مدخل إلى العلاج النسقي

لمحة تاريخية عن العلاج النسقي

إن التوجه النسقي في علم النفس توجه قديم نسبيا، وتعد فكرة اعتبار الأسرة كنسق متكامل فكرة متأصلة في الفلسفة وعلم الاجتماع، وهذا ما أشار إليه دوركايم Durkheim بوصفه أي جماعة إنسانية بالنسق إلا أن هذا التوجه لم يلق اهتماما كبيرا من علماء النفس الذين استمروا في دراسة الكائن البشري مفردا باعتباره الوحدة المناسبة للدراسة النفسية.

ويمكن القول أن الجهود الأولى في الاهتمام بالعلاج الأسري ترجع إلى ناثان اكرمان

Nathan Ackerman من خلال مقاله سنة 1973 "الأسرة كوحدة اجتماعية انفعالية" والذي اعتبر البداية الأولى لعلاج الأسرة ولأنه أول من اهتم بتأثيرات الأسرة والدور الذي تلعبه في تشكيل شخصيات الأبناء، وتشكيل الاضطرابات لديهم وهو من صاغ مبدءا جديدا في الممارسة العيادية بإرسال معالجين في زيارات منزلية لدراسة الأسر وتقديم الخدمات لهم.

وفي الخمسينات تجمع عدد من الباحثين منهم جاكسون Jackson و ويكلاند Weakland و هالي Hally بكاليفورنيا بتوجيه من باتسون لدراسة نمط الاتصال في الأسر التي بها أفراد فصاميون.

وفي سنة 1956 نشر باتسون وزملاؤه مقالا في تفسير الفصام قدم فيه مفهوما للرابطة المزدوجة.

وفي سنة 1959 استقل دون جاكسون بمجموعة بحثية في بالو الطو Palo Alto لدراسة الأسرة والفصام وانشأوا معهد الأبحاث العقلية و قد انضمت إليهم فرجينيا ساتير Virginia Satir وأيضا هالي وويكلاند فيما بعد، وقد توصلوا إلى تقديم نظرية تعرف بوجهة النظر التفاعلية متأثرين بكل من النظرية البينشخصية ونظرية برتلانفي Bertalanffy في الأنساق العامة والنموذج السيبرنيطيقي ل Norbert Weiner...

وفي سنة 1967 نشر معهد الأبحاث العقلية كتابا بعنوان برجماتيات الاتصال الإنساني ضمن خلاصة تجارب باحثيه وهو يضم مجموعة من نظريات الاتصال ونظرية الأنساق والأمراض النفسية.