المحاضرة الأولى : السياسة الخارجية (المفهوم والخصائص والأهداف)

المحاضرة الأولى : السياسة الخارجية (المفهوم والخصائص والأهداف)

بواسطة - miloud ould seddik
عدد الردود: 0

المحاضرة الأولى :

      السياسة  الخارجية  )  المفهوم والخصائص والأهداف  (

تعريف السياسة الخارجية

     على عادة الظواهر السياسية ، لم تحظى السياسة الخارجية بتعريف شامل وجامع متفق عليه من قبل الباحثين والمعنيين بدراستها ، ذلك ان كل من كتب عنها وحاول ان يخرج بتعريف محدد كان ينظر اليها نظرة اجتهادية تعكس منهجيته الخاصة  في التحليل ورؤيته  المستقلة في نمط التفكير  .

     ضمن هذا الاطار يذهب الدارسون إلى تحديد مشكلتين تحول دون التمكن من تعريف دقيق و شامل للسياسة الخارجية:

أولا: أن السياسة الخارجية لا تعرف كموضوع مجرد بل تعرف من خلال مجموعة مكونات وعناصر تدخل كلها في تركيبها،وتؤثر بشكل مباشر عليها، لذا يميل بعض الدارسين إلى المرادفة بين السياسة الخارجية و بعض أجزاء تلك السياسة كالأهداف و السلوكيات.

ثانيا: اختلاف المدارس والمفكـرين المنتمين لهذه المـدارس وهذا بحسب رؤية كل اتجـاه لموضوع السياسة الخارجية ، كما أن مكانة الدولة على المستـوى الدولي وقوة تأثيـرها ينعكسان بصفة مباشرة على أجندة مصالحها وبالتالي على تعريفها لسلوكها الخارجي.

    ويمكن ان نلاحظ هذا الاختلاف والتنوع والتعددية في وجهات النظر من خلال تفحص أدبيات السياسة الخارجية ، فمن الباحثين من يعرف السياسة الخارجية تعريفا شديد العمومية لا يكاد يميز بين السياسة الخارجية وغيرها من السياسات . ومن أمثلة ذلك :

   ادقر فورنس Furness  Edgar الذ ي يعرفها بانها :" منهج العمل أو مجموعة من القواعد او كلاهما ، تم اختياره للتعامل مع مشكلة أو واقعة معينة حدثت فعلا،او تحدث حاليا ، او يتوقع حدوثها في المستقبل".

  ذات الامر بالنسبة  لحامد ربيع الذي يعتبرها  " جميع صور النشاط الخارجي ، حتى ولو لم تصدر عن الدولة كحقيقة نظامية .ان نشاط الجماعة كوجود حضاري او التعبيرات الذاتية كصور فردية للحركة الخارجية تنطوي وتندرج تحت هذا الباب الواسع الذي نطلق عليه اسم السياسة الخارجية ".

   أما كتاب آخرون فيميلون الى المرادفة بين السياسة الخارجية ، وبعض أجزاء تلك السياسة ، كالأهداف او السلوكيات،  ومن هؤلاء تشارلز هيرمان Charles Hermann  الذي يقول :  " تتألف السياسة الخارجية من تلك السلوكيات الرسمية المتميزة التي يتبعها صانعو القرار الرسميون في الحكومة او من من يمثلونهم والتي يقصدون بها التأثير في سلوك الوحدات الدولية الخارجية ".

   ومن وجهة نظر أخرى  يذهب جوناتن ويلكن فيلد Jonathan Wilken الى القول  ان السياسة الخارجية هي" تلك الافعال وردود الافعال الرسمية التي تبادر بها ، او تتلقاها وترد عليها لاحقا الدول ذات السيادة بهدف تغيير او ايجاد ظروف او مشكلة جديدة في خارج حدودها السياسية ".

   وفي كتابه  " السياسة الخارجية " يعتقد مارسيل ميرل Marcel Merle أن السياسة الخارجية  هي ذلك الجزء من النشاط  الحكومي الموجه نحو الخارج أي معالجة مشاكل ما وراء الحدود ، وهي عبارة عن برنامج عمل للتحرك يتضمن تحديد الأهداف التي تسعى  الدولة إلى تحقيقها والمصالح التي تسعى لتأمينها مستخدمة الوسائل  والإجراءات التي تراها ضرورية".

    أما فاضل زكي محمد فيعتقد أنها :"الخطط التي ترسم العلاقات الخارجية للدولة مع غيرها من الدول". ويحددها  ناصف يوسف حتي " بسلوكية الدولة إتجاه محيطها الخارجي وقد تاخذ هذه السلوكية أشكالا مختلفة موجهة نحو دول أخرى أو نحو وحدات في المحيط الخارجي عن غير الدول كالمنظمات الدولية أو حركات التحرر أو قضية معينة.

     يقدم جيمس  روزناو James Rosenau " وهو أحد  المبادرين الأوائل المساهمين في تقديم إطار نظري للدراسة المقارنة للسياسة  الخارجية ...اكثر التعريفات شمولا ، حيث يعتبرها  : " منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون للمجتمع القومي بوعي من اجل اقرار او تغيير موقف معين في النسق الدولي بشكل يتفق والاهداف المحددة سلفا.

    عند ملاحظة هذه التعريفات   يترائ  لنا جليا مدى تنوعها واختلافها، اضافة الى انطوائها  على قدر كبير من الغموض والتعقيد في تحديد اطراف السلوك الخارجي للدولة  وطبيعة حركتها ومصدرها ونوعية الاهداف التي تسعى الى تحقيقها .

    فعلى العموم  تعتبر  السياسة الخارجية أحد العناصر الرئيسة المكونة للسياسة العامة في الدولة ,فهي تتضمن اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن الوطني و الكيان الإقليمي للدول إلا انه من الصعب الحديث عن مفهوم أو تعريف  توفيقي يتفق عليه الباحثون و المفكرون في العلوم الاجتماعية و السياسة خاصة ,و ذلك بسبب تعقد الظاهرة   و تباين توجهات المفكرين  كما رأينا سلفا.

   وتوصيفا لما سبق ذكره يعتقد الأستاذ  هايل عبد المولى  ان السياسة الخارجية في مجملها تتكون من أمرين هما:

 1. قرارات حكومية تتخذ من قبل صناع  القرار

  2. وأفعال تعالج مشاكل خارجية , وهذه القرارات والأفعال تستخدم لتحقيق أهداف قريبة وبعيدة المدى  ويعتقد عبد المولى  أن السياسية الخارجية جزء من السياسة الوطنية التي تشكل مجموع السياسات الخارجية والداخلية للدولة .غايتها :

1  .تحقيق الأمن للدولة.

2. تحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية .

علاقة السياسة الخارجية بالمفاهيم المشابهة لها  

· السياسة الخارجبة والسياسة الدولية :

         تلتقي  السياسة الخارجية لاي وحدة سياسية مع  غيرها  من السياسات الخارجية للدول الأخرى في كثير من أنماط العلاقات ( تعاون  ، صراع )  وهي تسعى ضمن هذا الاطار نحو  البحث عن انجاز لأهدافها وقيمها ،إن التفاعل الناجم عن ذلك يطلق عليه "سياسة دولية"أي التفاعل السياسي الدولي الذي ينطوي على اي شكل من اشكال  نمط  العلاقات الدولية.

    يعرف  حامد ربيع السياسة الدولية بأنها":التفاعل الذي لابد أن يحدث الصدام والتشابك المتوقع والضروري نتيجة لإحتضان الأهداف والقرارت التى تصدر من أكثر من وحدة سياسية واحدة ".

    أما  جوزيف فرانكل فيعرف السياسة الدولية بأنها :" تتضمن السياسات الخارجية للدول في تفاعلاتهم مع المنظومة الدولية ككل، ومع المنظمات الدولية، ومع الجماعات الإجتماعية من غير الدول، بالإضافة الى فعل المنظومة الدولية ، والسياسات المحلية لكل الدول".

    بينما يرى ادوارد دفيد Edward David   ان السياسة الدولية جمع من الوقائع التي تختلف فيها الوحدات او اللاعبون او مجموعة الامم في القوة والموارد والانظمة او في الغايات المرغوبة الاخرى وتسعى لحل خلافاتهم باية وسيلة مختلفة ومقبولة.

     من خلال هذه التعاريف  يتضح أن الفرق بين السياسة الدولية  والسياسة الخارجية  جوهري ، فعناصر السياسة الخارجية هي غير عناصر السياسية الدولية، فعناصر السياسة الخارجية هم الأفراد والمؤسسسات والأحزاب، في حين أن عناصر السياسة الدوليه هي الدول والمنظمات الدولية والجماعات الناشطة الأخرى. وهكذا فعنصر التحليل في السياسة الخارجية هو غير عنصر التحليل في السياسة الدولية و لكل منهم مجاله الخاص في الدراسة. فالسياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية في حين السياسة الدولية هي مجموع المبادئ المرتبطة بالنشاط الدولي.

·  السياسة الخارجية والعلاقات الدولية:

     غالبا ما يحصل نوع من التداخل بين موضوع السياسة الخارجية والعلاقات الدولية ، اذ ينصرف كليهما الى البيئة الخارجية  ويتعامل ويتفاعل مع وحداتها وعناصرها ، وبالتالي يصعب التمييز بينهما ، اذ ان كلا منهما (السياسة الخارجية  والعلاقات الدولية ) يفسر بدلالة الآخر ، مما يوحي ان السياسة الخارجية ماهي الا علاقات دولية وان العلاقات الدولية هي في واقعها سياسة خارجية .

   الا ان الواقع يشير عكس ذلك ، فالتمييز بين السياسة الخارجية والعلاقات الدولية يبدو واضحا اذا ماحددنا موضوع كل منهما .صحيح ان البيئة الخارجية تمثل القاسم المشترك  لكل منهما ، الا  ان الآلية التي تعمل  بها السياسة الخارجية تختلف عن تلك التي تعمل بها العلاقات الدولية .

     يهتم  علم العلاقات الدولية  بتفسير الظواهر الدولية ومن ثم الكشف عن الحقيقة الكامنة فيها ،  بينما تهتم السياسات الخارجية  باعتبارها ( برامج عمل ) بحقيقة الواقع الذي تعمل فيه هذه البرامج ، ومع ذلك فالمدرسة الأمريكية المعاصرة – التي من بين مفكريها هانس مورغانتو Hans Morgenthau - لاترى  بدا في عدم التمييز  بينهما  ، لاعتقادها  أن علم العلاقات الدولية علما نفعيا يستهدف الكشف عن حقيقة الظواهر الدولية بهدف وضعها في خدمة السياسة الخارجية الأمريكية .

     وعليه فإن العلاقات الدولية هي مجموع السياسات الخارجية للدولة، وبالتالي فهي أوسع وأشمل والسياسة الخارجية تحصر داخل إقليم الدولة لتحقيق أهداف خارجية محددة، أما العلاقات الدولية فهي خارج اقليم الدولة ولتحقيق أهداف عامة وشاملة، كما أن العلاقات الدولية مجالها أوسع لوجود عوامل وقوى مؤثرة أخرى، وهكذا يمكن القول أن علم العلاقات الدولية يعنى بما هو كائن، أما السياسة الخارجية فتعنى بما يجب أن يكون أي أنها تسعى الى أكبر قدر من الفاعلية، بتوفير كل العوامل المساعدة  على ذلك .

·   السياسة الخارجية والدبلوماسية :

  تعتبر الدبلوماسية  أداة  من   أدوات  السياسة الخارجية  إذ تشير  إلى كيفية  نقل  السلوك  السياسي  الداخلي  إلى مستوى  خارجي  و بهذا نكون أمام  التنفيذ ، ومن جهة  أخرى تعتبر الدبلوماسية من الأدوات السلمية  في حل النزاعات  الدولية  وهذا  ما يعكس استخدام   القنوات السلمية في العلاقات  الدولية  و التي  هي  من وظيفة  وزارة الخارجية  إذ أن  وظيفة  وزارة الخارجية هي تنفيذ لا اتخاذ القرار في السياسة الخارجية  .

  يعتقد هرمان  أن أدوات السياسة  الخارجية  ثمان :   أدوات دبلوماسية  و أدوات  اقتصادية  و أدوات  سياسة داخلية  و أدوات استخباراتية  و أدوات رمزية و أدوات علمية و تكنولوجية و موارد طبيعية ، فالسياسة الخارجية  هي فن قيادة  العلاقات الدولية  بغيرها من الدول  والدبلوماسية هي السبيل في القيام بالتفنيد و  تطبيق  برامج محددة  من خلال عمل منهجي  عن طريق  المفاوضات أو المحادثات التي تجري بين الدبلوماسيين و وزراء الخارجية 

  اذن فالسياسة الخارجية للدول  هي جوهر اقامة العلاقات الخارجية ، بينما الدبلوماسية هي المكان المناسب الحقيقي للعمليات حيث تقوم على تنفيد هذه السياسة . وعلى هذا الأساس،في ميدان السياسة الخارجية يتم إتخاد القرارات بواسطة أشخاص وهيئات ، أما الدبلوماسية فإنها تزود جهاز إتخاذ القرار بالمعلومات اللازمة، يقول"نيكولسون : " .....من الناحية التاريخية تنتهي الدبلوماسية حيث تبدا السياسة الخارجية....".

• السياسة الخارجية و القانون الدولي

    العلاقة بين السياسة الخارجية و القانون الدولي  هي علاقة تأثيرية تبادلية ، فاذا كان  القانون الدولي يحدد حقوق و واجبات الدول  فان السياسة الخارجية  هي من تشكل  وترسم ملامح قواعد القانون الدولي بتسييرها  للمفاوضات  و تنظيم المؤتمرات الدبلوماسية و صياغة الاتفاقيات الدولية .

   فقواعد القانون الدولي يتم تشكيلها وصياغتها  بدءا من المواقف المختلفة للدول في  شكل معاهدات أو أعراف دولية ،  و كل دولة في تحقيقها لمواقفها تستند على المبادئ التي رسمتها لها سياستها الخارجية .

  من خلال هذا تتضح الصلة  ما بين السياسة الخارجية و القانون الدولي، حيث  تؤثر الاولى  في رسم معالم القانون الدولي  ، بينما يعد القانون الدولي محصلة   ونتيجة لما  اتفقت عليه السياسات الخارجية للوحدات المشكلة للنظام الدولي في فترة زمنية معينة  .

·  السياسة الخارجية والسياسة الداخلية:

    تعتبر السياسة الخارجية استمرارا  للسياسة الداخلية، ذلك ان  صياغتها  يتأثر  بالمحيط الداخلي سواء تعلق الامر بالافراد او الجماعات او طبيعة العلاقات  العامة  في المجتمع .

    على الرغم من العلاقة بين السياستين  الخارجية والداخلية   الا أن هناك معيارا للتمييز بينهما يمكننا ايجاز ذلك في الآتي:

1-  الاختلاف في مجال و حدود العمل.

2- الاختلاف في الأهداف الرئيسية.

3- تهتم السياسة الخارجية  بمسائل الدفاع و الدبلوماسية،  بينما تركز السياسة الداخلية على وظائف التنمية والامن الوطني .

   رغم هذه الاختلافات بين السياستين  فقد تؤثر مؤسسات السياسة الداخلية على السلوكات الخارجية للدولة  ومن ذلك:

1-   التأثير على ميل و توجهات السياسية الخارجية  ، عدائية او سلمية او حيادية

2- التأثير على  التزامات الوفاء بالعهود والمواثيق من عدمها

3- بتغير استراتيجيات الفاعلين الداخليين تتغير معالم وتوجهات السياسة الخارجية. 

خصائص و أهداف السياسة الخارجية

01-خصائص السياسة الخارجية :

      وضع محمد سيد سليم في كتابه تحليل السياسة الخارجية  اطارا عاما لاهم ميزات وخصائص السياسة الخارجية ، انطلاقا من تعريفه الاجرائي للظاهرة .،فالسياسة الخارجية بالنسبة له تعني  " برنامج العمل العلني الذي يختاره الممثلون الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة البدائل البرنامجية المتاحة من أجل تحقيق اهداف محددة في المحيط الخارجي"

  طبقا لهذا التعريف فإن السياسة الخارجية تنصرف الى مجموعة اساسية من الابعاد  والخصائص الاساسية وهي : الواحدية  والرسمية  والعلنية  والاختيارية  والهدفية  والخارجية  والبرنامجية.

    اضافة الى محمد سيد سليم يذهب معظم دارسو العلاقات الدولية الى  أن للسياسة الخارجية خصائص وسمات محددة:

·فهي تعبر عن التوجهات الخارجية للدولة في مواجهتها  للعالم الخارجي.

·وهي تعبر عن سياسة رسمية للدولة يتبناها جهاز الدولة التنفيذي ، فعلى سبيل المثال ما يصدر عن الكونغرس لا يعبر عن السياسة الرسمية للولايات المتحدة ، بينما مايصدر عن الادارة الامريكية من سلوكات خارجية هي من صميم سياستها الخارجية .

·وهي سياسة معلنة: وتحليلها يتم عبر تحليل السياسات والتصريحات المعلنة الرسمية.

  ·أن السياسة الخارجية لدولة  ما تتصرف الى سياسة  وحدة  دولية  إزاء  المحيط الخارجي  و هذا  ما يميزهاعن العلاقات الدولية .

  ·  السياسة الخارجية  هي  ما يصدر  عن الممثلين  الرسميين للدولة  الواحدة  كونهم  هم القادريين  على الزام الوحدة  بتعبئة  مواردها من اجل تنفيذ تلك السياسة .

  · السياسة الخارجية   علنية بمعنى أنها تشمل برا مج العمل الخارجي الذي يعلنه صانعوا  السياسة، كما يمكن  ملاحظة هذه البرامج من خلال الأ قوال و الأفعال الصادرة عن صانعي السياسة.

  · تتميز السياسة الخارجية  بمقوم الاختيار  و هو ما يعني  أنه  قد صاغها  ممثلون  رسميون, و من خلال هذه الصياغة  يختاروا من بين البدائل  المتاحة  كما أنهم  يستطيعون  تغيير  هذه  السياسة   مع  ما تفرضه  الظروف  لتتكييف مع الواقع .

  ·السياسة الخارجية هي عملية سياسية واعية تنطوي على السعي لتحقيق أهداف غرضها التأثير على البيئة الخارجية المحيطة .

       ·   توجه السياسة الخارجية  إلى المحيط  الخارجي  و هذا ما يميزها عن السياسة  الداخلية .

  ·السياسة الخارجية برنامجية  تعتبر مركبة و متعددة الأبعاد ، فهي تتضمن أبعاد  ذات طبيعة عامة مثل توجهات ، ادوار، أهداف ، إستراتجية و أبعاد ذات طبيعة محددة  و تتمثل في قررات و سلوكيات.  

02 -  أهداف السياسة الخارجية:

     من الصعوبة تحديد أهداف عامة نظرية للسلوك الخارجي لجميع الوحدات ، وهذا نظرا لاختلاف نمط العلاقات الذي تتميز به كل دولة ونظرا ايضا لطبيعة المقدرات القومية والجغرافية والحيوية ، ولكن هناك اهداف عامة  أساسية  مرتبطة بكينونة اي وحدة سياسية واستمراريتها ، ومن ذلك:

- المحافظة على استقلال الدولة و سيادتها و أمنها القومي.

  - زيادة قوة الدولة:  فقوة الدولة هي مزيج مركب من عوامل  سياسية و اقتصادية و بشرية و جغرافية  و تكنولوجية  و نفسية ، والقوة  هي التي تحدد سياستها الخارجية لأن السياسة الخارجية ترتبط و تستند إلى قوة الدولة .

 - تطوير المستوى الاقتصادي للدولة: و الذي يعتبر هدف هام من أهداف الدولة ، بل أن وجود الدولة يستند إلى وجود قاعدة اقتصادية يتوفر فيها الحد الأدنى من الثروة الوطنية.

- العمل على  تثبيت معالم الثقافة نشر الأيديولوجية للوحدة السياسية.

-العمل على تدعيم أسس السلام الإقليمي و الدولي.