سيميولوجيا الصورة :د.م. سعيدي
Weekly outline
-
-
v مفهوم السيميولوجيا:
أ- لغة :
تشتق كلمة سيميولوجيا من الكلمة: السومة والسيمة والسيمياء يعني: العلامة أو الآية، وبالفرنسية signe.
وفي الأصل العربي تعرّف بالسيميولوجيا وsémiologie باللغة الفرنسية وsémiotique بالإنجليزية. وهذان المصطلحان مشتقان من اللفظة الإغريقية sémion بمعنى الإشارة أو العلامة[2]، فالسيميولوجيا هي مجموعة العلامات والرموز لها مدلولات مختلفة تشمل الثقافات والعادات وغيرها تفسّر حسب البيئة المعيشية.
وفي السياق نفسه ورد هذا المصطلح بمرادفات مشابهة له في المعنى نحو " السيمية، أو السيماء أو السمياء أو السيميائية أو السيميائيات" ، ومنهم من اكتف في بتعريب المصطلحين "سميولوجيا و سيميوطيقا"، أو اقترح تسمية أخرى مثل علم العلامات أو علم الأدلة أو الرموزية أو الدلائلية"[3] ، ونقصد بها نظام من العلامات المشفرة الماورائية التي يمكن تفكيكها بواسطة نماذج لباحثين لسانسيين لمعرفة معناها الحقيقي.
ب- اصطلاحا:
لقد أثار علم السيميولوجيا إهتماما واسعا لدى الباحثين باعتباره علم يدرس العلامات والإشارات هدفه دراسة ما وراء المعنى تتضمن العلاقات غير اللسانية باعتبارها نسقا من العلامات، والسيميولوجيا في مفهوم " رولان بارت Roland Barthe"* هي "العلم الذي يمكن أن نحدده رسميا بأنه علم الدلائل ( العلامات) إستمدت مفاهيمها الإجرائية من اللسانيات" [4]أما " جوليا كريستيفاJulia [5]Kristiva " ** فتعرف مصطلح السيميولوجيا على أنه العلم الذي يقوم بـ" دراسة الأنظمة الشفوية وغير الشفوية ومن ضمنهــــا
اللغات بما هي أنظمة أو علامات تتمفصل داخل تركيب الإختلافات..."[6].
من خلال هاذين المفهومين لـ" رولان بارت" و" جوليا كريستيفا" يتبين لنا أنّ السيميولوجيا في معناها العام: تعني مجموعة الأدلة والرموز مستمدة المعنى من ثقافات المجتمعات مع تحديد اللغة الملفوظة وغيرها والتي تطلعنا على جوهر ولب العلامات التي تحتويها تلك اللغة.
أما الدارسون والباحثون العرب أيضا، ومن بينهم " سعيد علوش" وسعيد بنكراد" و"أحمد السرغيني" و" صلاح فضل" وغيرهم، فقد بحثوا في دلالة الكلمات " مثل تسجيل معاني في القرآن الكريم وضبط المصحف بالشكل يعد حقيقةً عملاً دلاليا، لأنّ تغير الضبط يؤدي إلى تغير وظيفة الكلمة وبالتالي إلى تفسير المعنى"[7]، لذا عمدوا هؤلاء إلى ضبط والبحث في أنظمة العلامات وإنتاج دلالتها للتواصل مع أفراد البيئة الإجتماعية.
[1] - عبد القادر رحيم: علم العنونة، دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر، ط 1، سوريا،2012 ، ص11.
[2] - قدور عبد الله ثاني، سيمياء الصورة- مغامرة سيمياية في أشهر الإرساليات البصرية في العالم-، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، 2005، ص 51.
[3][3][3] - عبد الواحد المرابط ، السیمیاء العامة وسیمیاء الأدب ، الدار العربیة للعلوم ، ط 1، بیروت، 2010، ص 18- 19.
* - رولات بارت( 12نوفمبر 1915- 25 مارس 1980) : فيلسوف فرنسي، ناقد أدبي، دلالي، ومنظر إجتماعي، .وأحد رواد علم الإشارات، تحصل على الثانوية ثم الإجازة في الآداب، وعمل مدرسا في جامعة الرباط وجامعة الصيا واليابان ....
[4] - رولات بارت، درس السيميولوجيا، تر: عبد السلام عبد العالي، دار توبقال للنشر، ط2، المغرب، 1986، ص 20.
** - جوليا كريستيفا ( 24 يونيو 1941): فيلسوفة بلغارية فرنسية، ناقدة أدبية، أستاذة بجامعة باريس السابعة ديدرو، نشرت العديد من الدراسات في السيميائيات والنقد والفنون والرواية وعلم النفس والفلسفة، ألفت عن ما يزيد 30 كتابا من بينهم: " النص الروائي( 1970)، و" ثورة اللغة الشعرية( 1985)، قوى الرعب، الإكتئاب والسوداوية...
[6] - قدور عبد الله ثاني، سيمياء الصورة- مغامرة سيمياية في أشهر الإرساليات البصرية في العالم-، م س ، ص 80.
[7] - أحمد مختار عمر، علم الدلالة، عالم الكتب للنشر والتوزیع والطباعة،، ط 6 القاھرة،2006، ص20.
-
علم العلامات علم قديم حديث النشأة ، ظهرت إرهاصاته عند فلاسفة اليونان ومنهم أرسطو.
حدد أنواع العلامات التي ذكرها أرسطو مستشهدا بأمثلة.
-
-
-
:توطئة
كما ذكرنا آنفا فإنّ نشأة السيميولوجيا تعود إلى الحضارة الاغريقية القديمة، حيث تمّ العثور على رموز وإشارات إيحائية خلّفها الإرث اليوناني منذ الإرهاصات الأولى لظهورها، واعتبرها المحدثين علامة من علامات العلم السيميائي التي تحتوي على دال ومدلولها، وقد ذهب"أمبرتو إيكو" إلى توضيح أنّ لكل علامة سيميائية دالة ترمز إلى مدلول ما، وفي هذا الصدد يقول:" كل أنواع العلامات وكل أنواع السيميائيات، أي ليس العلامة اللغوية فقط، وانما العلامات المنتشرة في شتى مناحي الحياة الاجتماعية، فاللباس ونظام الازياء والموضة السائدة في مجتمع ما تشكل علامات وانظمة تختلف من مجتمع إلى آخر...على هذا يشتمل علامات واشارات ودلالات "[1]
ولتشعب مصطلح السيميائيات ومفاهيمها عند الإغريق والاوروبيين والعرب، عكف بعض الدارسين مع بداية القرن العشرين ومن بينهم" فردينان دي سوسير Ferdinand de Saussure"* مؤسس اللسانيات العامة وعلم العلامات Sémiologie و "شارل سندريس بيرس Charles Sanders Peirce" * الفيلسوف المنطقي الذي اقتبس كلمة"السيميوطيقا"Sémiotique المستعملة من طرف الالماني "لامبيرت " في القرن الثامن عشر ميلادي، والتي تعني علم –المنطق، وفي هذا الصدد يعرّف بأنه: "ليس المنطق بمفهومه العام الا اسما آخر للسميوطيقا، والسميوطيقا نظرية شبه ضرورية أو نظرية شكلية للعلامات".[2]، ومنه نلحظ اهتمام "بيرس" بحل التشفير اللغوي من وجهة فلسفية محضة، وقد إعتمد الباحثون الامريكيون على نهجه وفضلوا مصطلح السيميوطيقا، وقاموا بتحليل العلامات اللغوية هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، لقد أعرب" دي سوسير" عن نشأة علم جديد يقوم بدراسة رموز الدلائل وإشاراتها داخل البيئة الاجتماعية من خلال محاضراته التي ألقاها في "جنيف"، وقد توصّل إلى مفهوم مصطلح السميولوجيا واستخلصه في قوله: "اللغة نظام من علامات يعبر عن أفكار، ولهذا فهي مماثلة لنظام الكتابة الابجدية الصم والبكم... ويمكن أن تتصور علما موضوعه دراسة حياة العلامات في المجتمع، قد يكون هذا العلم جزءا من علم النفس الاجتماعي وهو بدوره جزءا من علم النفس العام وسأطلق عليه اسم السميولوجيا-علم العلامات-[3]"، ويفضل الأوروبيون هذا المصطلح نسبة إلى "دي سوسير" باعتباره منهج يدرس البيئة النفسية للحياة الإجتماعية.
إلى جانب القواعد التحليلية السيميائية التي يعتمد عليها منهجي" دي سوسير" و "بيرس" ، " يقف مخطط "رومان جاكيسون" في دراسة وظائف اللغة، بوصفه أساسا قي الحقل السيميائي المعاصر، يحدد جاكيسون" ستة عوامل لإحداث التواصل اللغوي: مرسل ومتلقي ورسالة وسياق وشفرة، وأن لكل عامل من هاته العوامل وظيفة لسانية مختلفة تتمثل بالإنفعالية والإفهامية المرجعية والإنتباهية والميتالسانية والشعرية، وكل رسالة تتركب من أغلب هذه الوظائف"[4]، إضافة إلى علوم عديدة معتمدة عليها مثل: المنطق ونظرية المعرفة والتي تهتم بدراسة الوسائط الفلسفية والأخلاق التي يتم من خلالها معرفة نظام الشفرات وفكّها.
أما عند العرب فقد تباين مصطلح السيميولوجيا بتباين المذاهب والمترجمين وتوجهاتهم العلمية، فنلفيه مصطلح متشعب المفهوم نحو: علم الإشارة، علم الدلالة، علم الرموز، علم العلامات، علم المعنى، علم الدلائل، علم السيميولوجيا، وفي تونس أطلق على هذا المصطلح بالدلائلية وبالمغرب الاقصى يسمى بالسيميائيات أوعلم السيمياء.
[1] - ميشال اريفيه وآخرون، السيميائية اصولها وقواعدها، تر: رشيد بن مالك، منشورات الاختلاف، طبع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، د ط، 2002 ، ص21.
* - فردينان دي سوسير( 26 نوفمبر 1857- 22 فبراير 1913): عالم لغويات سويسري يعتبر الأب والمؤسس لمدرسة البنيوية في اللسانيات . كان مساهما كبيرا في تطوير العديد من نواحي اللسانيات في القرن العشرين . كان أول من أعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية أقترح دي سوسير تسميته semiology ويعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات .
* - شارل سندريس بيرس (10 سبتمبر سنة 1839 – 19 أبريل سنة 1914): يعتبر بيرس مؤسس الفلسفة الذرائعيّة (البراجماتية) نشر بيرس طوال حياته عددا من المقالات، تمّ تجميعها إثر وفاته، ونشرها في 8 مجلّدات تحت عنوان "مجموعة أبحاث تشارلز س. بيرس". ومن هذه المقالات، نذكر أوّل محاولة فلسفيّة مهمّة له أرسى من خلالها دعائم الذرائعيّة، وهي "كيف نجعل أفكارنا واضحة" (1878)، وكذلك "دراسات في المنطق" (1883)، و"الهندسة المعماريّة للنظريّات" (1890)، و"ما الذرائعيّة؟" (1905)، و"نشأة الذرائعيّة" (1905).
[2] - فيصل الاحمر، معجم السميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، ط1 ، الجزائر ، 2010 ، ص 17.
[3] - منذر عياش، العلاماتية وعلم النص، المركز الثقافي العربي ، ط1 ، الدار البيضاء ، المغرب،2004، ص 34
[4] - فوزية لعيوس: غازي الجابري: التحليل البنيوي للرواية العربية، دار الصفاء للنشر و التوزيع، ط 1، عمان، 2011، ص 107. -
يعرف "دي سوسير" علم العلامات على أنه العلم الذي يدرس حياة العلامات الذي يخل داخل إطار المجتمع"
فماهي العلامة عند دي سوسير وماهي خاصيتها؟
-
-
-
Ø التوليد الدلالي في الصورة السينمائية:
خضعت الصورة السينمائية إلى التأويل العلاماتي، حيث "يبدأ تحليل أنساق العرض وكوداته بتنظيم الفضاء المسرحي وتنظيم الفضاء الداخلي الشخصي"[1]، بمعنى هو ذلك المكان الغني بفك رموز العلامات وخلق الإشارات وتنظيمها سلوكيا والتحكم في عواطفها، وفي ممثليها وأبعادهم؛ بين "أنا وأنا" (في الداخل والخارج) "أنا والآخر"، "أنا والمجموعة"، وهذا ما يفسر التفاوض مع الممثل ومع الآخر بتحكمه في أدائه الجسدي، ويحترم المسافة المفروضة مع الآخر، ويقبل القيود المكانية والزمانية والسينوغرافية، فالصورة السينمائية هي مساحة اللقاء بين المرئي وغير المرئي، المادي وغير المادي، كما تفتح إمكانيات أخرى: التحول ، التطور ، الدقة ، الإشكالية ... إلخ.
تجمع الصورة السينمائية بين ثلاث أنواع من العلامات تضمن العلامة الرمزية والأيقونية والإشارية، ولهذا نلفي الفن السينمائي يعتمد على الدلالة الإيحائية " لا على المباشرة التقررية الجامدة، ذلك العلامة الرمزية في حد ذاتها تنتمي إلى عالم الدلالة"[2] فبدل أن يغوص المتلقي في التنقيب والبحث عن ظواهر الأشياء، أحاط نفسه بالرموز التي حالت بنيه وواقعه المعيشي.
المراجع المعتمدة:
[1] - كير إيلام، سيمياء المسرح والدراما، تر: رئيف كرم، المركزالثقافي العربي،ط1،1992.
[2] - مارسيلود داسكال: الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة، ترجمة: مجموعة من المؤلفين، الدار إفريقيا الشرق، 1987.
-
-
-
هناك ثلاثة أنواع من العلامات عند تحليل الصورة:
- الإشارات اللغوية الكتابية واللفظية: تسمية توضيحية للصورة ، والتي تحمل العنوان، إسم المخرج ، الممثلون، شركة الإنتاج..
- العلامات الرمزية، التصويرية، التناظرية: يمكن التعرف على الكثير من المواضيع التي تحتويها الصورة بسبب التشابه التمثيلي المستمد من الواقع مثل: المسجد الذي يرمز إلى الديانة الإسلامية على سبيل المثال لا الحصر
- اللافتات التشكيلية، غير التصويرية: مرتبطة بخيارات شكلية بحتة، مثل اللون والشكل والمكانية والأشياء الملموسة، إضافة إلى دمج الألوان نحو: اللون الأبيض الذي يرمز للسلام والنقاء، واللون الأخضر دلالة على الإزدهار والتقدم، واللون الأحمر الموجود في العلم الجزائري يوحي إلى دم الشهداء مثلا، واللون الوردي يرمز إلى الصفاء والبهجة والفرحة.
تعرض كل علامة من العلامات آنفة الذكر مساهمتها في معنى الصورة وما تحمله من دلالات؛ لذلك من المهم التمييز بين الدلائل المختلفة وربطها معًا لتحديد المعنى العام للرسالة المرئية.
-
-
-
يرى "رولان بارث" أن للصورة ثلاثة رسائل:
-الرسالة اللغوية: وتشمل الخطاب اللغوي الأيقوني وتحليل التأويلات التي يأتي بها، ودراسة الحقول المصطلحاتية والمفرداتية التي تتشكل منها لغته، وكذا الأسلوب الذي صيغ به:اللعب بالضمائر، أزمنة الأفعال، إيقاع الجمل، المفردات، اللعب بالأصوات، أنواع الأسلوب... إضافة إلى سنن الأشكال وسنن الألوان، والسنن التشكيلية ويتيح كل هذا إلى تحديد هوية الترابطات والحمولات التي حملها الخطاب الأيقوني المشفر.
- الصورة التقريرية: وهو إقتراح تفسيرا ومعنى مخالف للعنوان الأصلي للرسالة أو لمعناها التقريري، وماهي تفسيرات الرسالة البصرية المتزامنة مع إنتاجها، وما تفسيراتها اللاحقة.
- بلاغة الصورة: وتشمل العلامات البصرية التشكيلية، والعلامات البصرية الأيقونية أو حوافزها الباعثة، العلامات الحيزية أو الماكثة بين مختلف العلامات، ونستطيع أن نلتمسها من أول المنظر إلى آخره، أو من اليسار إلى اليمين، ودراسة كل ما يمثل عهدا أو عصرا.
-
-
-
-
- الإطار CADRE: ويمثل حدود الصورة وحواشيها، وينبغي ذكر الإطار الموجود في الصورة أم لا، ويجب على الأنماط الموجودة الهيمنة على جميع الوسائط داخل اللوحة الفنية بخلفية تشكيلية طبيعة كانت أو مصطنعة، مما يسمح للمتلقي الغوص والانغماس في الخيال والإحساس على ما تحتويه الصورة.
التأطير Cadrage:
ونلفيه عريضًا أوعموديا، كما يقودنا إلى العالم الملموس والمحسوس والذي يتضمن البعد السيكولوجي للشخصيات الممثلة لحدث ما، ونقصد به أيضا موضعة الصورة في علاقتها مع نافذة الكاميرا، أو الطريقة التي يتم عبرها وضع الموضوع المصور داخل الإطار الذي نريد تصويره.
التركيب:
وهو وضع المكونات الأساسية لموضوع الصورة داخل إطار الصورة بصفة تناسقية، ويتضمن مجموعة من المبادئ تكمن في شد الانتباه إلى المحور الأساسي والمحافظة عليه، وألا يتم التعبير إلا عن فكرة واحدة داخل كل لقطة على الأقل، وإقصاء كل ماهو عارض وغير مهم، واقتراح المجموع بدءا بجزء منه .
زاوية الرؤية
الصورة تكون واضحة ومفهومة، وتعطي الخلفية إضاءة طبيعية أو مصنعة وتظهر بكل تفاصيلها لإبراز متن الرسالة التي تحتويها الصورة.
الألوان والإضاءة
يساعد اللون في تحليل وقراءة الصورة لاسيما وأنه يقرب المتفرج أكثر فأكثر من الواقع المصور، كما يساهم في بلورة أحاسيس وانفعالات سيكولوجية تكتسي قيمة نفسية ودرامية تجنبها السقوط في رمزية بسيطة.
-
-
-
-
من الواضح أن التفاعل بين العناصر التشكيلية والعناصر الأيقونية للصورة هو أمر حاسم في إنتاج المعنى العام للرسالة المرئية، وهذا التفاعل دائري ويمر من الرمز التشكيلي إلى الرمز الأيقوني، ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع رئيسية من هاته العلاقات التفاعلية: علاقات التطابق أو المعارضة أو الهيمنة.
وهذا ما تحتويه الصورة:
علاقة التطابق المعارضة الهيمنة
الدفاع عن الحيوانات إيذاء الحيوانات تغلب صفة الخير عن الشر
يمكن أن تكون العلاقة بين فئتي العلامات الموجودة في الصورة هي علاقة تفوق الفن التشكيلي على الأيقوني، وعند التفحص الدقيق، أدركنا أن بعض البيانات التشكيلية تتصدر التفسير، وغالبًا ما تكون أكثر حسماً في إنتاج المعنى العام للصورة من الرمز الأيقوني الذي نميل إلى تركيز انتباهنا عليه.
-
-
-
-
يعد الفن الفوتوغرافي من الفنون التعبيرية "التي تتقاطع مع الفن في كثير من الخصائص، سواء فيما يتعلق بتقنية إلتقاط الصور كالاضاءة والتأطير وتركيب الصورة... أو فيما يتعلق بقراءة وتحليل الخطاب المتولد عن الصورة الفوتوغرافية." (أشويكة، 2005 ، ص 86)، كما أنها ترتكز على إبتكارات تعكس التمثيل التشكيلي للواقع هذا من جهة " وتستند من جهة ثانية إلى معطيات من طبيعة أخرى، يطلق عليه التمثيل التشكيلي للحالات الإنسانية، أي العلامة التشكيلية: الأشكال والخطوط والألوان والتركيب" (الله، ص 161)، كما أنها تحمل دلالات إشارية ورمزية " تفتح أبواب الخيال لكي تمارس الميكانيزمات الذهنية عملية تفكيك الرموز والإحالات" (م ن، ص ن)، ليبقى الرمز التشكيلي من علامات ومميزات الصورة الفنية الذي ينير الأذهان برؤى متباينة ومختلفة.
1- أشويكة, م( . 2005 ) الصورة السينمائية التقنية والقراءة. مراكش: المطبعة والوراقة الوطنية الحي المحمدي، ط1.
2-. الشاروط, ف. ع( . 2009) المشاهد واللقطات المصورة بالأسود والأبيض في سياق الفيلم الملون. جامعة القادسية: مجلة علمية تصدرها كلية التربية.
3. الله, ق. عسيمياء الصورة مغامرة سيميائية في أشهر الإرساليات البصرية في العالم . الجزائر: دار الغرب للنشر والتوزيع.
-
لديك بطاقة تعريفية لأي فيلم من إختيارك، قم بدراستها سيميولوجيا كما ينبغي عليك الإستعانة باللافتة أو بالجنريك لتحديدها.
-
-
المحاضرة 09: قراءة الصورة السينمائية1
يمكن قراءة الصورة السينمائية من ثلاثة مستويات، التقني وقد تطرقنا إليه سابقا، والمستوى الوصفي والمستوى التأويلي.
المستوى الوصفي: يصعب إتمام العناصر التي تتركب منها الصورة، ويرجع هذا إلى غنى المعلوماتاللمحدودة للصورة، فهي تتشكل كوحدة ، فكل مشاهد أو ناقد يحلل الصورة إنطلاقا من نشاطاته ووسطه الثقافي.
لتحليل الخطاب الأيقوني غير المرموز يجب أن نقوم بجرد دقيق لمكونات الصورة، لنتلذذ قيمتها الإعتبارية، والعلاقات التي ترتبط بينها، وتدرك تراتبيتها، كأن نفرق بين مختلف لقطات المشهد الواحد، مثلا يرى كل واحد منا هذه الأشياء حسب أهمية اللقطة، يمكن مثلاأن يشاهد العناصر الحية قبل الحركة، أما الشيء الثابت فلا يثير الانتباه وغن كان يعني الصورة.
المستوى التأويلي للصورة: تحليل الصورة مباشرة أو غير مباشرة على المتخيل، كما تثير أحاسيس وعواطف تبعث على استثمار نفسي معين، فالصورة تحلق بينها وبين المتلقي شعورا عاطفيا معينا، كالإحساس بالشفقة، أو البكاء أو الضحك او الألم.
كما تتحدد دلالتها إنطلاقا من مجموعة مكثفة من الرموز، يتحدث " رولان بارث" عما يسمى بمفهوم ترسيخ المعنى، وإذا أردنا أن نستعير هذا المصطلح في مجال تحليل وقراءة الصورة، يمكن تحاشي أي إشارة من شأنها تشويش على فهم المتلقي، حيث يتم التركيز على الأشياء المهمة داخل إطار الصورة التي تساعد تثبيت المعنى في ذهنية المتلقي سواء عبر الحركة او الحوار.
ولتحليل الصورة ينبغي علينا مقاربة مختلف الرموز: الرمز الفوتوغرافي- دلالة الألوان ورمزيتها- الرمز الحركي- رمز مجال الصورة- رمز العناصر- الخطاب اللغوي.
-
الصورة:
المؤثرات البصرية: هل سجلت إستعمالات متميزة فيما يتعلق ب:
التأطير ( مثلا إستعمالات مفرطة للقطات الكبيرة).
إلتقاط الصور؟
اللون والضوء؟
الخدع.
إذن ماهي؟
ماهو الهدف الذي وظفت من أجله؟
هل الفيلم مقطع جدا على مستوى الإيقاع البصري؟
نعم ( ما هو الهدف من ذلك)؟
لا ( ماهو الهدف من ذلك)؟
-
-
المحاضرة 10: قراءة الصورة السينمائية2
الرمز الفوتوغرافي:
يتقاطع الرمز الفوتوغرافي مع الفن في كثير من الخصائص، سواء فيما يتعلق بتقنية إلتقاط الصور كالاضاءة والتأطير وتركيب الصورة... أو فيما يتعلق بقراءة وتحليل الخطاب المتولد عن الصورة الفوتوغرافية. ، كما أنها ترتكز على إبتكارات تعكس التمثيل التشكيلي للواقع هذا من جهة وتستند من جهة ثانية إلى معطيات من طبيعة أخرى، يطلق عليه التمثيل التشكيلي للحالات الإنسانية، أي العلامة التشكيلية: الأشكال والخطوط والألوان والتركيب، كما أنها تحمل دلالات إشارية ورمزية تفتح أبواب الخيال لكي تمارس الميكانيزمات الذهنية عملية تفكيك الرموز والإحالات، ليبقى الرمز التشكيلي من علامات ومميزات الصورة الفنية الذي ينير الأذهان برؤى متباينة ومختلفة.
- دلالة الألوان ورمزيتها:
يهتم الكثير من المخرجين السينمائيين بالجانب السيكولوجي للّون وتأثيره في المشهد السينمائي سواء أكان ذلك مباشرا أو غير مباشر، بمعنى أنّ صانع اللقطة يعكس الشكل الظاهري الذي يتضمنه الموضوع، أما مضمونه فيظهر لنا تجربة البطل الشخصية وصراعاته في مواجهة الموقف التي يتعرّض له بألوان متباينة وهذا وفق ما تقتضيه نظرية التداعي واسترجاع الشخصيات لماضيها في المشهد المجسد.
وتكمن فاعلية الألوان في السينما وتأثيرها السيكولوجي في الكشف والتنقيب عن الثقافة الشعبية والأساطير والعادات الإجتماعية والقيم والمعتقدات الدينية، وهذا ما نلحظه في الأفلام الهوليوودية والبوليوودية وحتى الأفلام الجزائرية التي إستمدت موضوعاتها من الحياة المعيشية الإجتماعية.
- الرمز الحركي: وقد حددها رومان جاكبسون على النحو التالي: الوظيفة الانفعالية- الوظيفة المعرفية- المستوى الإفهامي- الوظيفة المرجعية-الوظيفة الشعرية- الوظيفة الواصفة للغة.
- رمز مجال الصورة: تقوي السينما التحقق من الحقيقة... إنها تحمل إمكانية دعم الواقع، كما تمنح قيمة الديكور وتحركات الممثلين، ثم تصعد فعالية الخطاب.
- رمز العناصر: يجمع خطاب الصورة في هذا العنصر معنيين إثنين بارزين: معنى وصفي والآخر تحليلي.
- الخطاب اللغوي:
تقترن الصورة السينمائية في بعض الأحيان بخطاب لغوي الذي يحمل في طياته دلالات وعلامات لأيقونات ودراسات الحقول المصطلحاتية والمفرداتية التي تتشكل منها لغته، وكذا الأسلوب الذي صيغ به، اللعب بالضمائر، أزمنة الأفعال، إيقاع الجمل، المفردات، اللعب بالأصوات... حيث يتيح هذا التحليل تحديد هوية الترابطات التي حملها الخطاب الأيقوني المشفر .
-
-
المحاضرة 11: مجال البلاغة الرمزية في الصورة
تحليل البطاقة الفنية التقنية لفيلم HERO
تحوي البطاقة التقنية العديد من العلامات البصرية التشكيلية والرموز بدء بالشخصيات البطلة والشخصيات المحورية الأخرى وكذا رموز الدولة الصينية المبنية والمشكلة من7 بيوت يتوسطهابيت كبير يمثل بيت الحاكم.
إن ارتداء الشخصية البطلة لباس تقليدي للفن الحربي الصيني ولونه أسود الذي يرمز إلى أعلى درجات التمكن والقوة وجاء شكله بارزا يتوسط الشخصيات الأخرى على شكل تركيبات محورية وقطبية ومركزية، وتعني بها أن المكونات تنتظم حول محور مركزي خاص بشكل الرئيسي، أو مجموعة الأشكال الرئيسية التي ترتكز على عدد من المحاور، ومن تشبع المكونات أو تصدر من نقطة مركزية أو أنهاتتكون من شكلين مقابلين أو دمج من الأشكال المتقابلة توجد بينهما علاقة.
ونراه أيضا بأنه كان يحمل عصا بيده ممسكا إياها مسكة قوية ترمزإلى أنه جاء لتحقيق العدالة والأمن والاستقرار إلى البلاد، وذلك عن طريق محاربة الملك وحاشيته والتصدي للملوك الآخرين، وهذا كله عن طريق القوة.
تتكون البطاقة أيضا من كتابات عديدة وبلغات مختلفة مثل الصينية والانجليزية وهي كلها ترمز إلى أن هذا الفيلم هدفه ليس الوصول غلى الجمهور الصيني فقط بل أنها موجهة إلى جميع الجماهير العالمية، وهذا ما يدل على أنّ الفيلم لا يطمح إلى شهرة محددة بل يسعى وراء الشهرة العالمية، وهذا ما أدى إلى ترجمته للعديد من اللغات.
ونلاحظ أنّ عنوان الفيلم والرمز كان ملازما للمثل البطل، أيضا فالجيوش التي كانت وراء الشخصية وعددها لا يحصى، يدل على الحماية التي كان يتمتع بها الملك ومن جهة أخرى تدل على أنه وبالرغم من كثرتها فالبطل لم يتراجع ووقف في وجههم، وهذا ما يؤكد قوته وشجاعته، ومن ثم فالشعاع الأصفر الذي ينبعث من الوسط وينتشر على شخصية البطل دليل على النور والأمل وغيرها من المعاني التي تدل على أنّ الأمل معلق على البطل لتحرير الصين من الملك المتجبر، وجاءت في شكل منابع ضوئية طبيعية، والخلفية باللون البني القاتم المائل إلى السواد والذي يرمز إلى الظلام والدمار الذي كانت تعيش فيه دولة الصين.
-
-
-
يقسم تاديوس كوفزان العلامة إلى 13 علامة:
1- نص الكلام: ويشمل علامتين: الكلمة ونغم الصوت
· الكلمة: هي صلب النسق الحواري، الكلمة هي علامة لأن ما يحمل وراء الخطاب له دلالته
· نغم الصوت: يشمل نبرة الصوت وشدته، الإيقاع، الإلقاء...الخ، حيث ممكن لكلمة واحدة يتم إلقاؤها بأكثر من معنى، وبهذا كل واحدة منها لها دلالة
2- التعبير الجسدي: ويشمل
· إيماءات الوجه: الحزن، الغضب، الفرح، السعادة...إلخ
· الحركة ( الأوضاع الجسدية): وهو نظام إشاراتي قائم بذاته ويحوّل الصورة لمعنى ورموز.
· إنتقال الممثلين: مثلا حركة مستقيمة تعبر عن دافع قوي- شخصية صاحبة قرار، حركة منحنية تدل على الدهاء والذكاء ومرات على الخبث، حركة منعرجة تدل على الشك والتردد.
3- مظهر الممثل الخارجي:
· الماكياج: نسق دلالي مهم جدا في الصورة السينمائية، فمثلا يوظف لدلالة السن- العلامة النفسية للشخصية- للحالة المرضية...
· تصفيف الشعر: علامة تحيل إلى الفترة والمرحلة التاريخية لأحداث الفيلم، كما يرمز للحالة الإجتماعية للشخصية.
· الأزياء: فألوان الملابس ومظهرها له دور كبير في إيحاء الجو النفسي للشخصية والحالة الشعورية في مواقف معينة، كما يدل على البعد الإجتماعي والفترة التاريخية.
4- مظهر الصورة:
· الملحقات: الأكسسوارات والأشياء المستخدمة من طرف ممثلي الفيلم.
· الديكور: من أهم التشكيل البصري في الصورة السينمائية، كما أنه يمثل أيقونات بصرية في الفيلم السينمائي حيث أنه يمثل ذاته ويتغير دلالته حسب سياقه الدرامي.
· الإضاءة: لها دور بارز لإنجاز علامات بصرية، فلكل لون علامة لها دلالتها الخاصة بها.
5- الأصوات غير اللفظية: وتشمل
· الموسيقى: تحمل الموسيقى دلالة، وهذه الدلالة تحمل الجو النفسي للشخصية وللحدث الدرامي وتمتزج مع العناصر الأخرى.
· المؤثرات الصوتية: مثل الأصوات الطبيعية ، الأصوات المصطنعة...
-
-