ماستر 2 لسانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات عامّة

مقياس علم الأصوات الوظيفي

الإجابة النموذجية للامتحان

السؤال الأول:

n    تحدّث في موضوع الفونيمات ما فوق-قِطَعِيّة (الآداءات الخارجية) ومثّلْ له بنوعيْن فقط.

الإجابة:

1- الفونيمات ما فوق-قِطَعِيّة (الآداءات الخارجية): (4 نقاط)

                الفونيمات ما فوق قِطَعِيّة (Suprasegmental phonemes) أو ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭجية ﺃﻭ ما يمكن تسميته بالقرائن ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻐـﺔ  الجانبية Paralanguage التي تصاحب الكلام المنطوق وليست منه وتؤثر في معناه،

                ﻭالأكيد ﺃﻥّ الفونيمات ما فوق قِطَعِيّة (ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ الخارجية) تختلف ﻋﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ الدّاخلية النّابعة مـﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍئن ﺍﻟﺼّﻭتية، ﻭﺍﻟﺼّﺭﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘّﺭكيبية، وﺍﻟﻨّﺤﻭية، ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻴﺔ، ﻭالبيانية ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭكيب. وتنقسم هذه ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ الخارجية (ﺍﻟﻠّﻐﺔ الجانبية) إلى ﻗﺴﻤﻴﻥ ﺃﻭﻟﻬﻤـﺎ: ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟـﺼّﻭتية: مثل ﺍﻟﻭﻗﻔـﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘّﻨﻐﻴﻡ، ﻭﺍﻟﻨّﺒﺭ، ﻭﺍﻟﺘّﺯمين، ﻭالإيقاع. ﻭالآخر: ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ ﻏﻴﺭ الصّوتية: مثل تلك المرتبطة بالسّياق والمقام، ﻭﺍﻟﺤﺭكة ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ المصاحبة ﻟﻠﻜﻼﻡ.

          وهذه  ﺍﻷﺩﺍﺀﺍﺕ الخارجية المصاحبة ﻟﻠﻜﻼﻡ في جانبها الصّوتي تُؤثّر  لا محالة ﻓﻲ تحديد معنى ﺍﻟﻜﻼم بوصفه سلوكاً لغوياً بشرياً ﻭتغيير ﺩﻻﻟﺘـﻪ. كما لا يخفى ﺩﻭﺭها ﻓﻲ إيضاح  معاني ﺍﻟﻘـﺭﺁﻥ الكريم ﻭإجادة تلاوته، فضلا عن أهميتها  ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ  ﻓﻲ ﺩﺭﺍسة ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭية.

                ﻭتُعدّ ﺍﻟﻠﻐﺔ المصاحبة  للكلام من أهمّ الموضوعات ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ بالمعاني التي يقصد إليها المتكلّم في هذه اللّغة أو تلك، كونها تتعلّق بحالة ﺍﻟﺼّﻭﺕ ﺍﻟﻠّﻐﻭﻱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﻁﻕ بالجملة. ﻓﺎﻟﺠﻤﻠﺔ بوصفها كلاماً منطوقاً ﻻ يتأتّى معناها ﺍﻟﻤﻘـﺼﻭﺩ بالألفاظ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍكيب ﺍﻟﻠﻐﻭية ﻓﺤﺴﺏ،  بل ﻫﻨﺎﻙ وسائل ﻭﺃﺩﺍﺀﺍﺕ صوتية تشارك ﻓـﻲ تحديد ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭتؤثّر ﻓﻴﻪ من بينها هذه ﺍﻟﻠّﻐﺔ الجانبية.

                ولعلّ أهمّ الأداءات ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﻠﻜﻼﻡ وهي: ﺍﻟﻭﻗﻔﺎﺕpauses  ﻭﺍﻟﺘّﻨﻐﻴـــــﻡ: Intonation ، ﻭﺍﻟﻨّﺒـﺭ: Stress Accent, ، ﻭﺍﻟﺘّﺯﻤﻴﻥ:Tempo  ، ﻭالإيقاع:  Rhythm .

2- التّمثيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل:

أ/  النوع الأول: التّنغيــــــــم: (4 نقاط)

                الأصل في اللّغة أن تكون منطوقة، فهي كما يقول ابن جنّي: "أصوات يعبر بها كلّ قومٍ عن أغراضهم." والتّنغيم يخصّ هذا الجانب من اللّغة، وهو يقابل المصطلح الإنجليزي (intonation) وهو يعني "ارتفاع الصّوت وانخفاضه أثناء الكلام." كما يقول الدّكتور تمام حسّان، ذلك أنّ "الكلام لا يجري على طبيعةٍ صوتيةٍ واحدة، بل يرتفع الصّوت عند بعض مقاطع الكلام أكثر ممّا يرتفع عند غيره." ولمّا كان التّنغيم غير مسجّلٍ في العربية الفصحى، فإنّ دراسته الآن تعتمد على العادات النّطقية للعربية المعاصرة.

                والمتصفّح لكتاب "الأصوات اللّغوية" للدّكتور إبراهيم أنيس يجد أنّ صاحبه يجعل (التّنغيم) هو (موسيقا الكلام)، حيث ذكر "أنّ الإنسان حين ينطق بلغته لا يتبع درجةً صوتيةً واحدةً في النّطق بجميع الأصوات، فالأصوات التي يتكوّن منها المقطع الواحد، تختلف في درجة الصّوت وكذلك الكلمات قد تختلف فيها...ويمكن أن نسمي نظام توالي درجات بالنّغمة الموسيقية."

                أما الدّكتور أحمد مختار عمر فيؤكّد في كتابه (دراسة الصّوت اللّغوي) على الخاصّية الفونيمية للتّنغيم، فيذكر أنّ التّنغيم يغيّر حقيقة معاني الجمل، فإذا كانت الجملة خبرية مثلاً، فالتّنغيم قد يغيّرها إلى الاستفهام، أو إلى التّوكيد، أو إلى التعجّب وما إلى ذلك، بما تؤدّيه درجة الصّوت من دور في تميُّز المعنى الأساسي للجملة.

                لا شكّ أنّ أثر التّنغيم كبيرٌ في نفوس السّامعين، ومتابعتهم، وحُسن إصغائهم، وإزالة اللّبس عن معنى الجملة، وإدراك الفرق بين المعاني المتعدّدة، وفهم المراد. ولا يتأتّى ذلك إلّا في اللغة المسموعة دون المقروءة كما سبق، باتّباع سنن أهل اللغة في الكلام. فالمتكلّم قد يهدف بحديثه وتتابع نغمات كلامه العتاب، أو الاستحثاث، أو لفت النّظر، أو الامتعاض، أو الاستحسان، أو التّهكّم أو غيرها من المعاتي التي لا يمكن إدراكها إلا بمعرفة نوع الآداء التّنغيمي الذي نُطقتْ به الجملة.

                وقد يؤدّي الانحراف عن النّطق المتعارف عليه عند أصحاب اللغة غالباً إلى اختلاف المعاني وتباين المقاصد، ناهيك عن عدم وضوح المعنى. فمعرفة طرق الآداء والنّطق الصّحيح، لا يقلّ في أهمّيته عن معرفة علم النّحو، ولذلك يمكن القول أنّ للتّنغيم وظيفتان؛

ـــــــــ الأولى وظيفة آدائية بها يتمّ نطق الجملة في اللّغة حسب نُظم الآداء فيها، وحسب ما يقتضيه العرف عند أهلها من حيث الالتزام بطرق آدائها، لأنّه لو لم يلتزم بها المتكلّم يصبح نطقُه وكلامه غير واضحٍ وغريبٍ عند أهلها.

ــــــــــ الثّانية وظيفة دلالية بها يتمّ معرفة المعاني المختلفة والدّلالات الخفية للكلام، حيث أنّ تأثير التّنغيم واضحٌ في بيان هذه الدّلالات والمعاني، وفي توضيح مقاصد الكلام. يقول الدّكتور تمّام حسّان في هذا الشّأن: "وللنّغمة دلالة وظيفية على معاني الجمل تتّضح في صلاحية الجمـــــــــــــــــــــــــــــــــل التّأثّرية (Exclamatory) المختصرة نحو (لا!)، و(نعم!)، و(يا سلام!)، (الله!) إلخ. لأنّها تُقال بنغماتٍ متعدّدة، ويتغيّر معناها النّحوي والدّلالي مع كلّ نغمةٍ بين الاستفهام، والتّوكيد، والإثبات لمعانٍ مثل: الحزن، والفرح، والشّكّ، والتّأنيب، والاعتراض، والتّحقير وهلمّ جرّا، حيث تكون النّغمة هي العنصر الوحيد الذي تسبّب في تباين هذه المعاني."

ب/ النّوع الثاني: ﺍﻟﻭﻗﻔﺎﺕ pauses: (4 نقاط)

                والوقف نوعٌ من السّكون يفصل بين مجموعة صوتية وأخرى، وهناك من يسمّي هذه الظّاهرة الصّوتية، إلى جانب (الوقفات)؛ وقفاً أو مفصلاً، أو فاصلاً، أو انتقالاً أو غيرها. وقد يُفصل بين صوتٍ وآخر، أو بين كلمة وأخرى، أو بين عبارة وأخرى في الجملة الواحدة، أو بين جملة وأخرى، ويعتبر الفاصل فونيماً  له تأثير في المعنى.

                ولعلّ هذا المصطلح يتّفق تماماً مع مبحثٍ مهمّ تناوله علماء التّجويد بالتّفصيل هو مبحث (الوقف والابتداء)، إذْ لم يغب عن أذهان علمائنا السّابقين وظيفة هذا النّوع من الآداء ودوره في تغيير معاني الكلام ودلالاته. ونورد فيما يأتي بياناً لأنواع (الوقف والابتداء) في القرآن الكريم ودورهما في تحديد معاني الآيات ودلالاتها:

أ/ الوقف التّامّ:

                وهو كما يعرّفه علماء التّجويد ذلك "الذي يحسُنُ الوقفُ عليه، والابتداء بما بعده"، وأكثر ما يكون في رؤوس الآي وعند انقضاء القصص.

                وهذا يعني أنّ (الوقف التّامّ) مقيّدٌ بالمعنى، فإذا تمّ المعنى بالوقوف على كلمة وحسُن لاابتداء بما بعدها، كان وقفاً تامّاً. ومن أمثلته: الوقف على كلمة (الظالمين) في قوله تعالى: ﴿ولئن اتّبعْتَ أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنّك إذاً لمن الظّالمين﴾ [البقرة 145]، والابتداء بقوله ﴿الذين آتيناهم الكتاب﴾، فلا يتوهم القارئ فيظنّ أنّ (الذين آتيناهم) صفةً للظّالمين، والقرآن هنا مسترسلٌ في وصف عبد الله بن سلام وأصحابُه، ولو وُصِل الكلام لأوْهَمَ معنىً غير المعنى المراد، ولذا سمّاه بعض العلماء بالوقف اللازم أو الواجب.

                ومن أمثلته أيضاً، الوقف على كلمة (أولياء) في قوله تعالى ﴿يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء﴾ [المائدة 51]، والابتداء بقوله ﴿بعضهمُ أولياءُ بعض؛ لأنّ الوصل يفيد أنّ الجملة صفةٌ لـــ(أولياء)، وهذا محال.

ب/ الوقف الكافي:

                وهو الوقف على كلمة لم يتعلّق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظاً بل معنىً، وهو كثير في القرآن الكريم، وحكمه أنّه يحسُنُ الوقف عليه. وسُمّي كافياً لاكتفائه عمّا بعده واستغناء ما بعده عنه لعدم وجود تعلّق لفظي بينهما. ويكثر في رؤوس الآي، ومن أمثلته في وسط الآي قوله تعالى ﴿في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضا، فالوقف على كلمة (مرض) الأولى كافيا هنا.

ج/ الوقف الحسن:

                وهو الوقف على كلام، تعلّق بما بعده لفظاً ومعنىً، يحسُنُ الوقف عليه، أي يؤدّي فائدة يحسُنُ الوقف عليها، أوإفادته معنىً يستقيم معه الكلام، أو هو الوقف على ما تمّ معناه في ذاته وتعلّق بما بعده لفظاً ومعنىً معاً. ومن الوقف الحسن الوقف على (وتُوَقّروهُ) في قوله تعالى ﴿لتؤمنوا بالله ورسولِه وتُعزّروه وتوقّروه[الفتح 9] والابتداء بـــ (وتُسبّحوهُ) لئلا يُوهِمَ اشتراك عود الضّمائر على شيءٍ واحدٍ، فإنّ الضّميرين الأوّلين عائدان على الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم)، وفي الثاني عائد على الله (سبحانه وتعالى).

د/ الوقف القبيح:

                هو القف على ما لا يتمّ الكلام به ولا ينقطع عمّا بعده، أو هو الوقف على ما لا يؤدّي مهنى صحيحاً وذلك لشدّة التعلّق بما بعده لفظاً ومعنىً، كالوقوف على المبتدأ دون خبره، أو الفعل دون فاعله، أو على النّاصب دون منصوبه، وأقبح منه الوقف على ما يوهِمُ وصفاً لا يليق بذات الله تعالى، أو يفهم منه معنى مخالفاً للعقيدة وهذا أشد أنواع الوقف القبيح، مثل الوقف على قوله ﴿للّذين لا يؤمنون بالآخرة مثَلَ السَّوء ولله(المثل الأعلى)، فالوقف هنا على (لله)  وقفٌ لا يليق بذات الله عزّ وجلّ، فالقارئ هنا أشرك الذّين لا يؤمنون بالآخرة بأنّ لهم مثلَ السَّوء وأيضاً الله، وحاشاه سبحانه وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهذا معنى لا يليق بذات الله عزّ وجلّ، وهو معنىً شديد القبح لأنّه تعلّق بذات الله عزّ وجلّ. الوقف على كلمة توهم معنى يخالف ما اراده الله عز وجل مثل الوقــــــــــــــــف على قوله تعالى ﴿يا أيّها النّاس لا تقربوا الصّلاة فالوقف هنا وقفٌ قبيحٌ لأنّه أوهم معنىً مخالفاً لما أراده الله عزّ وجلّ وهو (عدم إقامة الصّلاة).   

 

السؤال الثاني:

n    ما هي العلاقة الجامعة بين مصطلح (المورا) ووزن المقْطـــَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع كما حدّده تروبتَسْكويْ؟

الإجابة: (5 نقاط + 3 نقاط لتمثيل المقاطع) 

                بداية نشير إلى كون تروبتسكوي، في إطار دراسته المقطعية، تحدث عن الظواهر الصّوتية التي ترتبط بقفل المقطع أو نهايته، وقد فرّق بين المقطع وبين الوحدة الإيقاعية التي سمّاها (مورا: mora). وصار هذا التّقسيم الثّنائي من المسلّمات في الدّراسات الصّوتية اللّاحقة. وبناء على ذلك، فقد قسّم اللغات إلى قسمين؛ لغات مقطعية (Syllable counting languages)؛ أي تعتمد على المقطع في تشكيل المفردات. ولغات نغمية (mora counting languages) أي تعتمد على المورا في تشكيل المفردات.

                        أمّا في معرض حديثه عن النّبر، فقد طرح تروبتسكوي فكرة في غاية الأهمية تمّ تبنيها في فرع معاصر من الاتجاهات الفونولوجية يعرف (بالفونولوجيا العروضية: Metrical phonology)، وفحوى هذه الفكرة تتمثّل في أنّه حدّدَ وبيَّنَ العلاقة التي تربط مصطلح المورا ووزن المقطع، أي ارتباط الصوامت بالمصوّتات في تشكيل كلّ مقطع؛ فالمقطع (ص م ص) تتحكّم به مورتان؛ واحدة للمصوّت والأخرى للصّامت الذي يقع في خاتمة المقطع. وهذا المقطع يعادل المقطع (ص م م) الذي تتحكّم به مورتان أيضاً كونه ينتهي بمصوّت طويل. والمصوّت الطّويل يعادل من الناحية البروزودية مصوّتاً قصيراً وصامتاً. وقد تعامل عروض الشّعر العربي مع النّوعين على أساس أنّ إيقاعاً وزنيّاً واحداً ينتظمهما وهو السّبب الخفيف الذي يتكوّن من مصوّت وصامت. وبالتّالي فإنّ (ص م م) لا يختلف من حيث الوزن عن (ص م ص) إلا في كون الأوّل ممدوداً. وفي الفونولوجيا العروضية يصنّف كلا المقطعين على أنّه ثقيلٌ، أمّا المقطع (ص م) فهو مقطعٌ خفيف.

أمّا تمثيل هذه المقاطع فيكون وفق الشّكل التّالي:  (يشير الرّمز σ إلى المقطع، بينما يشير الرّمز µ إلى المورا).

                        σ                                                      σ                                         σ   

 


                         µ                               µ    µ                                  µ     µ

            ص                      م                         ص                     م         م                             ص                     م          م

   مقطع خفيف                                      مقطع ثقيل                                                    مقطع ثقيل

                ويعدّ المقطع أصغر وحدة بروزودية، ويظهر أثر اختلاف قوة النّطق على المقطع من خلال النّبر، وهذا في اللّغات المقطعية. أمّا في اللّغات النّغمية فإنّ المقطع يبرز من خلال بروزوديم المورا. وقد أثبتت الدّراسات الصّوتية المعملية أن المقطع المنبور يكون أوضح المقاطع في الكلمة، لأنّ النّبر يتطلّب بذل مجهود نطقي أقوى. وإلى جانب ذلك، فإنّ للنّبر تأثيراً على المقطع المنبور يتمثّل في تطويل حركة المقطع أو تقصيرها تناسباً مع خصائص كلّ لغة.

                وفيما يتعلّق باللّغات التي يعتمد تركيبها المقطعي على المورا، فإنّ النّغمة (Tone) فيها تؤدّي وظيفة التّفريق بين المقاطع، أي يكون لكل مقطع فيها نغمةٌ معيّنة. وبما أنّ كل كلمة تتكوّن من عددٍ من المقاطع، فإنّ دلالة الكلمة في اللّغات النّغمية تتحدّد على أساس نسق تتابع النّغمات.