العلماء لضمان اطراد التقدم العلمي والتكنولوجي وتقدم

الأمم.

- زيادة التطلع إلى المستقبل والتخطيط له و ظهور علم المستقبلFuturologie ونحن نعلم أن التقدم

العلمي يتطلب توافقا من جانب الفرد والمجتمع ويؤكد الحاجة إلى الإرشاد خاصة في المدارس

والجامعات والمؤسسات الصناعية والإنتاجية من أجل المواكبة والتخطيط لمستقبل أفضل.(النوايسة

فاطمة،2013،ص 28).

7- عصر القلق:

نحن نعيش في عصر يطلق عليه الآن "عصر القلق" ونسمع الآن عن"أمراض الحضارة" إن المجتمع

المعاصر مليء بالصراعات والمطامع وعلى سبيل المثال كان الناس فيما مضى يركبون الدواب وهم

راضون،والآن لديهم السيارات والطائرات و لكنهم غير راضين،يتطلعون إلى الأسرع حتى الصاروخ

ومركبات الفضاء،إن الكثيرين في المجتمع الحديث يعانون من القلق والمشكلات التي تُظهر الحاجة إلى

خدمات الإرشاد العلاجي في مجال الشخصية ومشكلاتها.(حمدي عبد الله،2013،ص 66). 

Last modified: Saturday, 14 January 2023, 7:00 PM