مخطط أسبوعي

  • عام


    • مفهوم السرد:

      السرد السينمائي هو نقل الحكاية المكتوبة إلى حكاية بصرية مرئية بواسطة تقنيات ومؤثرات سينمائية تعرض إلى المتلقي. 

      مكوناته:

      للسرد السينمائي ثلاثة مكونات أسياسية أهمها:

      السارد: هو الشخصية التي تروي الحكاية سواء كان مؤدي أو راوي أو لقطات مشهدية تعكس لنا المشاهد المروية.

      المسرود له: هو عبارة عن المتلقي أو المشاهد الذي يشاهد الفيلم

      الحكاية: وهي مجموعة الأحداث  والوقائع المتسلسلة المقدمة إلينا من طرف السارد

      كل هذا يدخل في إطار المرسل (السارد) والمستقبل (المتلقي) والرسالة( الحكاية).

      أشكاله:

      يتكون السرد من أشكال نذكرها كالتالي:

      المتتبع أو التسلسلي : هو سرد الأحداث وفق تسلسلها الزمني والذي يشمل حكاية متتابعة لها بداية ووسط ونهاية.

      المتقطع: وهو بداية الحكاية المسرودة بمعنى يستطيع المخرج ان يبدأ من النهاية أو الوسط( الذروة) ثم يعود إلى البداية

      التناوبي:هو سرد يعتمد على تناوب الأحداث بمعنى إنتقال المخرج من قصة ثانية ثم يعود للقصة الأصلية  التي بنى عليها الفيلم وهكذا محبوكة بخط درامي مشترك.

      وضعية السارد: إما يكون بطل مشارك في الأحداث أم راوي يسرد لنا الأحداث وقعت له أو ستقع اثناء مجرياتها.

      المتن الحكائي: هو مجموعة الأحداث المتصلة فيما بينها حسب النظام الطبيعي.. أي حسب النظام الزمني والسببي .. حسب التتابع المنطقي للأحداث في الواقع الإفتراضي.

      المبنى الحكائي: يتكون من الأحداث نفسها ولكن بترتيب المخرج ولا يكون هناك تسلسل منطقي متعلق بالواقع.

       


  • 23 janvir 2023

    • ترتبط جمالية الفيلم السينمائي إرتباطا وثيقا بالسرد، بحيث يتحدد الأسلوب تقريبا بشكل كلي.. ومع تقنية السرد يرصد الحقيقة المجزأة فوق الخيال الجمالي للسرد. ويتمظهر أسلوب الفيلم وشكله الجمالي والفني من خلال السرد المنطقي لأحداثه، كما يتحدد إنطلاقا من الصلابة التسلسلية لأفكار السيناريو.

      إنّ وحدة الحكي السينمائي التي تختلف من فيلم لآخر، وتتعامل مع اللقطة كرؤية مجردة للواقع أثناء التحليل، ومع الحدث باعتباره حقيقة خاصة، ويمكننا أن نلمس في قلب كل سرد على الأقل في قلب كل سرد عاطفي مبدأ الجهل ومبدأ الشك بصفة شكلية.

      مادامت السينما وسيلة تعبيرية لتفعيل الخيال وتنشيط عملية الإبداع، فإن هذه العملية تخضع لمبدا الشك والإفتراض والتنظير.

      من الممكن ان نفترض لكل قصة ساردا إذا كانهناك شيء خفي. تسهل تقنية توظيف السارد أو الراوي  عملية فهم الفيلم وتحدد طريقة عرضه، خاصة إذا كان هناك تقطع في الزمن أو الأحداث.

      تحمل السينما بواسطة العرض فعل الحقيقة المتحول عبر الأدب السردي من الطابع غير الباشر إلى الطابع المباشر.

      وهكذا يبين الفرق بين الأدب والسينما:

      فالسارد ذاكرة حية، بمعنى الشعور والإحساس، أماعدسة الكاميرا، فعلى العكس من ذلك، لاشعورية وغير حساسة.

      تكون الرواية او المسرحية أو الفيلم أشكالا متباينة ومختلفة للحكي، فالممثل مثلا يوجد في المسرحية وفي الفيلم ولكن بناءه يتغير في كل منهما.

      تمكننا القراءة الفيلمية من التعرف على التسلسل المنطقي لأفكار الفيلم وأحداثه عبر لقطاته وصوره، كما تساهم في معرفة إيقاعه وطريقة توليفه.


  • 5 مايو - 11 مايو

    • يتكون المرجع النصي من العناصر اللغوية للمضمون ، ويكون مستقطيا من الرواية الأدبية وأشكال تمظهر  سردها مثل الوصف والحوارالخطاب السردي، الزمن والمكان الذي تجري فيه الأحداث، كل هذا يعبّر عنه بواسطة تقنية التصوير ليصبح خطابا بصريا داخل الصورة السينمائية، ويتم ذلك عبر المراحل التالية: التوقع- الإنتباه- الادراك- الإنفعال – الفكرة- الفعل.

      وكلها تحمل مضامين ومحتويات مختلفة يتم إستخلاصها من خلال الخطاب المرسل أو من خلال الأشياء الحقيقية التي يرجع إليها الخطاب أو ينبعث منها، وعلى المتلقي فك شفراته ورموزه سواء كانت منتقية  من الرواية او المسرح أو القصص الشفهية الشعبية، والتي تعتمد على خصائص الحكي كالزمان  والمكان والحدث والعقدة والشخصيات.

      إنّ الفيلم نوع من الحكي يقدم نفسه عبر تسلسل من الصور، ولغته وسيلة فعالة وضرورية للسرد عبر الصور، يقول أندري بزان" يمكن أن ينكشف الجانب الجمالي الضمني للفيلم السينمائي، إنطلاقا من تقنية سرد خاصة، عبر تناوب لقطاته وإيقاعه وطريقة توليفه ".

      وهذا ما نلحظه في رواية " بئر الحرمان" لإحسان عبد القدوس التي أفلمت بنفس العنوان للمخرج "كمال الشيخ

      أشكال التمظهر السردي:

      تسرد لنا رواية "بئر الحرمان" لـ" إحسان عبد القدوس" قصة ورحلة إمرأة متزوجة عانت من إزدواج الشخصية ملفوظة على لسان طبيب نفسي قام بمعاينة حالات نسائية كانت تعاني من عقد  نفسية، والملفت للنظر "أن معظم القصص والعقد النفسية عكست الحالة الأسرية وعلاقة الاب والام على شخصية الطفلة الصغيرة وكيف تطورت العقدة لتصبح مرض مزمن في شبابها..وضحايا مثل هذه الحالات يظلون فتؤة طويلة بدون رعاية ولا ملاحظة للمرض من قبل الاهل ومنهم من ينكر المرض ويستسلم له ومنهم من يذهب للطبيب النفسي لانقاذ ما تبقى" (ملخص رواية بئر الحرمان، 2021).

      من الملاحظ أنّ السرد في هاته الرواية شغل دورا مهما ومتميزا  في حكي الأحداث المتمثلة بعرض حالة "ناهد" المستعصية من خلال الإستهلال الاول للخطاب الروائي الملفوظ  الذي  يصوّر فيه الطبيب النفساني الحالات  المرضية التي تعرضت إلى نوبات عصبية في عيادته، ومن بين تلك الحالات: حالة بطلة القصة المريضة التي دامت  ثلاث سنوات من أجل الوصول إلى الحقيقة التي أدت بـ" ناهد" إلى إزدواج شخصيتها جراء إختلاف الوالدين ومشكل الخيانة بينهما، فكانت دائما تهرب من أسئلة الطبيب التي يوجهها لها، وهذا الخطاب الروائي يبيّن ذلك : "ورغم ذلك فهي لم تذكر سببا واحدا يجعل أمها تصف أباها بأنه ملاك.. لم تتكلم عن العلاقة بين امها وأبيها.. بل كانت تهرب درائما من مواجهة هذه العلاقة، كانت تحتار.. وكانت تبدو صادقة في حيرتها.. وسجلت في مفكرتي،" عواطف مهتزة ناحية الأب والأم.. وغموض في العلاقة بينهما.." " (القدوس، 2012، ص 19)، ولعلّ هذا المقتطف السردي  يؤكد أهمية الموضوع الحاسم للرواية، وهي معرفة الحقيقة والتنقيب والغوص في العقد النفسية التي عانت منها شخصية "ناهد" ، تلك الحقيقة التي تعكس أفكارها وأفعالها وأقوالها " علما أنّ الأفعال هي نتاج الأفكار التي تتمظهر في الأقوال. وتنسجم هيمنة نص الكلام – الذي يعبر في جانب مهم منه نص الأفكار-مع الطابع المعرفي للرواية ككل" (محفوظ، 2011، ص 25)

      الحوار:

            يتمثل  الحوار في الكلام الذي تنطق به شخصيات الرواية، فبالملفوظ ترفع عن غطائها  وخلجاتها النفسية ومزاجها المتقلب،" والحوار ليس هو الكلام المعتاد : وإنما هو كلام مركز وموجه" (هال، 2012، ص 205) ويبين  الأحداث، ويتصاعد الصراع ويكتشف فكرة الرواية ويظهر جوها العام ( البيئة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الطبيعية)، ويبين الحبكة وتطورها وتقدمها، وهذا هو هدف الحوار.

      وهذا العنصر في الرواية إتكأ على إبراز مرض "ناهد" النفسي الذي أرقّها ولا تحبّ أن تتذكره :

      "الطبيب: أرجوك يا محمد  بيه.. قول لي على كل حاجة بصراحة.. وسكت، وهو ينظر بعينيه في الفراغ.. وتركته يسكت، إلى أن تكلم من تلقاء نفسه، قال:

      -         فعلا.. ناهد مش بنتي.. أنا تجوزت امها بعد ماقعدت أحبها خمس سنين.. كانت ساكنة مع امها  في الشارع بتاعنا.. وحبيتها.. حبيتها صحيح.. وعملت المستحيل علشان اتجوزها .. ويوم جوازنا.. في ليلة دخلتنا .. إعترفت لي أنها مش عذراء.. وانها حامل.. حامل في شهرين.. واتجننت..

       وتنهد نهدة عميقة  كأنه يطلق من صدره أبخرة كثيقة .. ثم استطرد قائلا: ماعرفتش ليلتها اعمل إيه.. مافكرتش إني أطلقها  لأني كنت بحبها.. ما صدقت إني تزوجتها " (القدوس، م س، ص 45)

      الحقيقة التي تجاوزت سنين عديدة، إكتشفها الطبيب النفساني من خلال التساؤلات التي وجّهت إلى  والد المريضة، والتي كانت سبب في هدم العلاقة  الأسرية الحميمية وتفكّك  شمل الأسرة، فالعائلة مرجع  معياري يرتكز على قيم، وإن اندثرت تلك القيم واضمحلت إنهار المجتمع بشكل عام والاسرة بشكل خاص، هاته الأوضاع وموضوع الخيانة  أربك و أتعب لاشعور شخصية "ناهد "  ولم يتركها تعيش بسلام ، وآل بها إلى مرض الفصام الذي أصبح مرض العصر  وذيع صيته عند المرضى، وذلك ما يجعل هذا النوع من الروايات ذات قيمة وتحظى بالاهتمام  الخاص من طرف الأدباء والأطباء النفسيين.

      الوصف:

      لا ينتابنا الشك في أن عنصر الوصف في رواية " بئر الحرمان" إرتبط إرتباطا وثيقا بمحور السرد الذي جاء على لسان الراوي (الطبيب النفساني )  وقام بسرد المكبوتات والعقد النفسية وقصة هاته الرواية ألفها إحسان عبد القدوس بعد الغوص والتنقيب في  نظريات علم النفس الفرويدي، وتعتبر هاته القصة من النماذج السردية  التي تحكي قصة بطلتها زوجة تعاني من إنفصام في الشخصية، فتارة " تغدو امرأة بريئة، عادية، طيبة الخلق، في أحوال صحوها، ولكنها تنقلب إلى نقيضها في الأحوال التي تسيطر فيها أدغال اللاوعي، فتتحول الشخصية إلى نقيضها، حاملة اسماً مختلفاً ومظهراً مضاداً· ويدفع الطبيب النفسي مريضته إلى أريكة التحليل النفسي ويوجّه بأسئلته تداعياتها إلى مرحلة الطفولة شيئاً فشيئاً، وتمضي الجلسات العديدة، لكن دون أن يكتشف الطبيب مصدر العقدة، إلى أن يقرر الاستعانة بالأب، ويلاحقه بأسئلة تتعلق بابنته، إلى أن يحصل منه على ما يبدو مفتاحاً للعقدة، وعندما يتأكد الطبيب من صحة استنتاجه، ينتقل من الأب، عائداً إلى الابنة، فيضعها على أريكة التحليل، ويبدأ في إطلاق تداعياتها التي يوجهها ببراعة إلى قرارة القرار من أصل العقدة وسببها· وعندئذ، تصل المريضة بنفسها" (بئر الحرمان، 2007)

      ينظر:محمد أشويكة، الصورة السينمائية التقنية والقراءة،سعد الوزاري للنشر، المغرب، 2005


  • 12 مايو - 18 مايو

    • توطئة:

      شهدت أفلمة الرواية شأنا وصدراة واسعين في مجال الفن السينمائي، خاصة وأنها اتخذت منحنيات متعددة من أجل إنشاء فرجة فنية غالبا ما تكون تيمتها منتشلة من الظواهر الإجتماعية، وقد تكون تجارب هذا النوع متأثرة بتقنيات جديدة أضفى عليها صبغة جمالية أرست تراكما مثيرا ونجاحا محققا، مما أدى إلى تخمين صانعي الفن وتفكيرهم بإضافة الأدب الروائي وإدراجه في الفيلم السينمائي وإنفتاح نظرتهم في التعبير وتوظيفه للتأثير على ذائقة المتلقي بمختلف التقنيات الحديثة.

      أثار موضوع أفلمة الرواية نقاشا واسعا، وأصبح موضوع بحث وتنقيب بين المخرجين السينمائيين والكتاب الروائيين وكيفية مزج هذه الأعمال من الأسلوب الأدبي المحض إلى تقنية الكاميرا وجمالية الصورة، وقد إختلف هذين الأسلوبين عن سابقيه بصناعة الضجة والحدث والإثارة وأحدثا ثورة وتحويلا جذريا مستملا في هذا المجال.

      1.               قراءة في "فيلم بئر الحرمان" لـ"كمال الشيخ":

      نجح نمط أفلمة الرواية في كسر الحياة التقليدية المهيمنة على الوسط الفني " وأدت إلى التعريف اللاتقليدية الثورية التي عبرت على الدمج بينها وبين الواقع والاعتماد على تسلل الخيال إلى السياق السردي الواقعي والخلط بين مصادر المنطقية ومنابع العينية ضمن إطار مبني على التفسير(معتز ع.، د.ط، د.س ، ص، ص ، 9، 10.) فقد تفاعلت مع الأحداث الاجتماعية السيكولوجية تفاعلا عميقا وأضفت لونها الخاص المليء بأسلوب الإثارة ، والتمرد.

      بين رواية إحسان عبد القدوس – بئر الحرمان – والسيناريست يوسف فرنسيس شعرة ماعز والمخرج كمال الشيخ تنتشل شخصية "ناهد" من مجتمع يسوده جفاف العواطف وحرمان عاطفي خرّب طمأنينة أفراد العائلة وسعادتها بسبب عدم الثقة و الخيانة، مما أدى ببطلة القصة في إنتحال شخصية أخرى تدعى "ميرفت"التي كانت حبيسة اللاشعور الداخلي وهاجس الخوف والخوف المضاد والبحث في خلجاتها النفسية عن الخلاص، لتغذي بذلك حرمانها العاطفي التي عايشته منذ مرحلتها الطفولية عند خيانة الوالدة للوالد مع إبن خالتها.

      هنا بدأت رحلة " ناهد" النفسية ومصارعتها للأنا الباطني لحلمها المكبوث* الذي آل بالذهاب إلى معاينة طبيب نفسي جراّء ما يحدث لها من مشاكل يومية عند مصادفة الآخرين، وبعد أن إكتشفت هواجسها الشهوانية التي أدت بها إلى خراب علاقتها مع الخطيب، كل هذا سببه حلم  إنتابها منذ الطفولة وكان يراودها من حين لآخر حتى تشكّل في باطنها عقدة حرمان عاطفي أدى إلى ازدواج شخصيتها ومعانتها بمرض الفصام،لكن هذه " التركيبة الإزدواجية المتلاقية والمتعارضة والمتباعدة في شخصية ناهد وشخصية ميرفت والتي أدتها معاً سعاد حسني بحرفية أدائية تمثيلية  سينمائية وكأنها "هي" هما الإثنان معاً، كأن "هي" إخترقت جلد كليهما وبقيت هادرة في مجرى الدم عبر العروق والأوردة"  (الصاوي، د.ت، ص 190))  ، كل هذا جسدته بطلة الفيلم في رحلة فصّلت عبر  كادرات أو إطارات فنية سينمائية، مبرزة تناقضات وتباينات وصراعات نفسجسمية  تكمن  في حب الجسد والشهوات حتى الشذوذ الجنسي، والتحكم في العقل والدفاع عن الفضيلة "والعلاقة بين الممكن والمستحيل الذي أفرزته سعاد حسني عبر دورها المنشطر بين عالم ناهد الناعم وعالم مرفت البركان " (الصاوي، المرجع نفسه، الصفحة نفسها) .

      يستنبط  المتلقي المتفحص  للقطات المشهدية  لفيلم "بئر الحرمان"،  بأنّ جلّ الشخصيات المؤداة للدور المجسد لها محرومة حرمانا عاطفيا " تعاني من إفتقادها للحميمية الأسرية مما يؤثر على نفسيتها .. وهو الأمر الذي يساهم في انطوائيتها" (أشويكة، 2011، ص 135) ، وانفصامها وخروجها عن المألوف غير المرغوب فيه.

      يركز البعد الجمالي لفيلم " بئر الحرمان" على تشكيل توازن بين إطارات ( les cadres) اللقطة المشهدية للاضطرابات والمكبوثات النفسية التي تعاني منها البطلة والحياة  العادية لشخصية "ناهد"، لذا نلفي بأنّ الرؤية الإخراجية عكست العالم الباطني للنفس البشرية، مقتحمة مخاطرها وأهوالها في فضاء جمالي مغاير غير معتاد عليه ولا يألفه المتلقي في تلك الحقبة، كون المشاهد جريئة في طرحها وتضعنا في مواقف مصوّرة  تحمل في ثناياها أهم تفاوتات الحياة الغامضة  وتشعّباتها والتي تنبعث من بواطن الفرد: الكبث، الحرمان ، الفصام ، الصراع النفسي.. وهاته  "مؤشرات دالة على مايمور فيها من مشاكل، وعلامات مجازية تعطي صورة على ما  يقع في المجتمع "   (أشويكة، 2011، ص 135).

      ساهم ديكور فيلم "بئر الحرمان" في إثراء وإعطاء جمالية للأحداث، حيث نلفي إنتقاء الفضاءات متناسبة  مع أداء الممثلين، وتشمل كل من فضاء الديسكو، المنازل، إلى العيادة  النفسية، لتتداخل اللقطات المشهدية  وتعكس لنا واقعا متخيّلا إستتيقيا بكل جزيئاته "إلى درجة أنّ ثبات تلك المكونات الجمالية تجعل المتفرج قريبا من الواقع إن لم نقل مندمجا فيه" (أشويكة، م س، ص 167) .

      ومن الضروري الإشارة إلى مكانة الصورة السينمائية التي إستخدمها المخرج عبر الكادرات المتتالية والمتوالية هي جزء مكمل ومكون للعمل السينمائي، وهو ما يتناسب وبيئة الفيلم وإبراز الأمراض النفسية المفرطة  القادرة على " الجمع بين الجسد البشري، والغرائبيات المختلفة ضمن البيئة السينمائية القادرة على استجلاب أحوال التشويق، والإثارة" (بومعزة، ص 154)، وهذين العنصرين تضمنهما العمل السينمائي وعملا على  إبراز الحرمان العاطفي والغرابة معًا، وذلك بتورط "ناهد" في خلق تجارب منطقية خارج التصور المنطقي، وهذا ما أتعبها نفسيا في الكثير من الأحيان محاولة معرفة المهمات الصعبة التي تجتازها بإنجازاتها المستعصية.

       

       

       



      *  أو ما تسمى  بالأحلام الفظة" CRUS"  وهي الأحلام التي تحتوي تفاصيل اللاوعي دون تلطيف من قبل الرقابة في تنقل صورة صادقة عن اللاوعي تحتوي على كثير من المكبوثات (نجم، 1991، ص 175)  


  • 19 مايو - 25 مايو

    • تشكل الحركة في الفيلم السينمائي عنصرا مهما ترتكز عليه الحبكة الدرامية ككل، فإضافة إلى الحركة التي تخلقها الكاميرا، حيث تتشكل ملامح الرؤية الإبداعية بالنسبة للمتفرج بواسطة سلم اللقطات وزوايا الرؤية وحركات الكاميرا.

      الحركة التتابعية والمتشابكة:

      والمقصود بها إتباع حركة الشخصيات، حيث أنّ بعض تفاصيلها تتحرك بسرعة فائقة عن الأخرى وعندما تتوقف الشخصية تستمر بعض أجزاء الفيلم في الحركة.

      وهذا ما نلحظه في فيلم جاكي شان، فعند مصارعة الأبطال تكون الحركة بطيئة في بادئ الأمر، وفجأة تتغير إلى حركة سريعة وتستمر حتى تنتهي تلك الحركات.

      الإبطاء والتسريع:

      والمقصود بها إضفاء على الأحداث المعروضة واقعية لها بداية ووسط ونهاية، بمعنى عرض  حركات الممثلين والكاميرا للتعريف بالشخصيات وتنتقل إلى الذروة بشكل سريع لتتحول إلى حركة أسرع في النهاية لحل المشكل.

      حركات دائرية بسيطة لحركة الشخصيات:

      وهنا نقصد بها إما حركة الكاميرا الدائرية حول المشهد، أو حركة الممثل بواسطة الترافلينغ بأنواعه المختلفة.

      حركات ثانوية :

      وتستخدم إضافة إلى الحركات الأساسية لجعلها أكثرواقعية غير مزيفة.

      المبالغة:

      إستخدام حركات المبالغة وهذا تأكيدا على بعض النقاط والأفكار التي تحملها تلك الحركات.


  • 26 مايو - 1 يونيو

    • حركة ثلاثية الأبعاد في فيلم SAN ANDREAS للمخرج "براد  بايتون"

      عندما نستعمل حركة ثلاثية الأبعاد في الصورة السينمائية ينبغي على تقني التصوير أن يكتسب كاميرا ثلاثية الأبعاد لكي يتم تتبع الكائنات التي ستتحول فيما بعد، وإضافة عناصرها المتنوعة، ولعل فيلم "SAN ANDREAS" من تأليف " أندريه فابريزيو" و"جيرمي باسمور" وسيناريو "تشاد هايز"، كارلتون كوسي"، كاري دبليو.هايز" و"ألان لوب" ومن إخراج  "براد  بايتون B. Baitoune"، وإنتاج عام 2015 في الولايات المتحدة.

      يعرض هذا الفيلم الدرامي وعلى مدار 114 دقيقة أحداثا كارثية سبّبها زلزال مدمر وقع في ولاية كاليفورنيا الواقعة على الساحل الغربي للولايات المتحدة، فيقرر بطل الفيلم وطليقته  الذهاب على متن طائرة هليكوبتر خاصة بهما من أجل تخليص ابنتهما الوحيدة  وإغاثتها عقب نشوب الزلزال، دون الإكتراث بالمخاطر التي سيواجهونها أثناء رحلتهما المثيرة والمشوقة.

      وعند تصوير هذه المشاهد، اعتمد المخرج في فيلمه هذا على تقنية ثلاثية الأبعاد ومزج بين المنطقية واللامنطقية، بين الواقع والخيال، وعمل على تقديم المحتوى الفني الناتج ضمن إطار محدد وضعه هو، وبحث في اللَّاشعور الإنساني الذي يشوبه التناقض والصراعات الداخلية النفسية للأبطال، مما أدى بنا إلى الغوص في خلجات الممثلين المكتئبة جرَّاء ما يحدث وما سيحدث، باستعمال مؤثرات وخدع بصرية قد بدت لنا حقيقية، ولعل مخرج الفيلم وظف الوسائط الحديثة لإعطاء الصورة جماليات وظيفية تعكس الواقع الذي يعيشه الأبطال طوال مجريات الأحداث.

      ومن وجهة نظر أخرى، نلفي بأن هناك خلل في كتابة السيناريو وضعف في صياغة الحبكة، وقد بدا جليا في عدم الإهتمام بالضحايا الذين هم بأمس الحاجة للإغاثة، فجل الأحداث تمحورت حول إنقاذ ضحية واحدة، وكأنّ وقائع الفيلم خصصت للأبطال الرئيسيين دون غيرهم.


  • 2 يونيو - 8 يونيو

    • لضبط وتكوين الصورة بتقنية عالية يجب ترتيب وتثبيت عناصرها : الإضاءة، الأشياء المراد تصويرها وزاوية التصوير ، وينبغي المرور بثلاثة مراحل:

      عنصر التركيز: هو أول مايلفت الإنتباه ويضم خمس عناصر: العزل- التباين- خطوط التوجيه- التأطير- نقاط الإرتكاز.

      عنصر الهيكل: وهو العنصر الذي يشمل قاعدة التثليث – المثلثات الذهبية- خطوط النظر.

      عنصر التوازن: ويشمل المساحات والمحاذاة- الآفاق- التماثل- الوزن البصري.

      المساحات والمحاذاة: يلزم ترتيب عناصر الصورة وينبغي أن تكون متساوية كلها على نفس المحاذاة، وينبغي أن تكون متقاربة دون ترك فراغ لكي لا يختل موضوع الصورة .

      الأفاق: يجب أن تكون خطوط النظر متوازية وأفقية.

      التماثل: ينبغي وجود تطابق في المنظر

      الوزن البصري: يعتمد على الحجم، الوزن، المكان، التوازن، وإن إختل أي عنصر من هذه العناصر يختل الوزن البصري للصورة.


  • 9 يونيو - 15 يونيو

    • مفهوم الشكل:

      الشكل هو تنظيم المادة وتحقيق الترابط والتناغم بين مكوناتها، فمثلا مادة الصورة هي الكلمة والمؤثرات البصرية المساعدة لها وبتوليفها بشكل يتناسب مع موضوع الصورة، لننتقل إلى الموسيقى المصاحبة للمشهد حيث يتم تنظيمها في شكل معين وهو السلم الموسيقي، إضافة إلى الألوان التي يحتويها المشهد يتم تنظيمها ايضا بشكل معين.

      القيم الجمالية في الشكل:

      أن يكون له حجم معين محدود لكي لا يختل موضوع الصورة.

      أن يتميز بوحدة الموضوع في الفيلم السينمائي.

      تحقيق التوازن بحيث ينبغي توافق الجانب الأيسر   مع الجانب اليمن

      تحقيق التناغم والانسجام بين مكونات الصورة

      وجود مركز السيادة ( مركزالثقل البصري) هو العنصر المراد توظيفه وإبرازه ويتم تاكيده بوضعه في مستوى أعلى أو تسليط  الإضاءة أكثر عليه أو تتركه في المقدمة

      التنوع في وحدة الموضوع حيث ينبغي المحافظة على الموضوع الأساسي لتتفرع منه أفكار أخرى تشمله.


  • 16 يونيو - 22 يونيو

    • التوليف السردي:

      يرمي التوليف إلى سرد حركة معينة بواسطة جمع شذراتمتنوعة وواقعية تهدف في كليتهما إلى إعطاء مجموع له معنى، ولهذا النوع من التوليف وظيفة وصفية، يمكن إدراج أربعة أصناف تحت راية التوليف السردي حسب تصنيف جيرار بوتون:

      التوليف الخطي:

      هو التوليف الأكبر بساطة والكثر كلاسيكية حيث تتوالى المشاهد حسب نظام منطقي.

      التوليف البمقلوب:

      لايتم في هذا التوليف إحترام النظام المنطقي، فالفيلم ينبني على كثرة الرجوع إلى الوراء.

      التوليف التناوبي:

      ينبني على تزامن وتوازي لقطتين او مشهدين أو أكثر، بحيث تتناوب اللقطات قصدا لإبراز الأشخاص أثناء الحديث أو المطاردة بصفة تناوبية أثناء الظهورعلى الشاشة، ونلاحظ ذلك في أفلام الوسترن أو أفلام الصيد مثلا.

      التوليف المتوازي:

      هو الذي يقدم أحداثا بعيدة نوعا ما في الزمان أو في المكان مع العودة إلى الوراء، وهذا ما يسمى بتقنية الاسترجاع، كما يقوم على المقاربة الرمزية لعدة  مشاهد ولقطات قصد الإشارة إلى الدلالة الجامعة بين مقاربتها.

       


  • 23 يونيو - 29 يونيو

    المحاضرة 10: الزمن السردي
    توطئة
    على حسب "جيرار جينيت" الزمن هو العلاقة بين الحكاية والقصة ، ومايحدث من تشوهات للزمن، أي عدم الإخلاص للترتيب الزمني للأحداث واختلاف زمن الكتابة وزمن القراءة.
    عناصر الزمن السردي:
    للزمن السردي 3 عناصر يمكن تحديدها كلآتي: الترتيب، مدة الزمن السردي، التواتر
    1-  الترتيب:
     ويشمل الإتجاه، التزامن، الإسترجاع، الاستباق، المتضمن.
    ·        الإتجاه: ومعناه إتجاه سير الأحداث وفق مدة زمنية محددة.
    ·        التزامن:يكون زمن القول متزامنا مع زمن القصة ويمضي في ذات الإتجاه.
    ·        الإسترجاع: وهي الأحداث التي يعود فيها السارد لأحداث سابقة والعودة إلى الماضي لتبرير ما يحدث.
    ·        الإستباق: الإنتقال من الزمن الحاضر إلى زمن المستقبل، وهو تسريع عملية زمن القصة.
    ·        المتضمن: هو حدث لا تاريخ له.
    2-  مدة الزمن السردي: ويشمل سرعة الحكاية والخطاب القولي.
    ·        الحوار:بمعنى زمن القول يكون متساويا مع زمن القصة
    ·        التلخيص: يحكي السارد أحداث كثيرة في جمل مختصرة أي زمن القول أقل بكثير من زمن القصة.
    ·        الحذف:وفيها يتوالى زمن الحكي ويتقلص زمن القصة، بمعنى لإسقاط فترة طويلة وتخليصها من زمن القصة.
    ·        الوقفة: يتوقف زمن الحكاية أو يبطئ ويستمر زمن القول كما في الوصف.
    ·        المشهد: المقطع الحواري الذي يهدي إلى تضعيف السرد، وتفريق  بين زمن حوار السرد وزمن القصة
    3-  التواتر:
    ·                        التفردي/ الترددي: علاقة التكرار بين الحكاية والقصة بوصفها مظهرا للزمنية السردية تحددها الجهة، فالحدث يمكن أن يقعمرة أخرى أو يتكرر.
    ·                        التحديد/ الاستغراق: وهو تحديد الزمن، والتخصيص له والإستغراق في التأمل والتفكير.
    ·                        التزمن: والمقصود به التزمن الداخلي أوالخارجي، العلاقة بين حركة السرد الأحداث المتتابعة وعلاقتها بزمن الحكايةوسلسلة الأحداث الزمنية الخارجية.
    ·                        التناوب/ الانتقالات: يفرق " جينيت" بين التناوب الترددي والتفردي والتناوب المهمل والمشهد كما كان في السرد الكلاسيكي.
    ·                        اللعب الزمني: أي دراسة العلاقات التي تقيم الحكاية بين زمنيتها الخاصة وزمنية القصة.
     

     


  • 30 يونيو - 6 يوليو

    المحاضرة 11: القراءة السردية للفيلم

    ترتبط جمالية الفيلم السينمائي إرتياطا وثيقا بالسرد، كيف ذلك؟. يتحدد الأسلوب تقريبا بشكل كلي مع تقنية السرد بحيث يتمظهر أسلوب الفيلم وشكله الجمالي والفني من خلال السرد المنطقي لأحداثه، كما يتحدد إنطلاقا من الصلابة التسلسلية لأفكار السيناريو.

    إنّ وحدة الحكي السينمائي تختلف من فيلم لآخر، تتعامل مع اللقطة كرؤية مجردة للواقع أثناء التحلي، ومع الحدث باعتباره جقيقة خاصة، يمكننا أن نلمس في قلب كل سرد على الأقل سرد عاطفي، مبدأ الجهل ومبدأ الشك بصفة شكلية.

    مادامت السينما وسيلة تعبيرية لتفعيل الخيال وتنشيط عملية الإبداع، فإنّ هذه العملية تخضع لمبدأ الشك والإفتراض والتنظير.

    من الممكن أن نفترض لكل قصة ساردا إذا كان هناك شيئ خفي، تسهل تقنية توظيف السارد أو الراوي عملية فهم الفيلم وتحدد طريقة عرضه، خاصة إذا كان هناك تقطع في الزمن أو الأحداث.

    فالسارد ذاكرة حية، بمعنى الشعور والاحساس، أما عدسة الكاميرا فعلى العكس من ذلك، لا شعورية وغير حساسة.

    تمكننا القراءة الفيلمية من التعرف على التسلسل المنطقي لأفكار الفيلم وأحداثه عبر لقطاته وصوره، كما تساهم في معرفة إيقاعه وطريقة توليفه.

     

     


  • 7 يوليو - 13 يوليو

  • 14 يوليو - 20 يوليو