1- الدلالة اللغوية لمصطلح الإرشاد:

   ينطوي مفهوم الإرشاد النفسي على معان تفيد النصح والإرشاد والتوجيه سواء في منابته اللغوية أو

استخداماته المتعددة،ففي اللغة العربية،فإن كلمة (رَشَدَ)، رُشداً: تعني اهتدى،فهو راشد،ورشد فهو رشيد

وأرشده بمعنى أهداه،واسترشد بمعنى اهتدى وطلب الرشد.            

أما مصطلح إرشاد  Counseling في اللغة الإنجليزية، الفعل منه يرشد  و ينصح Counsel فهو

مشتق من الكلمة اللاتينية Consilium،وتعني أن (نكون معا) أو (أن نتكلم معا)، وهذا المصطلح في

أصله اللاتيني صار تاريخيا يتضمن معنى التبادلية وهو المعنى الذي يتجسد في تعريف الإرشاد من

حيث تأكيد أن المرشد والمسترشد يتفاعلان معا.(عيد محمد إبراهيم،2005،ص 14).

ومن هنا فإن معنى الإرشاد يفيد تقديم النصيحة للآخرين وإسداء النصح لهم.

2- الدلالة الاصطلاحية للإرشاد النفسي:

   لقد تناولت العديد من الأدبيات في العلوم النفسية والتربوية مفهوم الإرشاد النفسي،حيث أن هناك

تعريفات عديدة لهذا المفهوم كل منها يركز على وجهة نظر معينة حسب خلفيته المرجعية وفيما يلي

عرض لأبرز هذه التعريفات:

- عرفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس(A.P.A) الإرشاد النفسي: "بأنه الخدمات التي يقدمها

مختصون في علم النفس الإرشادي وفق مبادئ وأساليب دراسة السلوك الإنساني خلال مراحل نموه

المختلفة،ويقدمون خدمات لتأكد الجانب الإيجابي في شخصية المسترشد واستغلاله في تحقيق التوافق

لديه،بهدف إكسابه مهارات جديدة تساعد في تحقيق مطالب نموه،وتوافقه مع الحياة،فضلا عن إكسابه

القدرة على اتخاذ القرارات.ويقدم الإرشاد لجميع الأفراد في المراحل العمرية المختلفة وفي المجالات

العديدة كالأسرة والمدرسة والعمل "(العبيدي و العبيدي،2010،ص 35).

- يعرف زهران الإرشاد بأنه عملية بناءة، تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ذاته ويدرس شخصيته

ويعرف خبراته ويحدد مشكلاته وينمي إمكاناته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه

وتدريبه لكي يصل إلى تحديد وتحقيق أهدافه وتحقيق الصحة النفسية والتوافق شخصيا وتربويا ومهنيا

وأسريا و زواجيا(نبيل سفيان،2004،ص 195).

- ويعرف بيتروفيسا(Petrofesa,1978) الإرشاد بأنه العملية التي يحاول من خلالها المرشد

(وهو شخص مؤهل تأهيلا متخصصا للقيام بالإرشاد) أن يساعد شخصا آخر وهو المسترشد في فهم

ذاته واتخاذ القرارات وحل المشكلات.وتتضمن هذه العلاقة مواجهة إنسانية وجها لوجه تتوقف نتيجتها

إلى حد كبير على العلاقة بين الطرفين.

- يرى باترسون (Paterson.P,1986) أن الإرشاد تنظيم للمقابلة في مكان خاص وآمن يستمع

فيه مرشد ذو خبرة وكفاءة ومهارة في الإرشاد،ويحاول فهم المسترشد ومعرفة ما يمكنه تغييره في

سلوكه بطريقة أو بأخرى يختارها ويقررها المسترشد،وبالتالي تحقيق للأهداف العامة والخاصة للعملية

الإرشادية.و لابد أن يكون المسترشد يعاني من مشكلة ويكون لدى المرشد المهارة والخبرة للعمل معه

للوصول إلى حل المشكلة.

- يعتبر الإرشاد من وجهة نظر فاولر: علاقة طوعية مقبولة بين شخصين،أحدهما أصابه قلق من

مشكلة معينة،أو مشاكل تتعلق بمصير توازنه،والآخر هو الشخص الذي يفترض فيه تقديم المساعدة،

ويجب أن تكون العلاقة بصورة مباشرة ووجها لوجه،والطريقة المتبعة في هذا المجال هي استخدام

أسلوب المحادثة والحوار،والإرشاد عملية إنسانية، وقائية،وإنمائية وعلاجية تتطلب تخصصا وإعدادا

وكفاءة ومهارة (الحريري و الإمامي،2011،ص 22).

- وأحدث التعريفات للإرشاد النفسي قدمته رابطة الطاولة المستديرة العالمية للإرشاد(I.R.T.A.C)

وهو أن الإرشاد النفسي عملية مساعدة الأفراد نحو التغلب على عقبات نموهم الشخصي التي

تعترضهم،وكذلك مساعدتهم نحو تحقيق النمو الأفضل لذواتهم ومصادرهم الشخصية عن طريق توفير

خبرات نمائية تعليمية (أبو زعيزع،2009،ص 09).

- الإرشاد النفسي هو عملية مساعدة الفرد ليستخدم إمكانياته وقدراته استخداما سليما للتكيف مع

الحياة..فالأساس هنا هو العملية الإرشادية بأساليبها المختلفة.

- الإرشاد النفسي هو علاقة بين فردين أحدهما المرشد النفسي الذي يأخذ على عاتقه مساعدة الفرد

الآخر_ وهو العميل_ على فهم نفسه وحل مشكلاته.

كما تشير عملية الإرشاد إلى العلاقة المهنية التي يتحمل فيها المرشد مسؤولية المساعدة الإيجابية

للعميل من خلال تغيير أنماطه السلوكية السلبية بأنماط سلوكية جديدة أكثر إيجابية، ومن خلال فهم

وتحليل استعداداته وقدراته وإمكاناته وميوله والفرص المتاحة أمامه وتقوية قدرته على الاختيار واتخاذ

القرار،وإعداده لمستقبله بهدف وضعه في المكان المناسب له لتحقيق أهداف سليمة وحياة ناجحة

ومواطنة صالحة(كامل سهير،2000،ص 07).  

- الإرشاد النفسي هو فن مساعدة الفرد على الاختيار الصحيح للمهنة والتخطيط للمستقبل بدقة  

وحكمة في ضوء حقائق عن نفسه وعن المجتمع الذي يعيش فيه. يبين هذا التعريف أهمية الإرشاد

النفسي في ربط التخطيط للمستقبل و إختيار المهنة بقدرات الفرد وحاجاته ومتطلباته وحاجات المجتمع

ومتطلباته. 

- الإرشاد النفسي هو المساعدة المتاحة من فرد متخصص متمرن لآخر في أية فترة من فترات حياته

ليتمكن بذلك من أن يرعى شؤون حياته وينمي وجهات نظره ويتصرف في أموره ويتحمل تبعاته.

فالإرشاد هنا ليس وقفا على فترة معينة من عمر الفرد دون الأخرى وليس هو مجال إسداء النصح

وفرض الرأي أو تحمل تبعات الآخر.بل هو فتح مجال الشخصية للفرد لتعمل ككل في بناء وجهة نظر

الفرد فيما حوله واختيار أموره بحكمة وتحمل مسؤولياته.

من هنا كان للإرشاد النفسي دور كبير كعملية وقائية و علاجية معا...عملية وقائية للشخص العادي

لتحقيق ما ذكر في التعريفات السابقة والتعرف على مشكلاته مبكرا والعمل على حلها،وعملية علاجية

للشخص المريض نفسيا حتى تستعيد ذاته قوامها وقوتها وقدرتها على حل المشكلات.    

(مواهب والخضري،1995،ص 12).

Modifié le: samedi 14 janvier 2023, 18:13