علاقة الفلسفة بالدين 

باعتبار الفلسفة دراسة شاملة لكل القضايا الوجود فهي لا تختص بموضوع بعينه كما هو الشان بالنسبة للعلم، لذلك فإن من بين اهم المسائل التي اهتمت بها الفلسفة علاقة الفلسفة بالدين، غذ عرفت هذه العلاقة تذخلات عبر تاريخ الفكر الإنساني فاستخدم الفلاسفة ، القدماء .الفلاسفة  .كأداة للتعرف على الدين وأساليب التدين

لكن العلاقة بين الفلسفة والدين ظهرت و بصورة قوية في العصور الوسطي واعتبرت الفلسفة كأداة للتوفيق بين العقل و النقل

سواء عند علماء اللاهوت في الغرب أو علماء الكلام في الإسلام للدفاع عن العقيدة الدينية 

فبالنسبة لعلماء اللاهوت اعتبر القديس أوغسطين أن الفلسفة هي حب الحكمة الموصلة للسعادة لأن الفيلسوف الحقيقي محب لله فالحكمة الحقيقة هي التي تجعلك تتعرف على الله فالمسيحية هي الفلسفة الحقة.فالفلسفة والدين متطابقان 

أما القديس أنسلم يري أن الإيمان ضروري للعقل وشرط أساسي لصحة التفكير لذلك اهتم علم اللاهوت في أوروبا عن مهمة البحث في مسألة الإلهيات بصورة منطقية وبالتحليل العقلاني لغرض الدغاع عن المسيحية ضد المشككين  فالفلسفة إذن وسيلة للدفاع عن المسيحية بالطرق المنطقية

أما بالنسبة للفلاسفة المسلمين لا يختلف الأمر كثيرا بحيث فالفلسفة بالنسبة اليهم اداة للدفاع عن العقيدة فقط اعتبر الكندي أن الفلسفة

 هي علم الحق الأول الذي هو علة كل حق، ولذلك يجب أن يكون الفيلسوف التام الأشرف هو المرء المحيط بهذا العلم الأشرف لأن علم العلة في نظره أشرف من علم المعلول، والعلم التام هو علم العلة. والفلسفة عنده من أشرف العلوم لأنها علم الحق. إضافة لذلك يقرر الكندي أن الحقيقية الدينية والحقيقة الفلسفية واحدة فلا تناقض بينهما، غير أن ظاهر النص قد يوحي ببعض الاختلاف إذا لم يعمل العقل في مجال تأويل معقول.

 بينما يرى الفارابي  أن الفلسفة هي العلم بالموجودات بما هي موجودة ويقسمها إلى حكمة إلهية وطبيعية ورياضية ومنطقية. وكان هم (أبي نصر الفارابي) هو محاولة التوفيق بين إله الفلسفة اليونانية والإله كما جاءت به العقيدة. بينما اطلع الغزالي على الفلسفة اليونانية وعلى مؤلفات الفارابي وغيره فالف كتاب مقاصد الفلاسفة الذي يبين فيه مذاهب الفلاسفة قبل الاقدام على نقدها وابطالها. بعد هذا الكتاب ألف الغزالي كتابه المشهور تهافت الفلاسفة للرد على الفلاسفة القدماء أفلاطون وأرسطو وعلى الفلاسفة المسلمين الفارابي واشياعه الذين تركوا الدين اغترارا بعقولهم وتقليدا للفلاسفة القدماء كما يقول مبينا تهافت مذاهبهم وتناقضها فيما يتعلق بالإلهيات هادفا إلى نزع الثقة في الفلاسفة 

الغزالي يعلن عجز العقل عن البحث في الأمور الإلهية التي فيها أكثر أغاليط الفلاسفة وتهافتهم وفساد مذاهبهم وقصور أدلتهم مما أدى إلى تكفيرهم وحرم الفلسفة ذلك أنه إذا ثبت عقليا فساد البراهين الفلسفية وثبت شرعا مخالفة النتائج التي انتهت إليها الفلسفة لنصوص العقيدة فإنه من الطبيعي الحكم بفساد الفلسفة ومخالفتها للدين وبتهافت أصحابها.

 بينما يرى ابن رشد  في فصل المقال ، أن النظر في كتب القدماء - يقصد بالقدماء هنا فلاسفة اليونان مثل أفلاطون وأرسطو- واجب بالشرع، إن كان مغزاهم في كتبهم ومقصدهم هو المقصد الذي حثنا الشرع عليه. فالفلسفة عند ابن رشد تفتح باب العلم بالله ومعرفته حق المعرفة. فالعلاقة بين الفلسفة والدين علاقة توافق وانسجام وليست علاقة صراع وتضاد. لأن هدف فعل التفلسف هو: النظر في الموجودات للوصول إلى وجود الصانع. وبما أن الشرع يدعوا إلى النظر والتدبر والتأمل في الموجودات لأنها تدل على وجود الصانع. فإذن الشرع يدعو إلى الفلسفة

 

آخر تعديل: الجمعة، 9 سبتمبر 2022، 3:57 PM