- Enseignant: abdellah عبدالله moussa موسى
- Enseignant: amina djazouli
موضوع العلوم الإنسانية
إن النتائج الايجابية التي تحققت في ميدان الفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا جراء البحث العلمي العميق في نهاية القرن الثامن عشر، فإن بداية البحث العلمي في ميدان العلوم الإنسانية ظهرت مع نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين خاصة لما بدأت المجتمعات الحديثة تتعرف أكثر على قضايا وإشكاليات جديدة تتعلق بالمجال النفسي و الاجتماعي المرتبط بالتطورات السريعة التي شهدتها هذه المجتمعات، فأصبحت العلوم الإنسانية تسعى إلى تحويل الإنسان كموضوع دراسة علمية موضوعية شبيهة بتلك التي حدثت في مجال العلوم الطبيعية. فما هو موضوع الإنسانية وهل يمكن قيامها كعلوم تتميز بالموضوعية و الدقة كما هو الشأن في دراسة العلوم الطبيعية؟
1-موضوع العلوم الإنسانية:
لقد أصبح التفكير في الإنسان مند أن أطلق سقراط عبارته المشهورة "أعرف نفسك بنفسك" ومع عناية الفلاسفة بالإنسان وازدياد شعور العلم باستقلاله وبإمكانياته في اقتحام جميع ميادين المعرفة و السلوك، فنمت فكرة وضع علوم إنسانية تكون موازية لعلوم الطبيعة، خاصة وأن الإنسان تمكن من معرفة الطبيعة و ما يحيط به من ظواهر فكان لازماً عليه أن يتعرف أكثر عن عالمه الخاص الذاتي. فظهرت هذه العلوم لتتناول الإنسان من جوانب مختلفة، وتسلط الضوء على أوجه النشاطات المتعددة، فما هي أهم فروع العلوم الإنسانية.
2-فروع العلوم الإنسانية:
1-علم الاجتماع:
يعتبر احد أهم فروع العلوم الإنسانية، إذ يعرف على "أنه دراسة الحياة الاجتماعية للأفراد، سواء بشكل مجموعات أو مجتمعات، ويدرس أيضا السلوكيات و التفاعلات الاجتماعية، كما يهتم بالقواعد و العمليات الاجتماعية التي تربط و تفصل ليس فقط بين الناس كأفراد، لكن كجماعات ومجموعات"[1]. من هنا أصبح من الضروري إدماج الدراسات الاجتماعية في البحث العلمي الوضعي كما هو الحال في الدراسات الفيزيائية.
فبحكم أن الفرد كائن اجتماعي له حقوق و عليه واجبات يتأثر بمختلف الظواهر الاجتماعية،التي تظهر نتيجة لتجمع الناس في ظل التفاعلات الناتجة عن العلاقات المتبادلة داخل النسق الثقافي الموحد، وبإتباع أساليب حياة معينة تجعلهم يتفقون في كيفية التعبير عن أفكارهم وفي تعاملاتهم الأخلاقية و الاقتصادية. من هنا غدي علم الاجتماع علماً يختص بدراسة الظواهر الاجتماعية و الكشف عن القوانين التي تحكمها.
2-علم التاريخ
يعد التاريخ من بين أهم فروع الدراسات الإنسانية، فهو يدرس ماضي الإنسان وحوادثه المتعاقبة عبر الزمن، للكشف عن منطق هذا التعاقب ومعرفة سيرويته. و الوقوف على الدلائل و السوابق من أجل استطلاع الحقيقة التاريخية الكاملة، ووضع صورة عامة و شاملة لما كانت عليه الحياة في الماضي، وذلك من خلال دراسة السياقات المختلفة التاريخية، ودمج الباحث في التاريخ للحصول على كل المعطيات التي تمكنه من التعامل مع المادة التاريخية والتأكد من صحتها و تفسيرها بمنهجية علمية، ليصل في النهاية إلى إعادة بناء لجزء من الماضي الذي عاشه الإنسان مع الاستغراق في تفاصيله. عرف ماضي البشرية وقائع متميزة و أزمات حادة، كالحروب غيرت مجرى التاريخ و أثرت على المجتمعات، لذلك كان من الضروري دراستها و التعرف عليها ولن يتم ذلك إلا بعلم التاريخ.
3- علم النفس:
يختص بدراسة الحياة النفسية وما تتضمنه من أفكار و تصورات و مشاعر و أحاسيس، و ميول، ورغبات، و ذكريات، و انفعالات. كما يدرس السلوك الإنساني و كل ما يصدر عنه من أفعال و أقوال وحركات ظاهرة، بالإضافة إلى ذلك فعلم النفس يدرس أوجه نشاط الإنسان و هو يتفاعل مع بيئته ويتكيف معها.
إلا الدراسات في هذا المجال متعددة و متنوعة و كل مدرسة درست الظاهرة النفسية من زاوية معينة فالسلوكيون بزعامة واطسن اعتمدوا في دراستهم على السلوك باعتباره مجموعة من الاستجابات التي تصدر عن الفرد وما يرتبط به من مثيرات، بينما يري أنصار مدرسة التحليل النفسي وفي مقدمتهم سغموند فرويد أن الظاهرة النفسية تحتوي على جانب خفي عميق يسمي باللاشعور وله تأثيرات قوية على السلوك، في حين ذهب بعض من علماء النفس و من بينهم كارت لوين أن الحياة النفسية تتأثر بالمحيط فأسس ما يسمي بنظرية المجال، فالسلوك دالة على تفاعل الفرد مع محيطه.
4- علم الاقتصاد:
علم الاقتصاد هو ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يعني بدراسة السلوك الاقتصادي للأفراد من حيث الاستهلاك و إنتاج السلع و توزيعها و تقديم الخدمات. و هو يسلم بمحدودية الموارد الإنتاجية و بأنه يتعذر تلبية احتياجات جميع الأفراد. و يسعى هذا العلم إلى ضمان الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية بغية تحقيق أقصى إشباع لاحتياجات الفرد. و عموماً تتناول العلوم الاقتصادية المشكلات الاقتصادية من وجهة نظر المجتمع، العمل على كيفية تجاوزها.
5- علم القانون:
يعد القانون من أهم الفروع الاجتماعية، فهو عبارة عن مجموعة من الأُسُس والقواعِد التي تحكُم المُجتمع وتعمل على تنظيمه، ويقوم بضبط السلوك الإنساني وفقاً لقواعد أو قوانين يتم تشريعها لضمان الحقوق وتنفيذ الواجبات، حيث إنّه لا يمكن للمُجتمع العيش بِنجاح إذا كان أفراده لا يخضعون لِقوانين تحكمهم، ويفعلون ما يروق لهم دون مُراعاة لواجباتهم وحقوقهم، فالقانون هو الذي يضع القواعِد التي تُحدّد حقوق الأفراد وواجباتِهم، ويضع الجزاء المُناسب في حال مُخالفة تلك القواعِد والأُسُس، ويُطبّق الجزاء من قِبل الحُكومة، حيث تتغير القواعد القانونيّة باستمرار؛ وذلك تبعاً لِلتطوُّرات والتغيُّرات التي تحدُث في المُجتمع، مع مراعاة مبدأ العدالة.
6- علم السياسة:
فرع من فروع العلوم الاجتماعية، ليس لها تعريف دقيق بل تعددت تعار يفها بتعدد المناهج والإيديولوجيات، فالبعض يري أنها مرتبط بالدولة لأن الموضوع الأساسي لعلم السياسة هي الدولة، باعتبارها أرقي أشكال التجمعات البشرية" فهي علم الحكومة وفن علاقات الحكم، وتطلق على مجموع الشؤون التي تهم الدولة أو طريقة التي يسلكها الحكام"[2] فالسياسة تتعلق بتنظيم شؤون الدولة، فالظواهر السياسية تتعلق بأصل الدولة و ممارستها لوظائفها، وهي مظاهر ذات طبيعة قانونية محضة. ويري ماكس فيبر أن الظاهرة السياسية ملازمة لكل مجتمع منظم مهما كان يقوم على تكريس لوجود علاقات سلطة، قائمة على الانصياع لسلطة ما داخل المجموعة البشرية وذلك لغرض تحقيق هدف موحد، فالممارسة السياسة تشمل مواضيع متعددة بينها العلاقات الاجتماعية التي تشمل الحكم والسلطة، وكذلك علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة الدولة بالدول الأخرى، وعلاقة الأحزاب بالحكومة.
7- الأنتروبولوجيا:
الأنثروبولوجيا هو مُصطلح مُشتق من كلمتين يونانيتين هما: أنثروبوس وتعني الإنسان، ولوغوس، وتعني الدراسة، وبذلك يكون معنى الأنثروبولوجيا هو دراسة الإنسان، أو علم الإنسان، ويدرس هذا العلم البشر بماضيهم وحاضرهم ليفهم الكيانات الهائلة والمعقدة من الثقافات عبر التاريخ، وتُبنى الأنثروبولوجيا، وتتحرك على القواعد المعرفية التي تقوم عليها العلوم البيولوجية والاجتماعية،
وعليه "فإن العلوم الإنسانية تدرس جميع أوجه النشاط الإنساني، فتدرس كل ما يتعلق بالإنسان من ظواهر نفسية و اجتماعية و تاريخية و سياسية و اقتصادية ولغوية واتصالية ودينية وغير ذلك".[3]
[1] - نقلاً عن تعريش ياسمين، محاضرة المدخل إلى علم الاجتماع، ص5.
[2] - الموسوعة السياسية، إشراف د/عبد الوهاب الكيالي وكامل زهيري، منشورات المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت، 1974، ص327.
[3] - إبراهيم مصطفي إبراهيم، في فلسفة العلوم، مرجع سابق،ص 179.
- Enseignant: houari chadli
- Enseignant: كريم محمد بن يمينة
- Enseignant: mohamed afiane
- Enseignant: karima belazze